تجاهل المحتجون الإيرانيون على سياسيات النظام، الاثنين، دعوة الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، للهدوء، واستمروا فى مظاهراتهم، التى توسعت وتواصلت فى عشرات المدن، من بينها العاصمة طهران، وحاولوا السيطرة على أحد أهم مقار الحرس الثورى فى مدينة شاهين شهر بمحافظة أصفهان، وأحرقوا حوزة علمية فى تركستان، فى أول حادثة من نوعها فى تاريخ إيران الحديث، فيما اعترفت السلطات بمقتل 10 أشخاص أثناء الاحتجاجات، الأحد، لترتفع حصيلة ضحايا الاحتجاجات المستمرة منذ أيام إلى 12 شخصا. وفى العاصمة، أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق مجموعات صغيرة من المتظاهرين الذين أطلقوا شعارات ضد نظام الحكم فى حى جامعة طهران. وشهدت مدن كرمنشاه وشاهين شهر وتاكستان وزنجان وإيذج تظاهرات جديدة، وأظهرت فيديوهات نشرتها وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعى تعرّض مبان عامة، ومراكز دينية، وبنوك ومراكز ميليشيات الباسيج لهجمات وعمليات إحراق. وعرض التليفزيون الحكومى صورا لما وصفه بالـ«خراب الذى خلفته الاحتجاجات»، وبث نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، مقاطع تظهر احتراق عدد من السيارات، تابعة للحرس الثورى، وطالب المحتجون المرشد الأعلى على خامنئى بالتنحى، ومزقوا صور قائد فيلق القدس بالحرس الثورى، قاسم سليمانى، وهتفوا فى وسط طهران: «يسقط الديكتاتور»، فى إشارة إلى خامنئى، وهتفوا «يعيش الشاه رضا».
وقال محافظ مدينة دورود فى إقليم لورستان، ما شاء الله نعمتى، إن «محتجين أحرقوا عددا من الممتلكات العامة فى المدينة، وأحد البنوك واستولوا على سيارة إسعاف ودهسوا بها المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل شاب وصبى»، وذكر نائب حاكم إقليم لورستان، حبيب الله خوجستة، أن 3 مدن فى الإقليم شهد أعمال شغب، وسجل عدد من الإصابات بين المتظاهرين وتم اعتقال العديد منهم،، ورفع محتجون، فى ميناء تشابهار المطل على بحر العرب، شعارات تطالب بالاستقلال والحرية، وأزالوا كلمة «الإسلامية» من تسمية الجمهورية الإيرانية، وأعلن مسؤول محلى توقيف عشرة من مثيرى الشغب فى أرومية شمال غرب البلاد.
وقلل الرئيس الإيرانى حسن روحانى من أهمية الاحتجاجات، وقال إن إيران «ستتجاوز هذه المرحلة»، وقال: «هذه الأحداث لا أهمية لها»، وتابع: «المسألة باتت تمس استقرار إيران والمنطقة»، مشيرا إلى أن جميع المتظاهرين ليسوا مدعومين من الخارج، وأضاف: «الشعب بنفسه سيرد على مخترقى القانون ومثيرى أعمال الشغب»، واتهم روحانى الولايات المتحدة وإسرائيل بتحريض بعض المتظاهرين للانتقام من إيران، مشيرا إلى أن «العدو قالها صراحة إنه سينقل المعركة إلى داخل إيران»، وندد وزير الدفاع الإيرانى، العميد أمير حاتمى بـ«مخططات الأعداء»، وقال إنهم «يخططون لزعزعة استقرارها». وقال مساعد وزير الداخلية الإيرانى للشؤون السياسية، إسماعيل جبارزادة، إن السلطات تحقق فى ما وصفه بـ«الصندوق الأسود للاضطرابات،» وأكد أنه «من الطبيعى اعتقال من يلحق الضرر بالممتلكات العامة»، وكرر المتحدث باسم لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى، حسين نقوى حسينى، الهجوم على الرياض وواشنطن، قائلا إنه «لا يحق لهما التدخل فى شؤون إيران»، وحجبت طهران تطبيقات ومواقع على الإنترنت، منها قناة «آمد نيوز» بسبب «حثها على الكراهية والترويج للعنف»، وكانت السلطات فرضت قيودا على خدمات الإنترنت كـ«إنستجرام» و«تليجرام»، عقب استخدامها لنشر قائمة بأماكن ومواعيد المظاهرات، التى خرجت، الأحد، فى 70 مدينة.
وجدَّد الرئيس الأمريكى دعمه الاحتجاجات، قائلاً عبر «تويتر»: «وقت التغيير قد حان، الحكومة الإيرانية أظهرت فشلاً على جميع المستويات، رغم الصفقة السيئة التى وقَّعتها مع إدارة الرئيس باراك أوباما». وأضاف: «الشعب الإيرانى العظيم تعرَّض للقمع لسنوات، إنهم جوعى للغذاء والحرية، بالإضافة إلى حقوق الإنسان، ثروة إيران تتعرض للنهب». وهاجم المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيرانى أمير عبداللهيان، الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب قائلا: «يا سيد ترامب لا تأخذك النشوة، شعبنا يفضل السيادة الشعبية الدينية للنظام الاسلامى على فرض السياسات المنافقة والإرهابية للبيت الأبيض». وأعلن البيت الأبيض رسميا تأييده الكامل للمحتجين، وقالت المتحدثة باسمه سارة ساندرز: «نؤيد حق الشعب الإيرانى فى التعبير عن آرائه سلميا ويجب أن يسمع صوته»، وحذرت من «قمع الاحتجاجات»، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكى ترامب، دعمه للمحتجين، وأدان «حجب الإنترنت»، ووصفت السفيرة الأمريكية فى الأمم المتحدة نيكى هايلى التظاهرات بأنها «اختبار الشعب للسلطات»، ودعت إيفانكا ترامب إلى الوقوف بجانب الشعب الإيرانى، واصفة المتظاهرين بـ«الشجعان»، ودعا النائب الديمقراطى عن ولاية كاليفورنيا، جون جارامندى، الإدارة الأمريكية إلى عدم الظهور وكأنها وراء المظاهرات معتبرا أن رد ترامب «جيد حتى الآن». وأعلنت إسرائيل صراحة أنها تتمنى نجاح الاحتجاجات، لكنها نفت على لسان وزير الاستخبارات، يسرائيل كاتس، التدخل فيها، وأعلنت بريطانيا وكندا أنهما يتابعان الأحداث، وقال وزير الخارجية البريطانى، بوريس جونسون، على «تويتر»: «نراقب بقلق الأحداث فى إيران، ومن المهم جدا أن يكون للإيرانيين حق التظاهر السلمى»، وأعلنت كندا تأييدها للاحتجاجات، وردت طهران باتهامها بـ«التدخل فى شؤونها الداخلية دون مبررات قانونية».