نظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور حاتم ربيع، أمسية ثقافية لتأبين الروائى مكاوى سعيد بعنوان «أن تحب مكاوى سعيد»، مساء أمس، شارك بها نخبة من الأدباء وتضمنت شهادات حول الأديب الراحل مكاوى سعيد، على الصعيدين النقدى والإنسانى قدمها عدد من رفقاء، كما عرض على هامش الأمسية عددًا من أعمال الكاتب الصادرة عن المجلس الأعلى للثقافة والدار المصرية اللبنانية، وتضمنت الأمسية عرضًا لفيلم تسجيلى بعنوان «حكايتى مع المكان» إنتاج التليفزيون المصرى من إخراج عبدالمنعم عثمان.
وأدار النقاش الدكتور حاتم ربيع، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، وشارك فيها فاطمة سعيد شقيقة الروائى مكاوى سعيد، والدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة العامة للكتاب، والكاتب المسرحى محمد عبدالحافظ ناصف، والدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة، والناشر محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب، والكاتب الصحفى محمد بغدادى، والدكتورة نهلة كرم، بالإضافة لأسرة الكاتب ونخبة من محبيه وتلامذته.
بدأ الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الأمسية، مؤكدًا على أن «المجلس اليوم يكرم فكرًا متجسدًا في الكاتب الروائى مكاوى سعيد، أن قارئ أعمال الروائى مكاوى سعيد، يلحظ فيها روح الشاعر والقاص والروائى معًا في آن واحد، فقد عاش متأملًا لتفاصيل الحياة المصرية، وراصدًا لطبيعة المجتمع المصرى، وانعكس هذا على أعماله الروائية، وهو ما أهله لنيل العديد من الجوائز والأوسمة، وعلى رأسها روايته «تغريدة البجعة» التي وصلت للقائمة القصيرة بجائزة البوكر، أهم الجوائز العربية».
وأشار الدكتور حاتم ربيع، أن «مكاوى سعيد قد رحل عنا بجسده فقط لكن ستحيا أعماله بين محبيه أبد الدهر»، مؤكدًا على أن «عزاؤنا الوحيد أن أعمال مكاوى مازالت بيننا ونستطيع الرجوع إليها وتداولها متى شئنا».
ثم تم عرض فيلما تسجيليا لحوار أجراه التليفزيون المصرى مع الروائى مكاوى سعيد، وسط أحد مقاهى وسط المدينة، ثم تحدث الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، معربًا عن مدى الألم الذي أصابه عند تلقى خبر رحيل الكاتب مكاوى سعيد، وأوضح أبعاد العلاقة التي جمعتهما معًا، حيث بدأت كعلاقة ناشر بمؤلف ثم تعمقت لدرجة الصداقة الحميمية.
وتحدث الدكتور أنور مغيث، رئيس المركز القومى للترجمة، موضحًا أن «شخصية الروائى مكاوى سعيد تعد جاذابة جدًا لكل من يقترب منه، فهو أحد الظواهر الفريدة معه، وعن أسلوبه».
وأشار أنور مغيث، إلى «تميز مكاوى سعيد ببساطة السرد بشكل عبقرى، فنجده يرى تفاصيل لا تخطر على بال أحد، وهو ما يجعله يتوغل في تفاصيل وأعماق الحياة المصرية».
وجاءت كلمة الكاتب المسرحى محمد عبدالحافظ ناصف، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، الذي أوضح أن «الروائى مكاوى لن يرحل، فقد فقدناه جسدًا ولكننا لن نفتقده إبداعًا وفنًا»، كما أشار إلى أنه «يجب علينا أن نقفز خطوات أخرى لمناقشة أدب مكاوى سعيد، ودوره في الحركة الثقافية المصرية، ونناقش تجربته الروائية».
واختتم الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف حديثه، معلنًا أن المجلس بصدد الإعداد لمناقشة رواية مكاوى سعيد «غرفة لم يدخلها رجل» قريبًا، وهى ضمن إصدارات المجلس الأعلى للثقافة.
وتحدث الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، معلنًا أنه سيتم إطلاق اسم الأديب مكاوى سعيد على قاعة ملتقى الإبداع بمعرض الدولى للكتاب في دورته المقبلة، كما أن أول الفعاليات ستكون مناقشة كتاب «القاهرة وما فيها» وهو تحت الطبع بالدار المصرى اللبنانية.
فيما أكد الكاتب الصحفى الكبير محمد بغدادى، أنه «لا يتخيل رحيل مكاوى حتى الآن»، واصفًا إياه بأنه «كان كالسحر الذي يمر على الجالسين بالمقهى دون أن يشعروا به، حيث كان يلتقيه بالمقهى ليحتسى الشاى ويدخن ثم يرحل».
وعن أسلوبه الإبداعى أوضح «البغدادى» أن جميع شخوص رواياته كانت من المجتمع حولنا ويجلسون معنا على نفس المقهى.
وتحدثت الكاتبة الدكتورة نهلة كرم، وهى من تلاميذ الأديب مكاوى سعيد، وأنها تناولت الجانب الإنسانى للروائى، موضحة أنه تبناها وشجعها على الكتابة، وأكدت على أن مكاوى سعيد اهتم بمساعدة شباب الكتاب أصحاب الموهبة وخصص معظم وقته لهم، وكان يرحب بهم ويدعمهم ويوجههم دون أي كلل أوملل.