دعا بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، الإثنين، إلى السلام «فى القدس وكل الأراضى المقدسة»، وذلك فى مناسبة رسالة الميلاد التقليدية «المدينة والعالم»، التى وجَّهها من ساحة القديس بطرس. وعبَّر البابا عن أمله «فى أن تسود رغبة استئناف الحوار من أجل التوصل إلى حل متفاوض عليه يتيح التعايش السلمى بين دولتين». وأشاد بجهود المجموعة الدولية الهادفة إلى مساعدة «هذه الأرض الجريحة على إيجاد الوئام والعدالة والأمن الذى تنشده منذ فترة طويلة».
وقال البابا: «نرى يسوع المسيح فى أطفال الشرق الأوسط الذين لايزالون يتألمون بسبب تفاقم التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وقال البابا: «دعونا نصلِّ أن تنتصر إرادة استئناف الحوار بين الطرفين، وأن يكون بالإمكان التوصل فى النهاية إلى حل عبر التفاوض. حل يسمح بتعايش سلمى بين الدولتين، ضمن حدود متفق عليها بينهما ومعترف بها دوليا».
وتطرق البابا إلى الأطفال السوريين «الذين طبعتهم الحرب» فى أذهانهم، معبراً عن الأمل فى أن تستعيد سوريا «الكرامة لكل فرد» من أبنائها، عبر الالتزام بالعمل على «إعادة بناء النسيج الاجتماعى بمعزل عن الانتماء الإثنى والدينى»، كما تطرق إلى العراق «الذى لايزال جريحاً ومنقسماً جراء الأعمال العدائية» التى وقعت فى السنوات الـ15 الماضية. وتحدث البابا عن اليمن وقال إنه «يشهد نزاعاً تم نسيانه إلى حد كبير»، فيما يعانى شعبه من المجاعة والأمراض.
وذكر البابا مناطق أخرى تشهد صعوبات مثل جنوب السودان وفنزويلا، وأكد أن «رياح الحرب تعصف بعالمنا». ووجه البابا نداءً إلى اعتماد «الثقة المتبادلة» فى شبه الجزيرة الكورية، وقال إنه يصلى «لكى يتسنى تجاوز المواجهة فى شبه الجزيرة الكورية وليمكن تطوير الثقة المتبادلة بما فيه مصلحة العالم بأسره».
وكان البابا قال للمصلين فى كاتدرائية القديس بطرس عشية احتفالات عيد الميلاد: «لا ينبغى أن يشعر أحد بأنه ليس له مكان فى هذا العالم»، وأولى البابا الأرجنتينى وهو حفيد مهاجرين إيطاليين أهمية لقضية المهاجرين منذ توليه الكرسى الرسولى قبل قرابة 5 سنوات، وقال إن «هناك الكثير من الخطى المتوارية فى خطى يوسف ومريم، نرى آثار الملايين من الأشخاص الذين لا يختارون الرحيل وإنما يدفعون إلى ترك أرضهم وترك أحبائهم خلفهم».
وفى سوريا احتفل المسيحيون مجدداً بعيد الميلاد هذه السنة، لكن مازالت روح الميلاد غائبة، فقد تمت إزالة الألغام من كنيستين لكن السكان لم يعودوا بعد. وفى حمص، احتفل المسيحيون بعيد الميلاد للمرة الأولى منذ انتهاء المعارك. وفى دمشق تزينت شوارع الأحياء ذات الغالبية المسيحية مثل باب توما، ووضعت محال تجارية أشجاراً صغيرة تعلوها الزينة، واحتفل المسيحيون فى الموصل بقداس عيد الميلاد لأول مرة منذ 2013 إثر هزيمة «داعش» دولياً.
وحضر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزوجته ميلانيا قداس عيد الميلاد، فى منتجع مارا لاجو الذى يملكه فى فلوريدا.
كما شارك ترامب وزوجته فى تقاليد قيادة الدفاع الفضائى الجوى لأمريكا الشمالية «ناراد» بتتبع بابا نويل، وتلقى ترامب اتصالات هاتفية من أطفال عشية عيد الميلاد سألهم خلالها عن أكثر الأشياء التى يرغبون فى الحصول عليها من بابا نويل، وأفصح عن أمنياته، وقال أحد الأطفال إنه يرغب فى الحصول على مكعبات بلاستيكية، وقال آخر إنه يتمنى خروج جدته من المستشفى، ورد ترامب قائلا: إنه يريد «السلام للبلاد». وأعربت ملكة بريطانيا، الملكة الثانية عن تقديرها لزوجها الأمير فيليب فى رسالة عيد الميلاد، وأثنت على «دعمه وروح الدعابة الفريدة»، ووجهت تحية إلى ضحايا اعتداءات لندن ومانشستر.