شهدت مدينة درعا جنوب سوريا تظاهرات جديدة فرقتها فوات الأمن بالقوة بينما خرج آلاف المتظاهرين عقب صلاة الجمعة وبخاصة في شمال شرق البلاد حيث غالبية السكان من الأكراد، بعد الإعلان عن مرسوم يقضي بتجنيسهم.
ففي درعا جنوب البلاد التي شهدت أعنف المظاهرات منذ اندلاعها في سوريا منذ ثلاثة أسابيع، ذكر ناشط حقوقي «إن نحو 6000 شخص تظاهروا أمام القصر العدلي بعد أن تجمعوا عقب خروجهم من 3 مساجد بعد صلاة الجمعة».
وأضاف:« قوات الأمن فرقت المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والحي»، مشيراً إلى أن «المتظاهرين ردوا عليهم بالحجارة». وأكد الناشط السوري، الذي فضل عدم نشر اسمه، أن أكثر من 4 جرحى سقطوا خلال المواجهات مع قوات الأمن.
وكان الآلاف قد تجمعوا أمام جامع العمري مساء الخميس حاملين صور الشهداء ويهتفون بشعارات ضد النظام، وتطالب بمكافحة الفساد وإطلاق الحريات العامة، جاءت تلك المظاهرة تمهيدا لمظاهرات الجمعة. وأشار الناشط إلى أن «خدمات الهاتف المحمول انقطعت في مدينة درعا منذ صباح الخميس وبدأت الخدمة بالعودة تدريجيا إلى المشتركين».
من جهته، ذكر رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا لأن «اكثر من 3000 شخص شاركوا الجمعة بالمظاهرة في مدينة القامشلي (شمال شرق سوريا) التي انطلقت من جامع قاسمو حيث اعتصم المتظاهرون في دوار الهلالية».
وأشار رديف إلى أن «المشاركين ينتمون إلى جميع أطياف المدينة من عرب وأكراد وأشوريين». وأوضح أن «مطالب المتظاهرين تضمنت إطلاق سراح المعتقلين وإلغاء حالة الطوارئ كما أكدوا على الوحدة الوطنية».
وأضاف مصطفى «نحو 2000 شخص تظاهروا في ناحية عامودا وناحية الدرباسية التابعتين للحسكة والتي يغلب على سكانها الاكراد» لافتا إلى أن "المظاهرة التي انطلقت من الجامع الكبير في الحسكة شارك فيها نحو 300 شخص».
وأكد الناشط الحقوقي حسن برو لوكالة الأنباء الفرنسية أن «المئات خرجت من رأس العين (80 كلم شمال الحسكة) من جامع الأسد باتجاه شرق المدينة». واشار إلى أن المتظاهرين ومعظمهم من الأكراد كانوا يهتفون «بالروح بالدم نفديك يا درعاط و «واحد واحد الشعب السوري واحد» و«الجنسية لا تعني الحرية».
وتأتي هذه التظاهرات بعد يوم من إصدار الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما يقضي «بمنح المسجلين في سجلات أجانب الحسكة الجنسية السورية»، في إشارة إلى الأكراد في شمال شرق سوريا.
وفي دوما شمال دمشق، حيث قتل الأسبوع الماضي 11 شخصا، «أقام السكان الجمعة حواجز حول المدينة من اجل التدقيق في هوية من يريد دخول الجامع الكبير والتأكد من عدم حمله لاي نوع من الأسلحة» بحسب ناشط حقوقي. وأكد الناشط ان السكان «ينون الخروج للتظاهر الجمعة بعد أن تم الاتفاق مع السلطات على عدم تدخل الأمن لتفرق المحتجين».
وأكد رئيس الرابطة السورية لدفاع عن حقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أن «آلاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية ونحو 1000 شخص في مدينة التل، شمال دمشق، تضامنا مع شهداء اللاذقية ودرعا ودوما»
وكانت صفحة باسم «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قد دعت إلى التظاهر في «يوم الصمود»، مؤكدة «سنهتف رغم جراحنا ونقول سلمية سلمية حتى نيل الحرية»