x

سوريا تستقبل «عيد الأضحى» بعشرات القتلى بعد قصف حمص بالمدفعية

السبت 05-11-2011 18:12 | كتب: غادة حمدي, وكالات |
تصوير : أ.ب

فى الوقت الذى شهدت فيه الأوضاع على الأرض فى سوريا مزيداً من التدهور مع ارتفاع حصيلة ضحايا «جمعة الله أكبر على كل من طغى وتجبر» إلى 25 قتيلاً وعشرات المصابين، تعرض عدد من أحياء محافظة حمص للقصف بالرشاشات الثقيلة والمدفعية مجدداً السبت، فيما نصحت وزارة الخارجية الأمريكية السوريين بعدم تسليم أنفسهم إلى نظام الرئيس بشار الأسد بعدما عرضت السلطات العفو عمن يسلمون أسلحتهم خلال مهلة حددتها بـ8 أيام بمناسبة عيد «الأضحى» المبارك، بينما انتقدت دمشق التصريحات الأمريكية واعتبرتها «تدخلاً سافراً فى شؤونها الداخلية».

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية الجمعه «لا أنصح أحداً بتسليم نفسه لسلطات النظام فى الوقت الراهن»، معربة عن القلق إزاء سلامة من يفعل ذلك. ورداً على تصريحات نولاند، اعتبرت وزارة الخارجية السورية فى بيان أن الإدارة الأمريكية «كشفت مرة أخرى عن تدخلها السافر فى الشؤون الداخلية لسوريا وعن سياستها الداعمة للقتل وتمويلها للمجموعات الإرهابية فيها»، وأوضحت الوزارة أن دمشق «تدين هذه التصريحات اللامسؤولة التى لا يمكن تفسيرها إلا بأنها تهدف إلى إثارة الفتنة ودعم القتل والإرهاب الذى تمارسه المجموعات المسلحة بحق المواطنين السوريين».

وميدانياً، كشفت مصادر طبية ونشطاء سوريون لشبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية السبت أن 126 جثة مجهولة الهوية تم نقلها، خلال الأيام الـ3الماضية، إلى مستشفى بـ«حمص»، وذلك بعدما أفاد نشطاء بارتفاع حصيلة قتلى «جمعة الله أكبر» إلى 25 قتيلاً، معظمهم فى حمص وكناكر بريف دمشق. ومن ناحيته، أفاد سالم قبانى، عضو «لجان التنسيق المحلية فى سوريا» بأن عدة بلدات بحمص وسط البلاد تعرضت لقصف مدفعى منذ فجر السبت وسط انتشار كثيف للدبابات، وأوضح أن المحافظة تتعرض لحظر تجوال غير معلن، فيما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان بمقتل 3 مدنيين جراء القصف فى حى بابا عمرو بـ«حمص»، الذى يعانى من انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات.

ووسط التضييق الأمنى المفروض فى أحياء العاصمة دمشق، يقوم معارضون سوريون بأنشطة سرية ليلية للتعبير عن رغبتهم فى إسقاط نظام الأسد، حيث قال ناشط من لبنان إن نشطاء معارضين للحكومة قاموا مؤخراً بتعليق دمية للأسد من أعلى جسر فى دمشق إلى جوار لافتة كتب عليها «إن الشعب سيعدمه»، بينما ردد آخرون شعارات مناوئة للحكومة فى أنحاء المدينة. كما قام النشطاء بسكب طلاء أحمر فى الميدان الرئيسى بدمشق، وألقوا منشورات كتب عليها أن هذه هى دماء الشعب الذى يقتله الأسد فى حمص.

وفى حين تتزايد الشكوك حول قدرة مبادرة الجامعة العربية على حقن الدماء فى سوريا، أعلن عبدالفتاح عمورة، معاون وزير الخارجية السورى، فى تصريحات لصحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية، أن حكومة بلاده ستسحب قوات الأمن والجيش من الشوارع اليوم فى إطار المبادرة العربية، وأضاف قائلاً «سننفذ اتفاق الجامعة.. إذا ما وافقنا على شىء، فإننا نفعله».

وفى المقابل، استبعد العقيد السورى المنشق رياض الأسعد قائد ما يعرف بـ«الجيش السورى الحر» - الذى يضم جنوداً منشقين عن الجيش - سقوط النظام سلمياً، وأضاف فى تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية «سأعمد إلى تشكيل مجلس وطنى عسكرى فى أقرب وقت ممكن وسيكون لنا برنامج خاص نعلن عنه فى حينه»، مؤكداً أن جيشه سيستأنف العمليات العسكرية «النوعية» ضد قوات الأسد بعد أن انكشفت نوايا النظام فى «جمعة الله أكبر»، وذلك بعدما كان «الجيش الحر» أعلن تعليق عملياته ليل الأربعاء الماضى لإعطاء الفرصة للمبادرة العربية بالنجاح.

جاء ذلك فيما كشفت صحيفة «إندبندنت» البريطانية الجمعه أن منزل فواز الأخرس، والد أسماء الأسد، قرينة الرئيس السورى، فى حى أكتون غربى العاصمة البريطانية لندن، تعرض لهجوم مؤخراً من قبل متظاهرين سوريين خرجوا للاحتجاج ليلاً، وقاموا بتحطيم نوافذه والقوا الطلاء على بابه وجدرانه. واعتبرت الصحيفة أن «لقب الأخرس (اسم كنيته) بات ينطبق على الرجل الذى لا يبدو غير مهتم، أو غير راغب بالاستماع بما يجرى داخل سوريا»، وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى برقيات «ويكيليكس» أوصت بأن تضغط واشنطن على نظام الأسد من خلال هذا الرجل الذى «يُعدُّ واحداً من أهم 4 رجال أعمال فى البلاد».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية