حذر رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، حركة حماس من أى «تصعيد» عسكرى، مهددا باستخدام «كل الوسائل» للدفاع عن إسرائيل، وذلك فى الذكرى الـ9 للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، عام 2008، بينما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال، رونين منليس، أن الأوضاع فى غزة قابلة للانفجار، مشددا على ضرورة التعامل معها بحزم لكن دون تدهورها إلى حالة حرب.
وقال نتنياهو خلال مراسم فى إحدى القواعد الجوية، مساء أمس الأول: «لن نسمح ولن نقبل بأى تصعيد من قبل (حماس) أو عناصر أخرى ضد دولة إسرائيل»، وأكد: «سنستخدم كل الوسائل للدفاع عن سيادتنا وعن أمن المواطنين الإسرائيليين».
بدوره، قال «منليس» فى مقابلة لموقع «والا» العبرى، نشرها أمس، إن «حماس اختارت عدم تدهور الأوضاع لتجنب التصعيد»، وأضاف أن «إسرائيل لن تقبل المساس بسيادتها تحت الأرض وفوق الأرض»، وبحسب منليس فإن «السنوات الثلاث التى جاءت بعد الحرب على غزة عام 2014 كانت الأكثر هدوءًا فى تاريخ إسرائيل»، مؤكداً أن هناك تحديا وتهديدا أمنيا دائما فى غزة. وقال يائير جولان، نائب رئيس الأركان الإسرائيلى، إن الانفصال بين غزة والضفة معجزة أمنية لصالح إسرائيل. ونقلت الإذاعة العبرية الرسمية عن «جولان» قوله إن الانقسام والانفصال هو كنز استراتيجى أمنى يجب المحافظة عليه.
وأمنيا، اعتقلت قوات الاحتلال 17 فلسطينيا خلال حملة مداهمات واعتقالات بالضفة مع تجدد الاحتجاجات الرافضة لقرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدء إجراءات نقل السفارة الأمريكية إليها، واقتحمت قوات الاحتلال مخيم قلنديا لقمع الاحتجاجات واستخدمت قنابل الصوت الحارقة، والغازية السامة، والأعيرة النارية، للرد على شبان المخيم الذين تصدوا لاقتحامات الاحتلال بالحجارة. واقتحم 112 مستوطنا المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسة معززة ومشددة من قوات الاحتلال، وقاموا بجولات استفزازية ومشبوهة فى أرجاء المسجد، وشهدت بلدة عناتا شمال شرق القدس المحتلة، مواجهات عنيفة ضد قوات الاحتلال، تركزت فى مدخل البلدة الرئيسى، وامتدت حتى ساعة متأخرة من الليل، وأطلق الاحتلال عشرات القنابل الغازية على المواطنين، وأعيرة نارية، ورد الشبان بالحجارة، وفى بلدة العيسوية، وسط القدس المحتلة، تجددت الاحتجاجات وامتدت إلى معظم أحيائها، واندلعت مواجهات فى بلدتى أبوديس والعيزرية، جنوب شرق القدس، وأخرى فى مدخل بلدة الرام الرئيسى شمال القدس المحتلة. واقتحم مستوطنون إسرائيليون مدرسة فلسطينية شمالى الضفة المحتلة، وهاجموا طلبة ومدرسين، واندلعت مواجهات بين الطلبة والمستوطنين، تدخل على إثرها الجيش بإطلاق الرصاص المطاطى وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الفلسطينيين، ما أدى لوقوع عدد من الإصابات بحالات اختناق فى صفوف الطلبة.
وأصيبت سيارة وزير الأمن الاسرائيلى، جلعاد أردان، بأضرار بالغة جراء رشقها بالزجاجات الحارقة والحجارة أثناء جولة له فى بلدة أبوديس جنوب شرق القدس، مساء أمس الأول.
وفرّقت قوات الاحتلال وقفة أمام بوابة سجن عوفر، غربى رام الله، وسط الضفة الغربية، تضامنا مع عائلة الطفلة عهد التميمى رمز المقاومة والصمود الفلسطينية، ووالدتها ناريمان، وابنة عمها نور، خلال جلسة محاكمتهن لتمديد اعتقالهن فى محكمة عوفر العسكرية واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص الحى وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين فأصابت منهم العشرات.
وأكد وزير الخارجية الفلسطينى، رياض المالكى، أنه سيطلب رسميا من وزراء الخارجية العرب الخمسة الذين سيشاركون فى اجتماع 6 يناير المقبل فى الأردن تنفيذ قرارات قمة عمان عام 1980، التى تضمنت المقاطعة السياسية والاقتصادية للدول التى تنقل سفاراتها إلى القدس.
من جهة أخرى قالت القناة الثانية الإسرائيلية إن نتنياهو بادر بتدشين صندوق مالى لتقديم المساعدات المالية للدول التى ستدعم إسرائيل وستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأوضحت أن الصندوق سيقدم مساعدات بملايين الدولارات لـ50 دولة فى العالم، مقابل كسب دعم مزيد من الدول خلال أى تصويت فى الأمم المتحدة.
وبحسب القناة، وجدت إسرائيل الإمكانات بإعلان جواتيمالا نقل سفارتها للقدس، وقررت تعبئة الدعم الدبلوماسى مقابل تقديم مساعدات مالية للدول التى ستصوت لصالح إسرائيل. وذكرت أن الحديث يدور عن مبادرة لرئيس الحكومة لإنشاء صندوق يستثمر الملايين فى الدول التى ستدعم إسرائيل. ويعرف الصندوق بـ «50 إلى 50»، ويدعو إلى توزيع 50 مليون دولار على 50 دولة، وسيحصل كل بلد على مجموعة المساعدات التى تناسبه، سواء فى الزراعة، أو تحلية المياه، القيادة أو التكنولوجيا. وأوضحت القناة أن وزارة الخارجية حددت الدول المعنية فى أفريقيا وشرق أوروبا وآسيا، وأن نتنياهو يستعد لإدراج تمويل الصندوق خلال المداولات على الميزانية، فى حين تسعى الخارجية لرصد ميزانيات الاحتياط لتمويله.