وسط تهديدات قضائية من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كشف الكاتب الصحفي، مايكل ولف، الجمعة، في كتاب مثير للجدل، ما وراء كواليس إدارة تشوبها الفوضى وتلاحقها التحقيقات الفيدرالية، ويشكك الكثيرون في أحقية «ترامب» بالرئاسة.
الكتاب المعنون بـ «نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض»، تناول تفاصيل شخصية عن «ترامب» وعائلته، وكذلك بعض الأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية.
ونُشرت مقتطفات، هذا الأسبوع، في عدد من وسائل الإعلام، تسلط الضوء الجديد على الأيام الأولى لإدارة «ترامب».
ومن التفاصيل المتعلقة بالعلاقات الدولية لإدارة «ترامب» التي جاءت في الكتاب، حوار يدور بين كبير مستشاري «ترامب» للشؤون الاستراتيجية، ستيف بانون، أثناء عشاء نيويورك، خلال الفترة الانتقالية، يقول فيه «سننقل السفارة الأمريكية إلى إسرائيل في اليوم الأول لرئاستي، نتنياهو وشيلدون يحظيان بدعمنا». في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو، وشيلدون أدسون، أحد أغنى وأكبر داعمي إسرائيل في الولايات المتحدة وممولي حملة «ترامب» الرئاسية.
وفيما يتعلق بخطة السلام في الشرق الأوسط، أشار الكتاب إلى أن «بانون» قال لمذيع في قناة فوكس نيوز: «نحن نعلم أين نتجه، لندع الأردن يأخذ الضفة الغربية ومصر قطاع غزة، ولنتركهما يتعاملان مع الوضع، أو يغرقان في محاولة التعامل معه». ووفقًا للكتاب سُئل «بانون»: «أين ترامب في كل هذا؟» وكانت إجابة «بانون»: «ترامب يوافق تمامًا»، وفقًا لموقع «سي إن إن» الأمريكي.
وفي كتابه، يدّعي «وولف» أن رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، عقد اجتماعا سريا مع كبير مستشاري «ترامب» وزوج ابنته، جاريد كوشن، في فبراير عام 2017. وذكر أن «بلير» أخبر «كوشنر» أنه من الممكن أن تكون المملكة المتحدة قد تجسست على مسؤولي الحملة أو حتى «ترامب» نفسه.
وتطرق الكتاب إلى أن «بانون» اتفق مع «ترامب» على أن الصين هي القوة العظمى الحقيقية حاليًا في العالم، لذا لابد من اعتبارها «العدو الحقيقي» و«الجبهة الأولى في حرب باردة جديدة».
وتطرق الكتاب إلى قرار «ترامب» فرض حظر دخول 7 دول مسلمة إلى الولايات المتحدة. ووفقًا لصحيفة «إندبندنت» البريطانية، فإن الكتاب أشار إلى أن سبب اختيار يوم جمعة للتوقيع على القرار كان هدفه التسبب في أزمة وإحداث فوضى وإرباك في المطارات، خاصة أن الجمعة يعد من أكثر الأيام ازدحامًا في المطارات، كما أن التوقيع على القرار في نهاية الأسبوع، يعني أيضًا توافر العدد الأكبر من الناس الذين سيكونون موجودين للحضور والتظاهر.
وأكد الكتاب أن جميع هذه الأمور كانت محسوبة بدقة من قبل «بانون»، وفي وسط هذه الفوضى تساءل الناس من داخل وخارج البيت الأبيض عن سبب توقيع «ترامب» هذا القرار في ذلك التوقيت.
وقال «بانون»: «ممم.. هذا هو السبب: حتى يُظهر هؤلاء الأشخاص مشاعر غاضبة في المطارات ويحدثوا شغبًا يستفيد منه ترامب».
ثمة هدف آخر وراء قرار حظر السفر ذكره «وولف»، قائلا إن القرار خرج بصورة «تثير الليبراليين» من خلال «إغضابهم وإخراجهم عن مشاعرهم وسحبهم إلى اليسار».
وأضاف «وولف» أن هذا الأمر «ساعد بانون أيضًا على تقسيم أمريكا إلى (أمريكا الليبرالية) و(أمريكا ترامب)».
ثمة تفاصيل شخصية تطرق إليها الكتاب، وفقا لموقع Vox الأمريكي، أبرزها أن «ترامب» وعائلته لم يتوقعوا أو لم يريدوه أن يفوز بالرئاسة، بل أرادت العائلة استخدام خسارته المتوقعة لزيادة شهرتها وثروتها.
وأوضح أن رئيسة حملة «ترامب»، كيلين كونوي، كانت تجري اتصالات مع معارفها في يوم الانتخابات نفسه لتحاول الحصول على وظيفة معلقة تليفزيونية بعد خسارة «ترامب».
ويزعم «وولف» أن إيفانكا ترامب سخرت من شعر والدها، وقالت لزوجها «كوشنر» إنها تريد أن تكون أول امرأة رئيسة.
ويدّعي أيضا أن ميلانيا ترامب كانت تملأ وجهها الدموع ليلة الانتخابات عندما علمت بفوز «ترامب»، لكن «ليست من الفرح»، بل من الحزن. ويزعم الكتاب أن «ترامب» ينام في غرفة منفصلة عن زوجته، وأنه يقضي ساعات في الاتصال مع أصدقائه ليلا للتنفيس عن إحباطه بمساعديه.
ادعاءات أخرى شملها الكتاب وهي أن «ترامب» لديه خوف من التسمم منذ فترة طويلة، ونقل «وولف» عن مارك كورالو، الذي كان يعمل متحدثًا باسم فريق «ترامب» القانوني قبل استقالته هذا الصيف، قوله إنه يحب النوم في الساعة 6 والنصف مساءً بعد مشاهدته للتليفزيون وتناوله الوجبات السريعة من «ماكدونالدز»، خاصة ساندوتش «تشيز برجر»، ليس فقط لأنه يحبه، لكن لأن الطعام مجهز مسبقاً، وبالتالي لا خوف في أنه مسمم.
الكتاب يكشف أيضا عن أن ترامب لا يحب القراءة وليس لديه جلد لتعلم القضايا المعقدة.
أما فيما يتعلق بالوضع داخل البيت الأبيض، فيزعم الكتاب أن جميع مسؤولي البيت الأبيض يعتبرون أن «ترامب» مثل طفل في السابعة من عمره، وأنه غير مهيأ للرئاسة، كما يتخذ قراراته بناء على آراء آخر شخص تحدث معه.
وعرض الكتاب 3 فرق متضاربة بين مساعديه، يتنافس كل منها للتقرب بشكل أكبر إلى «ترامب»، وهم مساعده السابق «بانون»، ومدير موظفيه السابق، راينس بريبس، ومن ثم ابنته إيفانكا وزوجها «كوشنر».
التفاصيل التي احتواها الكتاب، والتي قال مؤلفه إنه مبني على أكثر من 200 مقابلة أجراها مع «ترامب» ومع مسؤولين، دفعت البيت الأبيض إلى إصدار تعليق يعارض فيه محتوى الكتاب ويصف «بانون» بمجنون «فقد عقله عندما فقد وظيفته»، حسب بيان البيت الأبيض.
فيما قال «ترامب» على حسابه على «تويتر» إن «مايكل وولف خاسر وألف قصصًا ليبيع كتابه هذا الممل والكاذب. واستخدم ستيف بانون الذي بكى عند طرده راجيًا البقاء بوظيفته..»، مستشهدًا برسم إنفوجرافيك يظهر ما وصفه آراء حول وولف ومصداقيته.
أما «وولف»، الذي احتل كتابه قائمة أفضل الكتب مبيعًا في الولايات المتحدة، قال في مقابلة مع قناة «إن بي سي» الأمريكية، الجمعة، إن «100% من الأشخاص المحيطين بترامب من أسرته ومستشاريه يشككون في قدرته العقلية وجدارته بالرئاسة».
وأضاف أنه حتى إيفانكا ابنة ترامب وزوجها جاريد كوشنر «يُحمّلونه مسؤولية كل شيء ويقولون: ليس نحن بل هو».
وتابع «وولف» أن «أقرب المقربين من ترامب يصفونه بأنه مثل الطفل، وكبار الموظفين يقولون إنه أحمق وغبي ولا يقرأ ولا يسمع».