x

«طلق صناعي».. احتجاز الرهائن التطور الطبيعي للحلم الأمريكي

الجمعة 05-01-2018 22:15 | كتب: ريهام جودة |
لقطة من فيلم «طلق صناعى» لقطة من فيلم «طلق صناعى» تصوير : اخبار

فى فيلم «الإرهاب والكباب»- الذى يقفز إلى ذهن المتفرج تلقائياً حين يُشاهد فيلم «طلق صناعى»- تنتهى الأحداث بخروج المواطن «أحمد»- عادل إمام- الذى يحتجز رهائن فى مجمع التحرير دون أن يتعرف عليه رجال الداخلية، وكما يقول المثل الشعبى «يخرج زى الشعرة من العجين»، وفى فيلم «عسل أسود»- الذى شارك فى كتابته خالد دياب مخرج فيلم «طلق صناعى»- تنتهى الأحداث وأنت تزداد عشقاً لهذا البلد رغم المُنغصات والسلبيات التى تحيط بك، خاصة حين يُختتم بأغنية «فيها حاجة حلوة»، فيعود «مصرى»- أحمد حلمى- إلى مصر متنازلاً عن بلده الذى عاش فيه سنوات ويحمل جنسيته «أمريكا».

لكن فى «طلق صناعى» تزداد معدلات التنفير من البلد والأوضاع التى يعيشها هرباً وراء الحلم الأمريكى، لتنتهى الأحداث بالقبض على بطل الفيلم- ماجد الكدوانى- الذى يعمل لتحقيق مآربه «أنا مش خارج من هنا غير وأولادى على كتافى أو ظهرى عالخشبة»، بعد رفض منحه «جرين كارد» للهجرة إلى أمريكا 13 مرة، وليتضاعف لدى بعض ممن سيشاهدونه حالة من الكراهية لما يمرون به، فلا هم حافظوا على حبهم للبلد برغم كل المُنغصات، وعادوا لأحضانه كما فعل «مصرى» فى «عسل أسود»، ولا هم خرجوا من السفارة دون أن يتعرف أحد أنهم ممن كانوا يحتجزون الرهائن كما فعل عادل إمام فى «الإرهاب والكباب»، ولا هم نجحوا فى تحقيق الحلم الأمريكى بكامله والهجرة والانسلاخ عن مصر، فأحد الطفلين يوضع داخل حضانة بالسفارة، وبالتالى يصبح مواطناً أمريكياً، بينما أخوه التوأم يظل بجنسية أبويه مصرياً، وكأنه عار سيلاحقه طوال الوقت، ولينتهى الفيلم بالنهاية غير السعيدة، ويقدم «نصف حالة» تجعلك منقسماً بين الحلم الأمريكى والتمسك بالوطن. البعض قد يستشعر أن الفيلم ملىء بالسواد وانتقاد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، تبدو السفارة الأمريكية فيه أكثر تغولاً وسيطرة وإدارة لمجريات الأمور من النظام نفسه، ولذلك كان حرص صناع الفيلم على التأكيد على أن الأحداث تدور فى عهد الرئيس المعزول، محمد مرسى.

ولكن أليس الواقع سيئاً؟ سؤال تردد فى قاعة العرض لدى المتابعين للفيلم، وهم يستمتعون بجرعات من الكوميديا والإفيهات يفجرها بطلا الفيلم ماجد الكدوانى ومصطفى خاطر فى محاولاتهما لأن تلد زوجة الأول- حورية فرغلى- باستخدام «طلق صناعى» توأمها بالسفارة الأمريكية للحصول على الجنسية الأمريكية.

إلى حد ما نجح خالد دياب فى أول أفلامه أن يسيطر بأدواته الإخراجية داخل لوكيشن محدود مشابه للسفارة الأمريكية، وأن يقدم عملاً كوميدياً ينتزع الضحكات من الجمهور، بأداء متقن للفنان المميز سيد رجب فى شخصية مدير الأمن، ومحاولته التعامل مع الموقف، وهو يتنازع السيادة على أرض الوطن واللغة الإنجليزية التى يجهلها مع مسؤولى السفارة، كما تميز الكدوانى وخاطر بتبادل إفيهات للسخرية المريرة من الواقع، فى حين قدمت حورية فرغلى بإتقان مشاهدها المحدودة والبعيدة عن الكوميديا للأم «هبة» التى تحاول الحفاظ على حياة توأمها، وأن يبقيا معاً رغم تجنس كل منهما مع نهاية الأحداث بجنسية مختلفة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية