x

حصاد الخطاب الدعوي للأزهر في 2017 (التفاصيل)

قطع الطريق على المدارس والمعاهد الدينية المروجة لأفكار متشددة لا تتوافق والمنهج الوسطي
الأحد 31-12-2017 16:15 | كتب: أحمد البحيري |
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في زيارة لبابا الفاتيكان  - صورة أرشيفية شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في زيارة لبابا الفاتيكان - صورة أرشيفية تصوير : أ.ف.ب

شهد عام 2017 نقلة نوعية في الخطاب الدعوي للأزهر الشريف، تمثلت في تكامل الأذرع الدعوية للمؤسسة، عبر استراتيجية تعتمد على أربعة أذرع، يقودها مجمع البحوث الإسلامية عبر لجان الفتوى والوعظ المنتشرة في ربوع محافظات الجمهورية، بينما يركز مركز الفتوى الإلكترونية جهوده على مخاطبة رواد الفضاء الإلكتروني، فيما كثفت أروقة الأزهر أنشطتها وانتشارها خلال عام 2017، لقطع الطريق بشكل كامل على المدارس والمعاهد الدينية التي تروج لأفكار وتعاليم متشددة لا تتوافق مع وسطية وسماحة المنهج الأزهري الوسطي.

وباعتباره الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، فقد كثف مجمع البحوث الإسلامية من جهوده في تجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من الفضول والشوائب، وتجليتها في جوهرها الأصيل الخالص، وتوسيع نطاق العلم بها لكل مستوى وفي كل بيئة.. وذلك عبر اللجان والإدارات التابعة للمجمع، وأبرزها لجان الفتوى، التي أجابت على نحو «405822» فتوى خلال عام 2017م، عبر 228 لجنة، وعلى مستوى الفتوى الإلكترونية استقبل الموقع الإلكتروني للمجمع 29000 فتوى، تم الرد عليها بمنهجية تراعي مكان ورود السؤال، نظرًا لتغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والحال والأشخاص.

قوافل دعوية وتنموية

وبلغ عدد القوافل التنموية والدعوية التي أطلقها المجمع خلال عام 2017م نحو 2789 قافلة، جابت قرى ومراكز المحافظات بالإضافة إلى المناطق النائية والحدودية، بهدف تجديد الفكر والخطاب الديني الأزهري الوسطي المستنير، وشارك في تلك القوافل الدعوية والتوعوية نحو 3550 واعظًا انتشروا في جميع المحافظات وأجروا نقاشات حية مع الناس في مختلف القضايا الفكرية والمجتمعية.

كما قام مجمع البحوث الإسلامية بإطلاق 20 حملة توعوية وأخلاقية بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة، شملت عقد «2622» لقاء بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، في إطار حملة بعنوان «واجب الشباب نحو بناء الوطن»، وعقد 3285 لقاء بالتعاون مع قطاع السجون ومراكز الشرطة، تحت عنوان: «حروب أكتوبر دروس مستفادة»، كما أعد المجمع حملات توعوية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وقطاع المعاهد من أبرزها: «التوعية باحترام الوالدين والمعلم» و«الأمانة ودورها في بناء المجتمع» و«الصحبة ودورها في بناء الفرد والمجتمع» و«التوعية بحق الشهيد» شملت هذه الحملات 10 آلاف معهد ومدرسة.

ونظم المجمع 336 لقاء في فروع «دور الرعاية الاجتماعية والمؤسسات الإيوائية»، للتوعية بالمفاهيم الصحيحة للإسلام ونشر تعاليمه وقيمه السامية، وبث الأمل في نفوس رواد تلك الدور ومحاربة مشاعر اليأس التي قد تصيبهم نتيجة ظروفهم. كما أطلق المجمع حملة موسعة بعنوان «حرمة قتل النفس البشرية وحرمة استهداف دور العبادة»، بالتعاون مع مؤسسات الدولة، لتوعية المواطنين بالمرحلة التي يمر بها الوطن في الحرب ضد الإرهاب الذي أصبح يهدد جميع المواطنين، وأنه لا يليق بالمواطن المصري الأصيل أن يتعاون أو يتعاطف أو يتستر على أي إرهابي أو تكفيري، لأن ذلك يهدد سلامة الوطن والمواطنين. وفي ختام عام 2017 أطلق المجمع حملة بعنوان «القدس.. عربية» للتعريف بمكانة القدس وما بها من مقدسات، وانتشرت الحملة في جميع مدارس ومعاهد الجمهورية، فضلا عن تنظيم ندوات في مراكز الشباب.

الطلاب الوافدون الجدد

التحق 6259 طالبًا وافدًا من جميع أنحاء العالم بالدراسة بالأزهر في عام 2017م، وذلك في مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعة، حيث يقدم الأزهر الشريف تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر كامل الدعم للطلاب الوافدين، وذلك بالتعاون بين مجمع البحوث الإسلامية وقطاع مدينة البعوث الإسلامية وجامعة الأزهر والرواق الأزهري، بهدف تأهيل الطلاب الوافدين وترشيد فهمهم للإسلام الصحيح وفق المنهجية العلمية الوسطية للأزهر الشريف، وحمايتهم من الأفكار الدخيلة والمتطرفة.

وفيما يتعلق بالمبعوثين الأزهريين إلى دول العالم المختلفة، فقد جرى إرسال 406 مبعوثًا خلال 2017م إلى جميع أنحاء العالم ليبلغ إجمالي المبعوثين 642 مبعوثًا بواقع 450 مبعوثًا إلى إفريقيا، 174 إلى آسيا، 18 إلى أوروبا والأمريكيتين. ويقوم مبعوثو الأزهر الشريف بدور مهم في نشر منهج الأزهر بوسطيته بعيدًا عن مناهج التطرف والغلو التي تتبناها بعض تيارات العنف.

أما بالنسبة لإصدارات المجمع، فقد تم توزيع «30 ألف» كتاب من إصدارات المجمع خلال 2017م، ومن أبرزها: «كتاب الغلو والتطرف، تصحيح المفاهيم، عثمان بن عفان، دفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، الإرهاب وخطورته على السلام العالمي»، كما قام مجمع البحوث الإسلامية بتوزيع «62988» نسخة من «مجلة الأزهر».

أروقة الأزهر

بالتوازي مع دور مجمع البحوث الإسلامية في نشر الخطاب الإسلامي الوسطي المعتدل والوصول إلى جميع فئات المجتمع، فإن الأزهر الشريف عمل في السنوات الأخيرة على إعادة إحياء دور «الأروقة الأزهرية» بهدف تقديم العلم الشرعي لمن يرغبون في التعمق بعلوم الدين، وأن يكون ملاذًا آمنا لطالبي العلوم الشرعية وملجأ للحريصين على معرفة أمور حياتهم الدينية والدنيوية.

وشهد عام 2017م تطورًا نوعيًّا في نشاط الأروقة الأزهرية، سواء على الصعيد الكمي حيث تم التوسع في التجربة، لتشمل 12 روقا، هي: رواق القرآن الكريم وعلومه، ورواق العلوم الشرعية، ورواق الدعوة، ورواق المتون العلمية، ورواق اللغة العربية للناطقين بغيرها، ورواق الخطوط العربية، ورواق الفكر والثقافة، ورواق المكتبة، ورواق اللغات الأجنبية، ورواق التدريب والتنمية البشرية، ورواق التواصل الاجتماعي، ورواق البحوث والنشر والتحقيق. كذلك تم التوسع في فروع الأروقة في المحافظات، لتصل إلى سبعة أفرع، هي: الإسكندرية، والدقهلية، وأسيوط، والقليوبية، وحدائق الأهرام، وكرداسة، ودمياط.

تنوع وشمول

وشمل نشاط رواق القرآن الكريم وعلومه، العديد من الفعاليات الكبرى خلال عام 2017، من أبرزها، دورات تحفيظ القرآن كاملا وتلاوته تلاوة صحيحة، ودورة القراءات العشر الصغرى، ودورة التجويد وعلومه، ومقرأة المصحف المعلم، ومنحة إعداد محفظي القرآن الكريم. هذا فيما بلغ عدد البرامج العلمية التي نظمها رواق العلوم الشرعية50 برنامجا، بينما بلغ عدد الدروس العلمية أكثر من 120 درسا أسبوعيًّا في العلوم الشرعية والعربية والعقلية، بينما تولى رواق الدعوة إعداد خطة الدروس الدعوية، وإلقاء دروس أسبوعية عن الأخلاق والحقوق الإسلامية، وتنظيم المناسبات والاحتفالات الدينية والوطنية. أما رواق اللغة العربية للناطقين بغيرها، فقد نظم 12 برنامجا، بعضها خاص بإعداد معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها، والبعض الآخر استهدف الطلاب الناطقين بغير العربية، فيما بلغ عدد الدارسين في رواق الخطوط العربية حتى الآن 200 دارس، يتلقون عدة برامج لتعليم الخط العربي بأنواعه المختلفة وفق منهج علمي، والدراسة بالرواق مجانية بدون أي رسوم ومتاحة للجميع.

من جانبه عقد رواق الفكر والثقافة ندوات متعددة من أبرزها: «الدين والسياسة»، «الأزهر والإعلام.. الرسالة والمسؤولية»، «من الإلحاد والتكفير إلى العنف والإرهاب»، «تجديد الخطاب الديني»، «العطاء الحضاري للأزهر الشريف في مصر والعالم»، «العلمانية الأصولية والإلحاد.. الظاهرة والعلاج»، «الأزهر الشريف وتراثه بين الماضي والحاضر»، «معالم المنهج الأزهري: أصول وضوابط»، «دور الأزهر الشريف في مكافحة التطرف»، و«شبهات حول السنة». هذا بينما عقد رواق البحوث والنشر والتحقيق عددا من البرامج بالتعاون مع معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية، كما أصدر الرواق عدة كتب علمية بحثية، من أبرزها: «هكذا علم الأزهر الأمة»، و«العقود الدرية في مبادئ العلوم الأزهرية»، و«فهم العلماء لأحاديث ضل في فهمها الدواعش الأشقياء»، و«شبهات حول صحيح الإمام البخاري والرد عليها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية