التغيير الذى قاده شباب مصر، انطلاقاً من التحرير، لم يصب الحياة السياسية فحسب، بل طال كل شىء، ووصل إلى الصعيد، ليصبح صوت الشباب فى صعيد مصر هو الأقوى، يسيطر على ما دونه، وتتراجع أمامه شعارات «الكبير قال كده».
لم يتصور أحد أن تنجح الثورة فى الصعيد، حيث ينطلق الدستور والقانون هناك من كلمة «كبير العائلة» أو «كبير القرية»، لكن بعد 25 يناير ومن خلال اللجان الشعبية التى كونها «ائتلاف شباب كيمان المطاعنة بمركز إسنا» انطلقت الشرارة الأولى لمحاربة كل ما هو معتاد فى ربوع الأقصر.
واجه شباب الائتلاف المشكلات التى انتشرت فى المحافظة بطريقة مختلفة، حسب تأكيد يحيى الفهمى، مدرس، عضو باللجان الشعبية، وقال: واجهنا ارتفاع أسعار اللحوم بوضع تسعيرة لا تزيد على 40 جنيهاً، وذلك بعد اجتماعات مع أكبر المربين فى المحافظة وتجار المواشى، لمعرفة سبب هذا الارتفاع فى الأسعار، ورغم أن عدداً من العائلات والجزارين عارضوا القرار، فإننا طبقناه واشترينا الذبائح وبعناها بالسعر المتفق عليه وحققنا أرباحاً 650 جنيهاً فى كل ذبيحة بعد استقطاع تكلفة الشراء والجزار وغيرهما، ونجحت الفكرة وتم تعميمها فى جميع قرى ونجوع مركز إسنا».
وأكد محمد أبوالخير، مهندس، أن اللجان تدخلت فى تحديد سعر أنبوبة البوتاجاز بعد أن وصل سعرها إلى معدلات قياسية ويتم الآن توزيعها من خلال كوبونات وبسعر موحد 6 جنيهات للأنبوبة، مشيراً إلى أن اللجنة الصحية بمركز إسنا بدأت فى تنفيذ حملة داخل صالونات الحلاقة لمنع انتشار الأمراض، وألزمت الأهالى بأن تكون لكل مواطن شفرة خاصة يستخدمها، قائلاً: «كنا نعتقد أن هذا الطلب قد لا يلقى اهتماماً من الناس، لكن وجدنا العكس فالغالبية العظمى حرصت على تنفيذه وبدأ الأهالى فى محاربة صالونات الحلاقة التى لم تلزم زبائنها بذلك».
وقال أبوالمعارف رسلان، رئيس لجنة الإعاشة، إنه تم حصر الإنتاج اليومى لأفران العيش، وبمقارنته بعدد الفقراء الذين لا يستطيعون شراء الدقيق وخبزه فى منازلهم اتضح أن هناك عدداً من ميسورى الحال يشترون خبزاً بثلاثة جنيهات يومياً، لذا قررنا توزيع الخبز على المنازل بواقع 15 رغيفاً يومياً مقابل الحصول على 26 جنيهاً ونصف الجنيه شهرياً، منها 4 جنيهات قيمة الاشتراك والتوصيل للمنازل وبذلك تمت تغطية عدد كبير من الأسر رغم أن هناك نقصاً حاداً فى الإنتاج لا يتناسب مع عدد السكان، موضحاً أن اللجان بدأت عملها الآن فى دراسة توزيع الأسمدة الزراعية وفقاً للحصص المقررة لكل فدان للقضاء على السوق السوداء بالتنسيق مع الجمعيات الزراعية وبنك التنمية والائتمان الزراعى.
وأكد الأمير النوبى الملخ، مدرس، ناشط باللجان الشعبية، أن هذه الإجراءات تتم بالتنسيق مع المجالس المحلية ورؤساء الوحدات المحلية ومجلس مدينة مركز إسنا، وأن الخطوة المقبلة هى عمل مؤتمر عام لشباب محافظة الأقصر سيتم خلاله توجيه الدعوة للدكتور سمير فرج، محافظ الأقصر، وممثل المجلس اللأعلى للقوات المسلحة، لمناقشة الخطوات التى توصلت لها اللجان الشعبية لتكون قراراتها ملزمة للجميع.