كشفت تحقيقات نيابة القاهرة الجديدة عن مفاجأة فى واقعة انتحار رجل الأعمال الشاب عدلى أيوب عدلى أيوب داخل فيلته بمنتجع «ستلا نيو كايرو» بالتجمع الخامس، أن السلاح المستخدم «طبنجة ماركة حلوان» فى الجريمة غير مرخص. وأكدت مصادر أنه سلاح مسروق فى أحداث الانفلات الأمنى وقت ثورة يناير، وأنه خاص بقسم شرطة الجيزة، كما صرحت النيابة بعرض الجثة على الطب الشرعى وتسليمها إلى ذويه والتصريح بالدفن، وقد تسلم مندوب من السفارة الإيطالية الجثمان السبت من مشرحة زينهم، كما حرزت النيابة السلاح المستخدم فى الحادث والمقذوف الذى عثر بجوار الجثة.
كما حصلت «المصرى اليوم» على نص الخطاب الذى تركه المجنى عليه إلى زوجته، وكتبه باللغة الإنجليزية، وقال فيه: «أنا آسف جدا على إقدامى على الانتحار، وأقدم اعتذارى إلى أولادى وزوجتى، وأشكر والدى ووالدتى على الوقوف بجوارى ومساعدتى والتسبب فى النجاح الذى وصلت له، وأعلم أن الحادث عليكم صعب، لكنى أقدمت على الانتحار بسبب سوء المناخ الاستثمارى فى مصر، وأصعب شىء على الإنسان أن يشعر بأنه يقبل على الإفلاس فى ظل الظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر، وأنه قدم الكثير لمصر ولم تقدم مصر له أى شىء، وأوصى بدفن جثمانى فى إيطاليا ومغادرة أسرته مصر».
قال مصدر أمنى رفيع المستوى إن الخطاب تم العثور عليه بجوار جثة المجنى عليه، التى عثر عليها داخل حديقة منزله، وأن الخطاب مكون من 4 فقرات، الأولى يعتذر فيها إلى أسرته، والثانية يشرح فيه أسباب انتحاره، والثالثة عن حالة مصر وفقد مناخ الاستثمار، والرابعة هى الوصية بدفنه فى إيطاليا وحرق جثته وتوزيع رمادها ومغادرة أسرته مصر. وأقرت زوجته إيوان فيكتور - تحمل الجنسيتين الرومانية والمصرية - فى التحقيقات بأنها استيقظت على صوت طلق نارى، لتجد زوجها ملقى على أريكة فى حديقة المنزل، وفى يده اليسرى طبنجة حلوان، وأنها اتصلت بمدير أعماله الذى يدعى رأفت رامز، الذى أبلغ المباحث باتصال هاتفى.
وأوضحت التحقيقات التى أجراها وائل الدرديرى، رئيس نيابة القاهرة الجديدة، أن واقعة الانتحار تمت ما بين الرابعة صباحا والسادسة صباحا داخل حديقة فيلا والد المجنى عليه، واكتشفت زوجته الواقعة فى السادسة والنصف صباحا، وتبين أن المنتحر صوب الطبنجة فى الناحية اليمنى من الرأس والطلقة لها فاتحتا خروج ودخول، وقررت النيابة بإشراف المستشار مصطفى خاطر المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة نقل الجثة إلى مشرحة النيابة بزينهم، وتسليمها إلى أهله عقب التشريح، وإرسال الطبنجة المحرزة إلى الطب الشرعى لفحصها وبيان ما إذا كانت هى المستخدمة فى الواقعة من عدمه بمعرفة المعمل الجنائى والمقذوف المعثور عليه والفوارغ، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة.
وكشفت التحقيقات أن المنتحر متزوج من سيدة رومانية وتحمل الجنسية المصرية، ومقيم فى مصر منذ 8 سنوات، واعتاد التردد بصحبة أولاده وزوجته على إيطاليا، كما استمعت النيابة إلى أقوال رأفت رامز، نائب مدير شركة «ميدوويست» للطيران، التى يترأسها المجنى عليه، وأكد أنه تلقى اتصالا هاتفيا من زوجة رجل الأعمال تبلغه بأن زوجها انتحر وترك لها خطاباً يفيد بذلك، فتوجه إلى الفيلا وأبلغ الشرطة، وأضاف أن آخر لقاء مع المنتحر كان ليلة الحادث داخل شركة «ميدوويست» ودار حوار بينهما، كان يشير إلى أن حالته النفسية متدهورة نظرا للظروف الاقتصادية وسوء المناخ الاستثمارى، وأنه تحدث معه أيضا عن تردى السياحة فى مصر والخسارة التى تلاحق شركته بسبب عدم وجود رحلات سياحية.
كما كشفت معاينة النيابة التى حضرها المقدم حسن زيور، رئيس المباحث، إلى الفيلا رقم 83 منتجع «ستلا نيو كايرو»، أن المنتحر كان نائما علي أريكة، ومن الناحية اليمنى له حمام سباحة ويرتدى قميصاً وبنطلوناً، وكان ماسكا طبنجة بيده اليسرى وعثر على المقذوف من الناحية اليسرى والطلقة من الناحية اليمنى، وتبين وجود دماء كثيفة على «الأريكة» وأسفلها. وقام كمال مسعود، وكيل النيابة، بمناظرة الجثة وقرر نقلها إلى المشرحة، وتبين من مناظرة الجثة وجود طلق نارى دخل من الناحية اليمنى للرأس، وخرج من الناحية اليسرى، وقد تحفظت النيابة العامة على الخطاب، وبدأت الاستماع إلى أقوال زوجته.
وفى السياق نفسه، خلت ساحة انتظار الأهالى أمام مشرحة زينهم السبت من أفراد أسرة رجل الأعمال الشاب عدلى، وانتقلت «المصرى اليوم» إلى مشرحة زينهم لرصد تسلم الجثمان، لكنها فوجئت بأنه تم تسلمها فى وقت مبكر.
وقال موظف الاستقبال بالمشرحة إن مندوباً من السفارة الإيطالية بالقاهرة وعددا من أقارب الضحية قاموا بتسلم الجثة لنقلها إلى مطار القاهرة ودفنها فى دولة إيطاليا حسب وصية الضحية، ووضعوا الجثمان فى سيارة خاصة، وأضاف أنه لم يحضر أحد من أسرة الضحية.
يذكر أن رجل الأعمال الراحل يمتلك عددًا من الشركات فى مجال السياحة والطيران، فيما يعد والده أحد رجال الأعمال البارزين فى مصر، ويمتلك عدداً من القرى السياحية فى القاهرة والسويس والإسكندرية