قال المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية إن الاحتجاجات الشعبية امتدت إلى 120 مدينة فى أنحاء إيران، فيما شهد مجلس الأمن صداما عنيفا بين الولايات المتحدة وروسيا حيال التطورات الإيرانية، بينما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستصدر قانونا لتعديل الاتفاق النووى الإيرانى.
وقال وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون إنه يتم إعداد قانون خاص لتعديل الاتفاق النووى مع إيران، قد يتم تبنيه هذا الأسبوع.
وأوضح تيلرسون، فى حوار مع وكالة «أسوشيتد برس»، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أعلن من قبل أن الاتفاق النووى مع إيران سيعدل أو سيلغى، وأنهم يعملون على تعديله.
ولفت تيلرسون إلى أن الإدارة الأمريكية تتواصل مع الكونجرس بشكل نشط جدا حول تعديل الاتفاق، وأن ترامب قد يميل إلى الحفاظ على الصفقة بالتخلى عن فرض العقوبات مرة أخرى فى 12 يناير، إذا كانت هناك علامات على أن الكونجرس سيتصرف فى وقت قصير. وأشار تيلرسون إلى أن تعديل الاتفاق النووى قد يتم تبنيه هذا الأسبوع أو بعده بوقت قليل. كما انتقد الاتحاد الأوروبى بسبب عدم تأييده المتظاهرين فى إيران. وشهد مجلس الأمن صداما عنيفا بين روسيا والولايات المتحدة، مساء أمس الأول، حيال التطورات فى إيران.
وقالت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة، نيكى هايلى: «لن نبقى صامتين فى 2018»، وذلك فى تبرير منها للدعوة، التى تقدمت بها منذ الثلاثاء من أجل عقد هذه الجلسة الطارئة بمجلس الأمن لمناقشة الاحتجاجات فى إيران، التى خلفت 50 قتيلا وأكثر من 3 آلاف معتقل، بحسب بيانات المعارضة الإيرانية.
واعتبرت هايلى أن «النظام الإيرانى ينتهك حقوق شعبه»، ونددت بإنفاق إيران على الأسلحة على حساب رفاهية الشعب الإيرانى.
وتابعت أن «رسالة هذا الشعب (الإيرانى) هى: أوقفوا دعم الإرهاب»، داعية إلى إعادة شبكة الإنترنت بالكامل فى إيران.
بالمقابل، دعت روسيا مجلس الأمن إلى عدم التدخل بشؤون إيران حتى لو أدت الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى سقوط قتلى، معتبرة ما حدث «شأنا داخليا»، واتهمت واشنطن بأنها «تهدر طاقة مجلس الأمن».
وحصلت روسيا، خلال اجتماع المجلس، على دعم من بوليفيا وإثيوبيا وغينيا الاستوائية.
وقال نائب السفير الصينى لدى الأمم المتحدة وو هايتو إن «الوضع الإيرانى لا يهدد الاستقرار الإقليمى».
على الجانب الأوروبى، أظهرت المواقف أيضا انقسامات. فبينما وجدت بريطانيا أن عقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن إيران أمر مشروع تماما، كانت فرنسا أكثر حذرا.
من جهته، انتقد السفير الإيرانى فى الأمم المتحدة، غلام على خوشرو، اجتماع مجلس الأمن، ووصفه بأنه «مهزلة» و«مضيعة للوقت». وقال إن على المجلس أن يركز بدلا من ذلك على معالجة النزاع الإسرائيلى الفلسطينى أو الحرب فى اليمن.
ووصف وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، أمس، قرار إدارة ترامب مناقشة الاحتجاجات الإيرانية فى مجلس الأمن، بأنه «خطأ جديد» ترتكبه واشنطن.
ميدانيا، قالت المقاومة الإيرانية إن جذوة الاحتجاجات الشعبية مازالت مشتعلة وامتدت إلى 120 مدينة، لكن سلطات طهران تمنع خروج أخبارها إلى العالم عبر قطع الإنترنت واعتقال النشطاء واستخدام العنف المطلق. وأعلنت عن تنظيم مظاهرات تضامنية مع الاحتجاجات الإيرانية فى عدة دول، مثل: فرنسا، ألمانيا، السويد، النرويج، إيطاليا، الولايات المتحدة، بريطانيا، النمسا، وكندا.
ودعت رئيسة المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية، مريم رجوى، إلى إرسال أسماء وصور «شهداء الانتفاضة» إلى المقاومة الإيرانية، من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لمقاضاة المسؤولين عن دماء «شهداء الانتفاضة». وطالبت رجوى الهيئات الدولية بإدانة النظام الإيرانى بالإخلال بالإنترنت فى إيران والتحرك لإيصال ارتباط الشعب الإيرانى المكبّل، مشيدة بإثارة القمع الإيرانى فى مجلس الأمن.
فى المقابل، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الشرطة طلبت من السكان إرسال صور ومقاطع مسجلة لـ«مثيرى الشغب» والتعريف عن عدد من المشتبه بهم الذين التقطت عدسات الكاميرات صورا لهم. واتهم أنصار الرئيس الايرانى حسن روحانى خصومه من المحافظين بتأجيج النقمة على الأوضاع الاقتصادية، والتى خرجت سريعا عن السيطرة وتخللتها هجمات على قوات الأمن والمبانى الحكومية ورموز النظام.
وينفى المحافظون الاتهامات ويشيرون إلى أن على روحانى القيام بالمزيد لمساعدة الفقراء مع تحرك البرلمان لإلغاء زيادة فى الضريبة على المحروقات قوبلت برفض شعبى. من جهته، شكر القائد العام للجيش الجنرال عبدالرحيم موسوى قوات الأمن لـ«إخمادها نيران الفتنة».
ودعا رئيس لجنة الجرائم الإلكترونية الإيرانى، عبدالصمد خورام عبادى، الذى يشغل كذلك منصب نائب رئيس الادعاء، إلى معاقبة الوزراء الإيرانيين فى حال ثبت أنهم فشلوا بشكل متعمد بمراقبة المضمون على الإنترنت، الذى يبثه «مثيرو الشغب والأعداء».
وقال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيرانى، محسن رضائى، إن تفاصيل سيناريو الأحداث فى إيران خطط لها فى أربيل بإقليم كردستان العراق من قبل أمريكا ومن وصفهم بـ«زمرة المنافقين» ومؤيدى الشاه.
ونقلت وكالة «مهر» للأنباء عن رضائى قوله: «قبل عدة أشهر عقد فى مدينة أربيل اجتماع حضره مدير العمليات الخاصة بوكالة المخابرات الأمريكية وهو رئيس قسم عمليات إيران، ومدير مكتب قصى ابن صدام، وهانى طلفاح، شقيق زوجة صدام، ممثل البارزانى، وممثلون عن المنافقين وممثل عن السعودية. واتفقوا على إثارة القلاقل فى إيران».