فتحت السلطات السعودية تحقيقا بشأن تأخر وصول الحافلات المخصصة لنقل معظم الحجاج المصريين من «عرفات» إلى «المزدلفة». وتقدمت البعثة المصرية بشكوى رسمية إلى وزير الحج السعودى الذى أرجع الأزمة إلى «زحام المرور».
وأكد اللواء دكتور صلاح هاشم، مساعد أول وزير الداخلية، الرئيس التنفيذى لبعثة الحج المصرية، رئيس بعثة حج القرعة، أن سبب تأخر نفرة حجاج القرعة من عرفات إلى المزدلفة يرجع إلى عدم وصول 70% من الحافلات المخصصة لنقلهم بسبب الأزمة المرورية الطاحنة التى لم تشهدها منطقة المشاعر المقدسة بالمملكة العربية السعودية من قبل.
وأوضح هاشم أنه قام بالاتصال بالدكتور فؤاد الفارسى، وزير الحج السعودى، وقدم شكوى له بسبب عدم وصول الحافلات، مشيرا إلى أن الفارسى قرر فتح تحقيق عاجل فى الأمر وقام، بالتنسيق مع مؤسسة مطوفى الدول العربية، بتوفير عدد كبير من الحافلات التى قامت بنقل الحجاج إلى المزدلفة، مؤكدا أنه بحلول منتصف الليل لم يكن هناك حاج واحد من بعثة القرعة داخل حدود عرفات.
وقال إن حركة المرور أصيبت بشلل تام نتيجة الزحام الشديد وقت النفرة من عرفات إلى المزدلفة من جانب والخروج من المزدلفة باتجاه منى من جانب آخر، مما تسبب فى توقف حركة سير الحافلات بشكل كامل منذ حدود عرفات وحتى حدود منى، مشيرا إلى أن مسؤولى البعثة وجميع ضباطها يقومون حاليا بتسكين الحجاج الذين وصلوا إلى «منى» بمخيماتهم.
وشهدت ليلة السبت شكاوى كثير من حجاج مصريين من مختلف البعثات. وأجروا اتصالات بعدد من وسائل الإعلام المصرية واستغاثوا بهم، وقالوا إنهم ظلوا فى عرفات إلى بعد منتصف الليل ولم يجدوا الأتوبيسات التى كان مقررا أن تنقلهم من عرفة إلى المزدلفة. وأجرت البعثة الرسمية اتصالات بالسلطات السعودية لحل تلك الأزمة التى أرجعت سببها إلى تعقد الحالة المرورية وإصابة مدينة مكة بحالة اختناق شديدة أدت إلى تأخر وصول الحجاج إلى أماكن المناسك لأكثر من 5 ساعات.
وافترش العديد من ضيوف الرحمن الأرض عقب النفرة التى تمت، السبت، بصعوبة بالغة، حيث علق العديد من حجاج بيت الله الحرام على مسافات متباعدة من المزدلفة بعد أن توقفت حركة الأتوبيسات، فقرر البعض الترجل والتوجه إلى المزدلفة، والبعض الآخر حاول التوجه إليها من خلال الدراجات النارية، وهناك من قام بالصلاة وجمع الحصى.
وكان من بين الحجاج العالقين أحمد الخادم، مستشار وزير السياحة، رئيس بعثة السياحة، وحسام الشاعر، رئيس غرفة شركات السياحة، وبعض أعضاء البعثة الرسمية.
«المصرى اليوم» قضت ليلة النفرة مع ضيوف الرحمن من المصريين، وكان من بينهم المذيع علاء بسيونى الذى ظل داخل الأتوبيس لمدة خمس ساعات قبل أن يتحرك.
وحاول بعض الحجاج المغادرة فى اتجاه المزدلفة، إلا أنه لم يكن أمامهم سوى التوجه بـ«البيتش باجى» وبأجر يتراوح بين 100 و200 ريال وهو ما اضطرت له بعض الأسر، فيما انتظر البعض الآخر قبل المزدلفة حتى فتح الطريق، ومن أبرز المشاهد الغريبة كان تحليق الطائرات الهليكوبتر فى المكان لمتابعة حالة الشلل.
وتساءل ضيوف الرحمن من العالقين فى المكان عن سبب عدم قيام قطار المشاعر بنقل بعض العالقين لتخفيف حدة الأزمة، بدلا من تحركه بعد منتصف الليل دون وجود حجاج داخله.
فى سياق متصل، قال ناصر ترك، نائب رئيس غرفة شركات السياحية، إن ما حدث، خلال النفرة السبت ، أربك برامج شركات السياحة، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التى يحدث فيها ذلك منذ نحو 20 سنة، وأوضح أن الشركات قامت بتوزيع وجبات جافة وعصائر على ضيوف الرحمن لتخفيف مشقة الرحلة، مؤكدا أن الشركات تعمل حاليا على محاولة استيعاب الموقف والتخفيف عن ضيوف الرحمن.
من جهة أخرى، عاد الحجاج إلى منى مرة ثانية لرمى جمرات اليوم الثانى. وواجهوا أيضا نفس المشكلة والتى تتعلق باختناقات المرور. وارتفع عدد الوفيات بين الحجاج المصريين إلى رقم «19».
إلى ذلك انتهى مطار القاهرة من الاستعدادات الخاصة لاستقبال الحجاج المصريين العائدين من الأراضى المقدسة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكدسهم فى صالة الوصول بقاعة المواسم الجديدة بالمطار.