دافعت المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن الاتفاق حول برنامج إيران النووي.
وقالت «موجيريني»، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، والألماني زيجمار جابرييل، والبريطاني بوريس جونسون، في أعقاب الاجتماع مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في بروكسل، الخميس، إن «خطة الأعمال المشتركة الشاملة حول برنامج إيران النووي تعمل وهي كفيلة بتحقيق أهدافها الرئيسية. والاتحاد الأوروبي سيواصل العمل على تنفيذها من قبل كل المشاركين».
وأشارت إلى أن 9 تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد التزام إيران بالاتفاق النووي، كما أكدت الوكالة الدولية الطابع السلمي لبرنامج إيران النووي، موضحة أن «هذا الاتفاق يسمح بالرقابة على البرنامج النووي الإيراني».
وأضافت «موجيريني»: «نحن نعبر عن قلقنا إزاء تطوير طهران لبرنامجها الصاروخي وأعمالها في المنطقة، لكننا نؤكد أن هذه القضية يجب فصلها عن تنفيذ الاتفاق النووي».
وأكدت كذلك أن رفع العقوبات عن إيران أثر إيجابيا على التجارة العالمية والعلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي وإيران.
وشددت «موجيريني» على أن «الاتفاق النووي مع إيران له أهمية استراتيجية ليس فقط بالنسبة للأمن في المنطقة، بل وللأمن الأوروبي».
واعتبرت الاتفاق «العنصر الأساسي لصرح الأمن النووي الدولي».
من جانبه، أكد «جابرييل» أن «هذا موقفنا الموحد، ونحن نريد حماية خطة الأعمال المشتركة الشاملة من أي قرارات تقوضها، بغض النظر عن مصدرها».
وأضاف أنه «لا يوجد هناك أي دليل على أن إيران لا تنفذ هذا الاتفاق»، وبالتالي ما دامت طهران تلتزم بالاتفاق «لن يكون أي أساس للتشكيك في مسألة رفع العقوبات».
وتابع قائلا: «نتوجه إلى حلفائنا، بمن فيهم الولايات المتحدة، بالدعوة للمساعدة، لكي يبقى هذا الاتفاق قابلًا للحياة».
وفي وقت سابق، دعا «جابرييل» إلى فصل الاتفاق حول برنامج طهران النووي عن القضايا الأخرى المتعلقة بإيران. وقال، فور وصوله إلى بروكسل، إن «الاتحاد الأوروبي يريد الحفاظ على الصفقة النووية مع إيران. ورغم أن هذا البلد يلعب دورا معقدا في المنطقة، نعتقد أنه من الضروري فصل الاتفاق حول برنامج إيران النووي عن القضايا الأخرى».
وشدد «لودريان» على أهمية الاتفاق مع إيران، وقال إن «فرنسا متمسكة بتنفيذ الاتفاق، ولا يوجد بديل له».
وأكد أن «الاتفاق يجب أن تلتزم به كل الأطراف التي وقعت عليه»، مضيفًا أنه «حتى الآن لا توجد هناك أي عوامل تدعو للتشكيك في الجانب الإيراني الذي ينفذ الاتفاق بشكل ناجح».
كما أشار إلى وجود خلافات مع إيران حول بعض النقاط، مؤكدا أنه من الضروري إجراء مشاورات حول برنامج إيران لتطوير الصواريخ الباليستية. وقال إن هذا البرنامج «يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي ويزعزع الوضع في المنطقة».
من جانبه، أعلن «جونسون» أنه لم يقدم أحد أي بديلًا للصفقة مع إيران، والتي تم التوصل إليها في عام 2015.
وقال «جونسون»: «حتى الآن لم يقدم أحد بديلا أفضل لخطة الأعمال المشتركة الشاملة، ما من شأنه أن يمنع إيران من المضي قدما إلى الأمام بتطوير القدرات النووية العسكرية. ولا أعتقد أن هناك من قدم فكرة أفضل».
ودعا «جونسون» إلى دعم دولي أوسع للاتفاق النووي مع إيران. وقال: «من المهم أن نحشد الدعم لهذا الاتفاق في العالم، لكي تستطيع إيران أن تظهر أنها جار جيد بالمنطقة، والتركيز على ما يمكن أن تقوم به إيران للمساعدة على تسوية الأزمة المرعبة في اليمن وعلى تحقيق السلام في سوريا وغير ذلك من القضايا بالمنطقة، وذلك دون أي ارتباط بخطة الأعمال المشتركة الشاملة».
يذكر أن اجتماع الوزراء الأوروبيين مع محمد جواد ظريف عقد بمبادرة المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي «موجيريني».