رصدت صحيفة «الجارديان» البريطانية «التداعيات الكارثية» الناجمة عن اعتزام الولايات المتحدة قطع تمويلها عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) .
وذكرت الصحيفة البريطانية، في مقال رأي نشرته على موقعها الإلكتروني، الجمعة، أن وزيرة التنمية الدولية في بريطانيا، بيني موردنت، تواجه حاليا أكبر تحد منذ أن بدأت مسيرتها الوزارية القصيرة، وذلك بعد صمودها ونجاتها من التغيير الوزاري الأخير الذي أجرته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ألا وهو تداعيات اعتزام واشنطن قطع تمويلها عن وكالة الأونروا، ما يشكل أحد أخطر تحديات السياسة البريطانية في الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أن تهديد الرئيس الأمريكي بقطع المساعدة المالية عن الوكالة الأممية المسؤولة بدورها عن شؤون اللاجئين الفلسطينيين، لا يمثل كارثة للاجئيين فحسب، وإنما يعد كارثة بالنسبة إلى إسرائيل ودول الجوار، بالإضافة إلى أنه لا يصب في المصالح الأمريكية.
ورأت الصحيفة البريطانية أن الرفض الفلسطيني لقرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ينقل الحوار بين الولايات المتحدة والفلسطينيين إلى مستوى دبلوماسي جديد تماما، مضيفة أنه رغم أن القرار النهائي بشأن قطع المعونات الأمريكية لا يزال معلقا، إلا أن الحديث عن خسارة تقدر بـ350 مليون دولار من الإعانة المالية الأمريكية المخصصة للوكالة الأممية هو أمر كارثي على المنطقة، إذ يلقي بآثار عسكرية واستراتيجية هائلة على الولايات المتحدة وحلفائها، ومن بينهم المملكة المتحدة.
ونوهت «الجارديان» إلى أنه إذا تم قطع المعونات الأمريكية عن الوكالة الأممية بهذه الطريقة المفاجئة والدرامية بدون تخطيط مسبق- بحسب وصف الصحيفة- ستضطر الأونروا إلى تعليق خدماتها التي تقدمها لحوالي 5 ملايين لاجئ فلسطيني خلال بضعة أشهر، مما يعني حرمان نصف مليون طفل في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان من التعليم، والزج بهم إلى الشوارع المضطربة بالفعل، في وقت تسعى فيه الجماعات المتطرفة لتجديد موالين لها.