x

خمسة قراءة: جديد الروائي رضا البهات

الجمعة 12-01-2018 23:04 | كتب: ماهر حسن |
خمسة قراءة خمسة قراءة تصوير : اخبار

فى المشروع الروائى لدى رضا البهات نقف بجلاء على ما طرأ على الإنسان المصرى والمجتمع من انحطاط وتشوه طال القيم المجتمعية المصرية الراسخة عبر أجيال حتى إن الأجيال الثلاثة أو الأربعة الأخيرة اعتادت هذا التحول السيئ وصارت جزءا منه فأصبحت تافهة وعدمية وانتهازية.. كان هذا باديا بل ملمحا أساسيا بدءاً من مجموعته «طقوس بشرية» مرورا بروايته «ساعة رملية تعمل بالكهرباء» وروايته «شمعة البحر» والتى تتخذ من الريف المصرى مسرحا لها، وقد صدرت قبل أيام الطبعة الثانية منها عن دار بدائل، والرواية تفيض بالثقافة والأعراف والتقاليد الشعبية، والتى تتجلى فى الطقوس والعادات، ويمثل الشيخ جلال صوت السارد فى الرواية ونراه يحمل أسماء مثل «جلاخل أبوستة» و«جلال الأعرج» وهو يعيش مبتهجاً ومؤرقاً فى آن لمائة عام ومعه الشيخ الباز، ويمثلان نقيضين أحدهما يمثل الحياة، والآخر يمثل الموت أولهما يمثل البهجة والثانى يمثل الكراهية.. يبدو جلال رمزا للتدين الشعبى بطرافته وتناقضاته، وتعبيراً حيوياً عن الروح المصرية ويحب النساء ويلقى نكاتاً تجترئ أحياناً على المقدس لكنه لا يناصر ظلماً فيما يكون الباز نقيضه يحرّم كل شىء ويغرق فى التناقضات الفجة وممالأة الاستبداد، ومناصرة الرجعية وهناك أيضاً «الشيخ سامبو» الأزهرى، رجل البين بين، يدور ذلك فى مجتمع مغلق يمارس التواطؤ ونقف فى الرواية أيضا على ذلك التداخل بين الماضى والحاضر، والحضور والغياب، ولم تخل الرواية من ظل سياسى بين ثناياها وربما على نحو ساخر، فهناك مثلا عالم يتداعى بدءاً من نكسة 67 مروراً بقرارات الانفتاح الاقتصادى، وهيمنة خطابات رجعية على مقدرات الحياة المصرية.

ويقول رضا البهات إن هذه الرواية قد أشاد بها النقاد وإن شخصية الشيخ جلال فى الرواية تمثل روح الحياة ضد فكرة الموت الذى يمثله الشيخ الباز وضد كل الأفكار الوافدة على أسلوب التدين لدى المصريين وإن الشيخ جلال بطل الرواية يمتد به العمر لمائة عام تمثل قرنا من الفكاهة والسخرية ومقاومة الخصم وهى الطريقة الساخرة ذاتها التى تميز بها المصريون، ويقول البهات «إن الرواية أيضا ترى أننا ما زلنا نعيش تداعيات وآثار نكسة 67 حتى اليوم ويمكن أن تنسب الرواية لما يمكن تسميته الواقعية السحرية عبر مشاهد كثيرة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية