أكد مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن المسجد الأقصى المبارك تعرض خلال العام 2017 لهجمة تهويدية غير مسبوقة، من خلال محاولة سلطات الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد من خلال وضع بوابات إلكترونية على مداخله والتي أفشلها المقدسيون من خلال الامتناع عن الصلاة داخل المسجد والاعتصام بالآلاف على أبوابه حتى تم إزالتها فيما بعد.
ووثق المركز، في تقريره السنوي «حصاد» حول الانتهاكات الإسرائيلية في المدينة المقدسة خلال عام 2017، افتتاح كنيس يهودي أسفل أساسات مصلى قبة الصخرة المشرفة بعد 12 عاما من الحفر والتنقيب، وتكثف اقتحامات المسجد الأقصى، حيث سجل اقتحام نحو (28) ألفا من المستوطنين والطلاب المتدينين ورجال المخابرات خلال العام المنصرم في ظل الاحتفالات بالأعياد اليهودية.
وأضاف التقرير: «كما أبعدت شرطة الاحتلال عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة نحو (170) فلسطينيا لفترات زمنية متفاوتة ودفع غرامات مالية، وسمح لليهود المتدينين ذوي اللباس الأسود باقتحام المسجد الأقصى، بالإضافة إلى الصعود إلى صحن قبة الصخرة لأول مرة منذ عام 1967، وسمح أيضا لأعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى بعد منع استمر عام ونصف، وفي سابقه خطيرة اقتحم المسجد الأقصى عضو الكنيست المتطرف يهودا جليك برفقة نجله وذلك للاحتفال بعقد قرانه، فيما قام أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية برفع العلم الإسرائيلي في باحات الأقصى».
وتابع: «لقد دعت منظمة طلاب من أجل المعبدإلى إقامة حفلات البلوغ داخل المسجد الأقصى وليس في ساحة البراق، وطلبت شرطة الاحتلال من محكمة الصلح إغلاق مبنى للجنة التراث في باب الرحمة داخل المسجد الأقصى بشكل نهائي».
وعن الشهداء والمعتقلين، ذكر التقرير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قامت بقتل (12) مواطناَ مقدسيا من بينهم سيدة، وذلك إما بمواجهات مع قوات الاحتلال أو إعدامهم على الحواجز الشرطية داخل المدينة المحتلة، وتصاعدت المواجهات داخل المدينة العام المنصرم، نتيجة قيام سلطات الاحتلال بتركيب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى فيما عرف «بمعركة البوابات»، بالإضافة إلى إعلان الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس كعاصمة لما يسمى «بدولة إسرائيل».
وأضاف أن مدينة القدس شهدت أعلى نسبة اعتقالات خلال العام 2017، باعتقال (2436) فلسطينيا، ثلثهم من الأطفال، ومعظمهم كانوا تعرّضوا للاعتقال سابقاً وأُفرج عنهم بشروط، إما بغرامات مالية وكفالات مالية، أو ضمن ما يسمى بـ«الاعتقال المنزلي».
وأشار التقرير إلى أن جرافات الاحتلال هدمت (199) بيتا ومنشأة للمواطنين المقدسيين خلال العام 2017، منها (95) بيتاَ و(104) منشأة، وشملت عمليات الهدم معظم أحياء وبلدات المدينة المقدسة، وأدت إلى تشريد نحو (76) أسرة من ضمنها (250) طفل، فيما بلغت عمليات الهدم الذاتي (18) بيتا و(12) منشأة قام أصحابها بهدمها ذاتياً تجنباَ لدفع غرامات مالية باهظة، وهدمت روضة للأطفال في تجمع جبل البابا في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة، وصادرت كل محتوياتها.
ووفقا للتقرير، وزعت سلطات الاحتلال نحو (495) إخطاراَ بالهدم لبيوت ومنشآت المقدسيين، وحول المشاريع التهويدية، ذكر التقرير: «لقد واصلت سلطات الاحتلال سياستها الممنهجة لتهويد المدينة المقدسة خلال العام 2017 لتغيير طابعها العربي الإسلامي والمسيحي، وتزوير الرواية التاريخية، حيث افتتحت سلطات الاحتلال أنفاقاً استيطانية تربط بين مدينة القدس المحتلة و»تل أبيب«وتم افتتاح نفق في المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى على مسافة (200) متر من باب المغاربة، بالإضافة إلى بدء تنفيذ مشروع ربط حائط البراق بالقطار القادم من تل أبيب من خلال حفر نفق بعمق 50م ويصل طوله إلى 2كم، وبناء قطار هوائي يصل حائط البراق بجبل الزيتون، ونشرت شركة»موريا«تصورا لمشروع في منطقة التلة الفرنسية تشمل شبكة انفاق بطول 4.5 كم منها أنفاق ذات مسارين باتجاه معاليه ادوميم.
وأبرز التقرير أيضا المصادقة على مشروع «التل الأخضر» للقطار الخفيف والذي سيربط بين التلة الفرنسية والجامعة العبرية، وقامت سلطات الاحتلال بافتتاح طريق رقم (21) الذي يربط مستوطنات رمات شلومو وبسغات زئيف وعطاروت، وبدأت سلطات الاحتلال بتنفيذ المقطع الأمريكي من شارع الطوق والذي يمر من أراضي جبل المكبر ويصادر 1200 دونم (الدونم يعادل كيلو متر مربع ) من أراضي المواطنين، وشرعت سلطات الاحتلال في توسيع شارع رقم (45) الذي يربط المنطقة الصناعية عطروت بمستوطنة «كوخاف يعقوب» تمهيدا لإقامة نفق يسهل تحرك المستوطنين من شارع رقم (443) الذي يربط تل أبيب بالقدس باتجاه مستوطنات شرق رام الله والأغوار، بالإضافة إلى البدء بتوسيع معبر قلنديا، وانجزت بلدية الاحتلال تركيب (منطاد ركاب) إسرائيلي في سماء المدينة ويطلق عليه اسم «عين القدس».
وأكد التقرير أن الاحتلال فرض عطلة الربيع على مدارس مدينة القدس في إطار محاربة المنهاج الفلسطيني، وأضربت المدارس العربية في القدس ردا على فرض قرارات بلدية الاحتلال على المدارس العربية، مضيفا أنه تمت المصادقة على خطة خماسية طرحتها الحكومة الإسرائيلية تتضمن بناء غرف صفية جديدة في شرقي القدس بغية زيادة عدد صفوف الأول الأساسي (الابتدائي) التي تعمل وفقا للمنهج الإسرائيلي وزيادة نسبة الحاصلين على شهادة «البجروت» الإسرائيلية، حيث سيتم تخصيص حوافز مالية أكبر للمدارس في شرقي القدس التي ستعمل وفقا للمنهج الإسرائيلي، فيما قامت بلدية الاحتلال بإغلاق مدرسة النخبه في بلدة صور باهر بحجة أن منهجها يعادي دولة الاحتلال.