كشف تقرير رسمى أصدرته هيئة تنمية الثروة السمكية ارتفاع معدلات التعديات على البحيرات الشمالية بسبب حالة الانفلات الأمنى الذى شهدته البلاد منذ ثورة 25 يناير وأنها تجاوزت 20 ألف فدان، بينما أكدت مصادر رسمية بوزارة الزراعة أن عدم السيطرة على التعديات على البحيرات الشمالية يساهم فى تعرض مصر للآثار السلبية للتغيرات المناخية ويهدد السواحل الشمالية بالغرق وتدهور الأراضى الزراعية فى شمال الدلتا.
وأوضح التقرير أن التعديات شملت الردم والبناء على بحيرات المنزلة والبرلس ومريوط وقارون وإدكو، وأن المتعدين لجأوا إلى إنشاء المساجد والمدارس والمعاهد الأزهرية والجمعيات الخيرية فى أقصى المساحات المتعدى عليها، لإجبار فرق الإزالة بوزارة الزراعة والجهات الأمنية على عدم التعامل معها بالإزالة الفورية والقوة الجبرية، خاصة مع محاولات الأهالى التصدى لقوات الإزالة وتبرير المخالفات ببناء المساجد والجمعيات الخيرية.
وقال الدكتور محمد فتحى عثمان، رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية، فى تصريحات صحفية السبت إن هذه التعديات تمثل إهدارا لثروات مصر الطبيعية والمخزون السمكى، خاصة فى ظل ما تعانيه مصر من عجز فى البروتين الحيوانى وعدم تحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء، مشددا على أنه لا تراجع عن إزالة هذه التعديات مهما طال أمدها، حيث لا يعفى ذلك المتعدى من الإزالة لجميع تعدياته وعلى نفقته وبما لا يقل عن 50 ألف جنيه.
وقال عثمان إنه تمت إزالة التعديات على مساحات تتجاوز 7 آلاف فدان، وذلك بعد رصدها الفورى من خلال التصوير الجوى الذى تقوم به هيئة الاستشعار من بعد والتى حددت حجم مسطح البحيرات المتبقية بنحو 323 ألف فدان.
و أوضح أن الردم للبحيرات مجرم قانونا، ورغم ذلك تقوم به مافيا الأراضى بقوة ولا تقل القطعة الواحدة التى يتم ردمها عن 50 فدانا بواسطة حفارات عملاقة، وهو ما يمثل كارثة حقيقية تهدد بالقضاء على مسطح البحيرات بالكامل، وهو ما يجب التصدى له بفرق إزالة مدربة وحملات أمنية مشددة، موضحا أن وزارة الزراعة تصر على الإزالة الكاملة لأى تعد والعودة بالمسطح إلى وضعه الطبيعى وليس إزالة أجزاء من التعدى، لأن ذلك يسمح للمتعدى باستكمال ما بدأه فور رحيل حملات الإزالة. وأضاف: «أعمال الإزالة مستمرة حاليا فى بحيرات إدكو والمنزلة بالقوة الجبرية رغم الصدامات المتعددة بين الأهالى وفرق الإزالة وقوات الأمن المركزى وشرطة المسطحات المائية، وذلك بعد فشل جهود الوساطة التى تقوم بها كبار العائلات فى هذه المناطق لضمان مساندة الأهالى لفرق الإزالة».