x

بنى مر.. مسقط رأس عبد الناصر «الرمز» قارب على الانهيار

الأحد 14-01-2018 21:33 | كتب: ممدوح ثابت |
ذكري المئوية جمال عبدالناصر ذكري المئوية جمال عبدالناصر تصوير : طارق الفرماوي

بالرغم من مرور ١٠٠ عام على ميلاد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فإن قرية «بنى مر»، بلد الزعيم، تعانى إهمال الجهاز التنفيذى بمحافظة أسيوط، ما أثَّر سلباً على منزل الزعيم الذى قارب على الانهيار بعد أن أصابته التشققات وتهالكت جدرانه.

قال عثمان حسين الشريف، أحد أحفاد جمال عبدالناصر، إن الزعيم الراحل قدَّم لمصر العديد من الإنجازات فى الفترات الحرجة التى كانت تمر بها البلاد فى ذلك الوقت، حيث بنى السد العالى ووفَّر معاش التضامن الاجتماعى للفقراء والفلاحين، وكان يشعر بحال الفلاح المصرى البسيط ويسانده فى حل مشاكله.

وأضاف «عثمان» أن القرية كانت مُهمَّشة تماماً، خاصة أثناء حكم الرئيس الأسبق «محمد حسنى مبارك»، مطالباً الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعطاء التعليمات المباشرة بالاهتمام بالقرية وتحويلها إلى قرية نموذجية تليق باسم بلد الزعيم جمال عبدالناصر.

وأشار طه حسين خليل، أحد أحفاد جمال عبدالناصر، إلى أنه يفتخر بصلة قرابته بالزعيم وما قام به من إنجازات؛ فهو مثال يُحتذى للزعيم والمواطن، لافتاً إلى أنه عند قدومه إلى أسيوط كان يستقبله جده ومن معه من الضباط الأحرار.

وطلب من المحافظ سرعة الاهتمام بمنزل الزعيم، خاصة أنه آيل للسقوط. وعن مشاكل القرية قال إنها تعانى من مرور الضغط العالى والمتوسط بين المنازل ومن أعلى بعض المنازل، وقيام بعض الأهالى ببناء منازل مخالفة، وعدم إنهاء مشروع الصرف الصحى الذى بدأ إنشاؤه منذ سنوات ولكنه لا يعمل حتى الآن.

وفيما يخصُّ تكريم الرئيس جمال عبدالناصر قال «طه» إن المحافظة وضعت تمثالاً للزعيم جمال عبدالناصر، وقد جاء متأخراً كثيراً.

وأوضحت سامية محمد، مسؤول هيئة الآثار بأسيوط، أن منازل بعض الشخصيات العامة كمنزل جمال عبدالناصر والبابا شنودة لا ينطبق على أى منها مقوِّمات المتاحف، حيث يشترط فى المتحف أن يحتوى فى بنائه على طراز معمارى وفنى يُظهر عنصر الجذب فى الزخارف التى تنتمى لإحدى المدارس الفنية، بالإضافة إلى أن منازل بعض المشاهير والإعلام لا ترقى لتحويلها لمتاحف، ولا يمكن للسائح أن يتكبَّد عناء آلاف الكيلو مترات سفراً لرؤية منازل ليس بها ظواهر أثرية.

وقال أحمد محمود، مدرس من أهالى القرية، إن وزارة الثقافة شرعت فى بناء قصر ثقافة يحمل اسم الزعيم الراحل تخليداً لذكراه، لكن قبل افتتاحه قامت الهيئة العامة لقصور الثقافة بوضع لافتة على القصر مدون عليها «بيت ثقافة بنى مُر»، خلافاً لما تم الإعلان عنه فى السابق بأنه «قصر ثقافة جمال عبدالناصر».

وتابع «أحمد» أن أهالى القرية كانوا يعيشون سعادة بالغة بعد الإعلان عن إنشاء قصر ثقافة يحمل اسم الزعيم، خاصة بعد إهمال المسؤولين ترميم منزله الذى شارف على الانهيار وتساقطت جدرانه وانهارت أجزاء من الحوائط، وفى أعقاب ذلك أعيدت تسمية «قصر ثقافة جمال عبدالناصر».

وقال حسين عطية عبدالغفار، مشرف مشروع «قصر ثقافة جمال عبدالناصر»، إن العمل بدأ منذ ٢٠ إبريل ٢٠١٦ حيث تكاتفت الجهود من الجهاز التنفيذى بالمحافظة وجهاز الخدمات بالقوات المسلحة لإنشاء قصر الزعيم.

وأضاف «حسين» أن المشروع ضم ما يقرب من ٢٠٠ عامل وفنى ومهندس تنوَّعت مجالاتهم بين عامل بناء وفنى وسيراميك ونجار، حيث يبدأ العمال منذ الساعة 7 صباحاً حتى 7 مساء بشكل يومى، حتى جاءت زيارة الدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ليعلن أن موعد تسليم القصر اليوم لتتم مضاعفة العمل طوال الـ24 ساعة دون توقف.

وأوضح أن المبنى يتم تشييده على أرض أملاك دولة بمساحة 790 متراً بما يعادل 4 قراريط، و15 سهماً، تم تخصيص مبنى على مساحة ٤٠٠ متر ليكون مسرحاً مغطى ليستوعب حوالى 500 مقعد، والمبنى الإدارى مكون من 3 طوابق ويضم قاعات معارض ومكتبة عامة ومكتبة طفل ونادى تكنولوجيا وقاعات أنشطة.

وقال مجدى هاشم يوسف، مشرف الإنشاءات بالموقع: «أعمل فى الموقع منذ أن تم وضع حجر الأساس، ومنذ بداية العمل لم نواجه أى أعباء أو أعطال سوى الأعطال الجغرافية لطبيعة المكان التى تمثلت فى ضيق الشوارع التى كانت تعرقل دخول المعدات واللوادر التى يتم استخدامها فى المشروع، ولكن تم التغلب على هذه العوائق، وكان أهالى القرية ومجلس المدينة دائماً يقدمون العون لنا، سواء بتوفير مياه الشرب أو المياه المستخدمة فى عملية الإنشاء، وإمداد خطوط الكهرباء وتقديم التسهيلات لإنهاء العمل».

وأوضح مجدى أن الشركة المنفذة سوف تقوم بتسليم المبنى فى الموعد المحدد بعد إنهاء أعمال التشطيبات والفرش بالكامل.

وقال ضياء مكاوى، مدير عام ثقافة أسيوط، إن المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط، وضع حجر الأساس فى 20 إبريل 2016 ليكون شرارة البدء فى إنشاء قصر ثقافة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بمسقط رأسه بقرية بنى مر التابعة لمركز الفتح بتكلفة إجمالية 11 مليون جنيه على مساحة 790 متراً.

وأضاف مكاوى أن القصر له أهمية كبرى فى رفع المستوى الثقافى والوعى لدى المواطنين فى مختلف المجالات وتقديم مواد ثقافية مختلفة تنير عقول الشباب ليكونوا قادرين على رؤية واقعهم ومستقبلهم بعيداً عن التطرف والإرهاب ومحاربة الجهل والتطرف.

يذكر أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وُلد فى ١٥ يناير ١٩١٨ فى ١٨ شارع قنوات فى حى باكوس الشعبى بالإسكندرية، وهو الابن الأكبر لعبدالناصر حسين، الذى وُلد فى عام ١٨٨٨ فى قرية بنى مر فى أسيوط من أسرة متوسطة، ولكنه حصل على قدر من التعليم سمح له بأن يلتحق بوظيفة فى مصلحة البريد بالإسكندرية، وكان راتبه يكفى بصعوبة لسداد ضرورات الحياة.

التحق جمال عبدالناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبة، ثم بمدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة، وأقام عند عمه خليل حسين فى حى شعبى، ثم التحق بالقسم الداخلى فى مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عاماً واحداً، ثم نقل فى العام التالى إلى مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية بعد أن انتقل والده إلى العمل بمصلحة البريد هناك، والتحق بمدرسة النهضة الثانوية بحى الظاهر بالقاهرة، واستمر فى نشاطه السياسى فأصبح رئيس اتحاد مدارس النهضة الثانوية.

وبعد أن أتمَّ جمال عبدالناصر دراسته الثانوية وحصل على البكالوريا فى القسم الأدبى قرر الالتحاق بالجيش وتقدم إلى الكلية الحربية فنجح فى الكشف الطبى، ولكنه سقط فى كشف الهيئة؛ لأنه حفيد فلاح من بنى مر بأسيوط وابن موظف بسيط لا يملك شيئاً، ولأنه اشترك فى مظاهرات ١٩٣٥، ولأنه لا يملك واسطة، ثم تقدَّم إلى كلية الحقوق فى جامعة القاهرة ومكث فيها 6 أشهر إلى أن عقدت معاهدة ١٩٣٦ واتجهت النية إلى زيادة عدد ضباط الجيش المصرى من الشباب بصرف النظر عن طبقتهم الاجتماعية أو ثروتهم فقبلت الكلية الحربية دفعة جديدة فتقدم مرة ثانية للكلية الحربية وقابل اللواء إبراهيم خيرى، وكيل وزارة الحربية آنذاك، ووافق على دخوله فى الدورة التالية. تخرَّج جمال عبدالناصر فى الكلية الحربية بعد مرور ١٧ شهراً بعد أن جرى استعجال تخريج دفعات الضباط فى ذلك الوقت لتوفير عدد كافٍ من الضباط المصريين لسد الفراغ الذى تركه انتقال القوات البريطانية إلى منطقة قناة السويس، ثم التحق فور تخرجه بسلاح المشاة، ونقل إلى المنطقة الجنوبية بمنقباد بأسيوط، والتقى هناك كلاً من زكريا محيى الدين وأنور السادات ثم نقل إلى السودان وهناك قابل عبدالحكيم عامر.

وفى عام ١٩٤٥ وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انضم جمال عبدالناصر لحركة الضباط الأحرار، وعقب صدور قرار تقسيم فلسطين فى سبتمبر ١٩٤٧ عقد الضباط الأحرار اجتماعاً واعتبروا أن اللحظة جاءت للدفاع عن حقوق العرب ضد هذا الانتهاك للكرامة الإنسانية والعدالة الدولية، واستقر رأيهم على مساعدة المقاومة فى فلسطين، وجرح جمال عبدالناصر مرتين أثناء حرب فلسطين ونقل إلى المستشفى. ونظراً للدور المتميز الذى قام به خلال المعركة مُنح نيشان «النجمة العسكرية» عام ١٩٤٩ وبعد رجوعه إلى القاهرة أصبح جمال عبدالناصر واثقاً أن المعركة الحقيقية هى فى مصر. وفى صباح يوم ٢٣ يوليو قامت الثورة وبعد نجاحها أجبر الملك فاروق على التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد ومغادرة البلاد، وفى اليوم التالى أعيد انتخاب جمال عبدالناصر رئيساً للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار. وفى ١٨ يونيو ١٩٥٣ صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية وبإسناد رئاسة الجمهورية إلى اللواء محمد نجيب إلى جانب رئاسته الوزارة التى شغلها منذ ٧ سبتمبر ١٩٥٢. أما جمال عبدالناصر فقد تولى أول منصب عام نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للداخلية فى هذه الوزارة التى تشكلت بعد إعلان الجمهورية. وفى الشهر التالى ترك جمال عبدالناصر منصب وزير الداخلية الذى تولاه زكريا محيى الدين، واحتفظ بمنصب نائب رئيس الوزراء، وفى ٢٤ يونيو ١٩٥٦ انتخب جمال عبدالناصر رئيساً للجمهورية بالاستفتاء الشعبى وفقاً لدستور ١٦ يناير ١٩٥٦، وفى ٢٢ فبراير ١٩٥٨ أصبح رئيساً للجمهورية العربية المتحدة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية