x

صلاح عيسى.. حكايات من دفتر حياة «جبرتي العصر الحديث»‎

الإثنين 25-12-2017 21:10 | كتب: بوابة الاخبار |
صلاح عيسى - صورة أرشيفية صلاح عيسى - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

مِثل مخرج سينمائي مُتحكم في أداوته، رَسم صلاح عيسى صورة للحالة الاجتماعية والسياسية في مصر عبر كتاباته عن حوادث متنوعة في التاريخ، حتى بات واحداً من أهم المؤرخين في السنوات الـ50 الأخيرة، ولقبه محبوه بـ«جبرتي العصر الحديث».

«عيسى»، المولود عام 1939 في أسرة يعولها أب ليبرالي بإحدى قرى محافظة الدقهلية، «شخصية لها العجب»، من النضال ضد السلطة في عهدي جمال عبدالناصر وأنور السادات، إلى الوقوف على يمينها في نظامي حسني مبارك وعبدالفتاح السيسي، كاتباً نهاية جملة كانت معلقة في صورة على مكتبه بجريدة «القاهرة» منذ سنوات، للروائي الماركسي الروسي، مكسيم غوركي: «جئت إلى الدنيا لكي أعترض».

اهتم «عيسى» في طفولته بقراءة الكتب والروايات التي شجعه عليها والده، أحب كتابة القصة القصيرة، وكتب أول مجموعة في السجن حينما اعتقله نظام عبدالناصر في الستينيات «جنرالات بلا جنود»، ثم رواية «مجموعة شهادات ووثائق في خدمة تاريخ زماننا»، لكنه لم يستكمل مجال الأدب، واتجه بعدها للتاريخ والسياسة.

الشاب الذي أنهى دراسته الجامعية، والتحق بوظيفة في وزارة الشؤون الاجتماعية، انخرط في العمل السياسي، وانضم لمنظمة يسارية، اعتقل على إثرها، وفصل من العمل، وتوقف عن الكتابة في مجلة «الحرية»: «السجن تجربة جميلة. فيها أنتجت أول مجموعة قصصية. تمنيت لو أن الحكومة تعتقلني كل عام شهراً ونصف للتأمل، والتفكير في الكتابة أكثر».

خرج «عيسى» مع صعود أنور السادات إلى السلطة، وكتب مقالات في صحيفة «الجمهورية»، لكنه سرعان ما مُنع من الكتابة، لمعارضته سياسات السادات، وعاد للمعتقل مع انتفاضة يناير 1977، ثم اعتقالات سبتمبر، مع عشرات المثقفين عام 1981، احتجاجاً على اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وبعد خروجه تولى صحيفة «الأهالي» التابعة لحزب التجمع عام 1982.

ظل على اليسار، هو معارض أبدي للسلطة، لكنه تراجع قليلاً في عهد حسني مبارك، ودخل مؤسسات الدولة المصرية من بوابة صحيفة «القاهرة»: «الحكومة ليست كلها فاسدة، لا مانع من التعاون مع من يفتح منها طاقة نور للمعارضة».

أشبّه برسام ممسكاً ريشته، نسّج «عيسى» كتابات عدة عن حوادث متنوعة في تاريخ مصر، أغرق القارئ فيما كتبه، حتى بات أهم مؤرخي مصر في السنوات الأخيرة. في كتابه «مثقفون وعسكر» حلل وضع المثقفين في عهد جمال عبدالناصر، فيما أشبه ببحث مكتمل مستنداً لوثائق ومعلومات بعيدة عن خيالات وأوهام المصريين، تحدث عن تجربة ريا وسكينة في كتابه «ريا وسكينة.. سيرة سياسية واجتماعية»، وفي «حكايات من دفتر الوطن»، بأسلوب ممُتع وجذاب كعادته، تناول حوادث متفرقة من تاريخ مصر، ركزّ فيه على الجانب الشعبي من كل حكاية، واستمر بعد ذلك في توثيق كل ما يكتبه، فأخرج «شاعر تكدير الأمن العام: الملفات القضائية للشاعر أحمد فؤاد نجم»، بجانب «تباريح جريح»، الذي جمع فيه مقالات كتبها في الثمانينيات عن قضايا سياسية واجتماعية عدة.

يبقى كتابه «شخصيات لها العجب» سيمفونية عَزفها مثل المايسترو عن شخصيات لعبت دوراً بارزاً في الحياة السياسية والثقافية والصحفية في القرنين الـ20، والـ21، بينهم محمد حسنين هيكل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية