اعتدى نوبيون غاضبون على مبنى مديرية أمن أسوان، فجر الثلاثاء، بعد إصابة مراكبي، من قرية غرب أسوان النوبية، بطلق نارى، أطلقه عليه شرطى من قوة تأمين المراسى النهرية، بعد خلاف مع المراكبي علي ترسية مركب في جزيرة النباتات بمدينة أسوان.
تجمهر المئات من النوبيون وأهالى المصاب داخل المستشفى قبل أن يتوجهوا إلى مديرية أمن أسوان، وقاموا بقطع طريق الكورنيش أمام حركة السيارات، وانتقلت قوات من الشرطة العسكرية وسيارات الأمن المركزى لحماية المبنى وحطم المحتجون واجهة ونوافذ مبنى المديرية بعد رشقه بالحجارة والزجاجات الفارغة، وأشعل المحتجون إطارات السيارات وحاولوا إلقاءها على مبنى المديرية.
على الجانب الآخر أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المحتجين، وغادرت البواخر السياحية المواجهة لمبنى المديرية المراسى الخاصة بها خشية تعرضها لأى اعتداء.
وقالت مصادر أمنية في وزارة الداخلية: إن النيابة العامة تجري تحقيقًا موسعًا في الواقعة، كما أن الوزارة تجري تحقيقًا إداريًا أيضا في الواقعة نفسها، وأن الشرطي كان يطلب من المراكبي عدم الانتظار، أو تحميل ركاب، وأنه سيتم من خلال التحقيق معرفة سر إطلاق الشرطي الرصاص، وهل كان يطلقه في الهواء، أو صوبه باتجاه المراكبي، وأنه تم التحفظ علي الشرطي.
في السياق نفسه قطع مدير أمن اسوان حسن محمد حسن إجازته وعاد إلى المحافظة لمتابعة الموقف، وانتقل إلى موقع الأحداث الحاكم العسكرى، وتدخلت قيادات الجماعة الإسلامية برئاسة الشيخ خالد القوصى مسؤول الجماعة بأسوان لتهدئة المتظاهرين والتوصل إلى حل بشأن تقديم الشرطى إلى محاكمة عاجلة وتحمل وزارة الداخلية تكاليف علاج المصاب.
كانت الأحداث قد بدأت مساء الإثنين إثر وقوع مشاجرة بين عدد من المراكبية بحديقة النباتات بأسوان لخلاف على أولوية التحميل، وتدخل الشرطى ويدعى محمد الجارحى لفض الاشتباك،وحدثت مشادة مع مراكبي يدعي محمد رمضان هلالى 30 سنة، تطورت إلى تشابك بالأيدى، أخرج على إثرها الشرطى سلاحه الميرى وأطلق النار على المراكبى من مسدسه فأصابه بطلق نارى فى البطن.
وقال الدكتور حسن عبد القادر، مدير مستشفى أسوان التعليمى، إن المصاب وصل إلى المستشفى وتبين إصابته برصاصة 8.5 ملى اخترقت البطن من الأعلى وأحدثت تهتكًا بالكبد والبنكرياس والإثنى عشر، واستقرت بجوار العمود الفقرى، وتم استخراج الرصاصة وإجراء العمليات الجراحية للمصاب وإيداعه غرفة العناية المركزة للمستشفى، لافتا إلى أن المصاب الثانى تلقى العلاج وخرج من المستشفى لعدم خطورة حالته.
وكثفت أجهزة الأمن من تواجدها حول مديرية أمن أسوان، وحول المستشفي، المتواجد به المصاب خوفا من تجدد الاشتباكات. وقالت مصادر في مديرية الأمن إنه تم الاطمئنان علي حالة المصاب وعاد الهدوء إلي المنطقة.
يذكر أن اللواء منصور عيسوي أجرى حركة تنقلات بين مديري أمن أسوان والأقصر، خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر، لإعادة الأمن في المحافظتين.
