x

والد «صلاح» يروي قصة صعود نجله من بسيون إلى العالمية

السبت 06-01-2018 13:18 | كتب: محمد فايد |
محمد صلاح عقب الفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي 2017 محمد صلاح عقب الفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي 2017 تصوير : آخرون

على بُعد 6 كيلومترات من مدينة بسيون الساحرة، وبالتحديد في قرية نجريج الصغيرة، وُلد النجم العالمى محمد صلاح، عام 1992، وبدأ في ممارسة كرة القدم وهو في السادسة من عمره مع أصدقائه وزملائه في المدرسة من أبناء قريته، ولكنه في العاشرة من عمره اتجه إلى احتراف الكرة واللعب في الأندية لصقل مهارته وموهبته، التي اكتشفها والده منذ البداية وعشقها النجم، فقرر أن تكون مستقبله.

واحتفل الآلاف من أهالى قرية نجريج، مسقط رأس لاعب المنتخب القومى ونادى ليفربول الإنجليزى، محمد صلاح، بفوزه بجائزة «كاف» كأفضل لاعب في أفريقيا 2017، وسادت حالة من الفرحة والارتياح بين أسرة «صلاح» بعد الإعلان رسميا بفوزه بالجائزة المهمة، التي لم يحصل عليها سوى محمود الخطيب منذ 35 عاماً. وأكد مصدر مطلع أن الرئيس السيسى سيُجرى اتصالا هاتفيا بـ«صلاح» لتهنئته باللقب، وسيكرمه في «الاتحادية»، خلال أيام، ليمنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.

وقال الحاج صلاح غالى، والد محمد صلاح، إنه فخور بنجله لفوزه بهذه الجائزة الثمينة. وأضاف أن الفضل لله، ثم دعوات الشعب المصرى، الذي لم يتوقف عن الدعاء لنجله ومنحه أعلى نسبة تصويت في استفتاء «كاف».

أكد الحاج صلاح غالى، والد «صلاح»، إن «محمد» واجه صعوبات كبيرة في بداية مشواره، كادت تتسبب في توقفه عن لعب الكرة، من أبرزها بُعد المسافة بين قريته إلى بسيون أو طنطا أو المحلة أو القاهرة، والتى كانت تتطلب ركوبه 5 مواصلات على الأقل في برد الشتاء وحر الصيف، ما كان يتسبب في قلق كبير لدى أسرته لصعوبة المواصلات وتأخره عن منزله بصورة متكررة.

وواصل: «الناس ماتعرفش محمد صلاح تعب قد إيه، وشاف مشاكل كتير، ومدربين كبار ماوقفوش معاه، ودلوقتى بيقولوا ان هُمَّه اللى اكتشفوه.. (صلاح) وعدنا بأنه سيكون الأفضل، ونجح، وإن شاء الله يستمر في إسعاد الشعب المصرى»، مضيفا: «أنا نذرت نذر، وإن شاء الله هدبح 3 عجول لأهالى القرية من مزرعتنا». وأشار إلى أنه اتصل بنجله عقب فوزه بالجائزة، أمس، وأعرب له عن سعادته الغامرة بتحقيق أحد أحلامه وإسعاد الشعب المصرى، الذي صوَّت لـ«صلاح» في استفتاء «كاف»، ليمنحه الأسبقية بفارق كبير جدا.

وأضاف أن نجله في البدايه كان يلعب لمركز شباب نجريج ثم انتقل إلى نادي اتحاد بسيون، ولكن طموحه كان أكبر وكان خوفه على نجله يزيد كل يوم، حتى جاءت فرصة اللعب في المحلة، ولكن بسبب بُعد المسافة التي كانت تصل إلى ٥ مواصلات للذهاب إليها، تم رفض المحلة.

وأضاف: «قررنا اختيار طنطا المحطة الثانية لقربها من بسيون، وبالفعل جائت فرصتين للعب لمحمد، أولها نادي طنطا والثانية نادي عثماثون طنطا، ولكننا اختارنا نادي عثماثون، وكنت أبلغت محمد وقتها أن فرصته في عثماثون أفضل بكثير وستكون محطة ولكن في نادي طنطا لا نعرف المستقبل، بالرغم من أن طنطا في هذا التوقيت كان ينافس للصعود للدوري الممتاز، ولكننا نظرنا للمستقبل حتى لا يتمسك به النادى ويمنعه من الانتقال إلى نادي أكبر. حتى شاهده الكابتن ريعو وأبلغ الكابتن أبوجريشة الذي كان يعمل في نادي المقاولون العرب وقتها، بأن هناك موهبة كبيرة جدًا فجلس معنا، وأبلغنا بنيتهم في ضم صلاح للمقاولون مع إمكانية لعبه للفريق الأول، ووقتها اتخذت القرار مع محمد ووافقت على الفور بالرغم من وجود عروض أخرى».

وكشف: «في هذا الوقت كان مصروف محمد كبير جدًا يصل إلى نصف دخلي، و٥٠ جنيه في اليوم، وكنت أتقاسمه معه حتى أساعده لتحقيق حلمه».

وقال: «صلاح كان يسافر من بسيون إلى القاهرة كل يوم ويرجع الساعه ٣ فجرًا، وأوقات كنا ننتظره على الطريق، وماكناش بننام إلا أما يرجعلنا بالسلامة، وساعات سواقين طيبين يشوفوه وهو جاي والوقت متأخر كانوا بيقفوا ويركبوه معاهم ويرجعو نجريج، وفي هذا التوقيت كانت بداية ظهور التليفون المحمول، فقررت شراء هاتف لمحمد وآخر لي حتى نطمئن عليه يوميًا، وخاصة والدته التي كانت تقلق عليه بصورة مخيفة، مما اضطرها أن تمنع نجلنا الأصغر نصر من لعب كرة القدم بالرغم من موهبته الكبيرة».

وأضاف: «بسبب طول المسافة بين القاهرة وبسيون والتي تصل إلى ٥ مواصلات، كدنا نقرر أن نمنعه من السفر والاكتفاء بلعبه لأحد الأندية بطنطا، ولكنه كان لديه إصرار على النجاح والتحدي، مما تسبب في إعجاب جميع من دربوه بموهبته وتنبأوا له بمستقبل كبير في كرة القدم».

وكشف: «في ذلك التوقيت ظهرت نتيجة محمد في الإعدادية وحصل على مجموع ثانوية عامة، لكنه قرر دخول مدرسة الصناعه (بسيون الصناعية)، حتى يتفرغ لكرة القدم، ووقتها شعر بالحزن وأبلغني أنه سيحقق حلمنا جميعًا بالتميز في لعبة الكرة ليعوض الثانوية العامة، وبالفعل صلاح حقق حلمه وتعبنا جه بفائدة وأصبح أفضل لاعب في أفريقيا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية