أحصت منظمات حقوقية سورية 32 قتيلا نتيجة العنف الدائر في عدة مدن بواقع 26 ضحية في حمص و5 في أدلب وواحدة في حماة.
وأشارت هذه المنظمات، في بيان مشترك، الأحد، إلى استمرار السلطات السورية فى حملات الاعتقال التعسفى، وطالبت بكف أيدي الأجهزة الأمنية عن ملاحقة المواطنين والمثقفين والناشطين والسماح لمنظمات حقوق الإنسان بممارسة نشاطها بشكل فعلي مع ضرورة وضع جميع أماكن الاحتجاز والتوقيف لدى جميع الجهات الأمنية تحت الإشراف القضائي المباشر، والتدقيق الفوري في شكاوى التعذيب التي تمارس ضد الموقوفين والمعتقلين، والسماح للمحامين بالاتصال بموكليهم في جميع مراكز التوقيف والكشف الفورى عن مصير المفقودين.
ودعا رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، لعقد اجتماع لجامعة الدول العربية يوم السبت المقبل لتقييم تقاعس سوريا عن تنفيذ اتفاق أبرمته مع الجامعة لوقف إراقة الدماء التي بدأت منذ اندلاع احتجاجات مناهضة للرئيس بشار الأسد.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الاجتماع سيناقش استمرار أعمال العنف وعدم تنفيذ الحكومة السورية التزاماتها في خطة العمل العربية لإنهاء الأزمة في سوريا.
وتزايدت انتقادات الزعماء العرب للأسد مع زيادة أعداد القتلى، لكنها لم تصل إلى حد المطالبة بتغيير سياسي كبير في سوريا خشية أن تعقب مثل هذا التغيير حالة من الفوضى نظرا للانقسامات الطائفية العميقة في البلد، ويسيطر العلويون الذين ينتمي إليهم الأسد على السلطة في سوريا لكن السنة هم الأغلبية في البلد.
وقال وزيرالخارجية السوري، وليد المعلم، إن دمشق قد تعاملت بإيجابية مع مبادرة الجامعة العربية وتبذل كل الجهد لتطبيقها، وكان يفترض بموجب الاتفاق أن ينسحب الجيش من مدن مضطربة وأن يطلق سراح سجناء سياسيين وأن تبدأ محادثات مع المعارضة في غضون أسبوعين.
ووصفت دمشق الانتقادات العربية المتزايدة بأنها غير مجدية وقائمة على أساس تقارير إعلامية كاذبة.
كما ذكرت أن الاضطرابات اندلعت في الأساس في إطار مؤامرة لتقسيم سوريا وأن قوات الأمن تستخدم الوسائل المشروعة لمواجهة «إرهابيين» وناشطين إسلاميين يخططون للقضاء على خطة الأسد للإصلاح.
ويقول زعماء المعارضة إن الاحتجاجات دافعها سخط واسع النطاق على نخبة فاسدة قمعية وليس وراءها متطرفون يتخذون العنف منهجا وإن وعود الأسد بالإصلاح فقدت مصداقيتها مع استمرار حملة القمع العسكرية للمحتجين.
وذكرت الوكالة العربية السورية الرسمية للأنباء (سانا) أن الأسد توجه الأحد إلى محافظة الرقة في شرق البلاد حيث أدى صلاة العيد «برفقة عدد من الوجهاء والفعاليات الشعبية والنقابية والحزبية وحشد من مواطني محافظة الرقة».
ونقلت الوكالة عن الأسد قوله إن «وقوف الشعب السوري ضد الفتنة والإرهاب والتدخل الخارجي والتمسك بالمبادئ والمعتقدات القائمة على الحقوق المشروعة هو أساس صمود سوريا في وجه ما يحاك ضدها من مؤامرات».
وسقط معظم القتلى، الأحد، في حمص على بعد 140 كيلومترا شمالي دمشق حيث يتعرض أحد أحيائها الرئيسية لقصف بالدبابات منذ اليوم السابق لموافقة السلطات السورية على مبادرة الجامعة العربية في القاهرة يوم الأربعاء.
وقالت اللجنة العامة للثورة السورية إن محتجا قتل رميا بالرصاص عندما أطلقت الشرطة النار على مظاهرة للمطالبة بتنحي الأسد في حماة شمالي حمص وإن ثلاثة أشخاص آخرين قتلوا في أدلب بشمال غرب البلاد.
كما ذكرت في بيان أن ما لا يقل عن عشرة محتجين قد أصيبوا بجروح في بلدة تلبيسة القريبة من حمص وفي الحارة بوادي حوران في جنوب البلاد.