x

«الأزهر» في 2017: عام الحرب على الإرهاب (تقرير)

الأحد 24-12-2017 20:36 | كتب: أحمد البحيري |
شارك الأمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى مؤتمر الكنائس البروتستانتية الألمانية، على هامش فاعليات يوم الكنائس بألمانيا، 26 مايو 2017. - صورة أرشيفية شارك الأمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى مؤتمر الكنائس البروتستانتية الألمانية، على هامش فاعليات يوم الكنائس بألمانيا، 26 مايو 2017. - صورة أرشيفية تصوير : E.P.A

أصدر الأزهر الشَّريف تقريرًا حول إنجازاته خلال 2017، حيث جاء في التقرير الذي حصل «المصري اليوم» على نسخة منه، الأحد، أنه «انطلاقًا من مسؤولية الأزهر الدينية والعلمية والاجتماعية، وتفعيل دوره التاريخي في مواجهة التطرف والإرهاب ونشر ثقافة السلام، مقدما رؤية ونشاطا يرتكز على التطوير الذاتي، وتطوير التعليم والدعوة وتجديد الخطاب الديني، وتدريب الأئمة الوافدين، وعقد لقاءات حوارية مع الشباب في مختلف المحافظات، وإرسال القوافل الدعوية والتوعوية والتكافلية للمناطق النائية، وإنهاء عدد من الخصومات الثأرية، وضبط الفتاوى، والمشاركة في عدد كبير من المؤتمرات والندوات داخل مصر وخارجها لتحقيق الهدف الأكبر الخاص بمكافحة التطرف ونشر الصورة الصحيحة للإسلام».

وشكل ملف «تجديد الخطاب الديني» صدارة اهتمامات الأزهر الشريف في 2017، ولا سيما في ظل ما تشهده دول العالم من عمليات إرهابية، ومحاولة إلباس هذه العمليات عباءة الدين الإسلامي، وقد سعى الأزهر إلى شرح الخطاب الديني عبر العديد من الجولات في الداخل والخارج، ومن خلال المؤتمرات والندوات، التي سعى جميعها للتأكيد على وسطية الدين الإسلامي واعتداله ورفض كل أشكال العنف والتطرف.

مؤتمر «الحرية والمواطنة... التنوع والتكامل»

ومن بين المؤتمرات والفعاليات التي عقدها الأزهر الشريف في عام 2017، يَبرُز مؤتمر «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل» الذي عقد في فبراير الماضي، تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وصدر عنه «إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك»، الذي شدد على حتمية العيش المشترك في ظل المواطنة والحرية والمشاركة والتنوع.

مؤتمر الأزهر العالمي للسلام

ونظَّم الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين مؤتمرا عالميا للسلام في إبريل الماضي بحضور البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، ونخبة من علماء ورجال الدين والساسة بالعالم، جرى خلاله التأكيد على رسالة الإسلام التي تحمل إلى العالم قيم السلام والتعايش والحوار، كما تم تنظيم مؤتمر «التطرف وأثره السلبي على مستقبل التراث الثقافي العربي» بالتعاون مع جامعة الدول العربية، فضلا عن توقيع بروتوكول تعاون مع المركز الثقافي البريطاني لتوصيل رسالة الإسلام الصحيحة إلى الناس في مختلف أنحاء العالم.

واستكمالًا لما تم إنجازه في العام الماضي، واصل الأزهر جلسات الحوار المجتمعي مع الشباب في 2017م، من الإسكندرية شمالا وأسوان جنوبا وكذلك جنوب سيناء، بهدف إرساء قيم الحوار وتحصين الشباب والاستفادة من مقترحاتهم وأفكارهم، والمساهمة في بناء المجتمع دينيا وأخلاقيا وثقافيا واجتماعيا، وذلك بمشاركة مختلف الفئات العمرية مع التركيز على الشباب، ويبرز في هذا السياق المؤتمر الدولي الذي نظمته كلية الدراسات الإسلامية والعربية تحت عنوان «تجديد الخطاب الديني بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم».

وفي السياق ذاته، حرص الأزهر الشَّريف على مكافحة التطرف الفكري باعتباره القضية الأبرز على الساحة والتي أصبحت تهدد استقرار المجتمعات والسلام العالمي، وجرى عقد سلسلة ندوات من أجل التواصل مع جميع فئات المجتمع وتعريفهم بما يقوم به الأزهر من جهود لإرساء السلام المجتمعي، ومحاربة الفكر المتطرف، والعمل على إرساء قيم المواطنة والحفاظ على الهوية والثقافة المصرية.

ولمكافحة الكراهية، شكَّل فضيلة الإمام الأكبر لجنة لإعداد مشروع قانون لمكافحة الكراهية والعنف باسم الدين، بهدف تجريم الحض على الكراهية ومظاهر العنف التي تمارس باسم الأديان، وتم الانتهاء من مشروع القانون وتسليمه إلى رئاسة الجمهورية، ليأخذ مساره التشريعي.

جولات شيخ الأزهر الخارجية.. دعوة للمصارحة ورسالة سلام

شهد العام 2017م نشاطا مكثفا للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وارتكزت كل زياراته وتحركاته الداخلية والخارجية على أهداف رئيسة، تتمثل في نشر السلام العالمي، ومواجهة التطرف، ونصرة القضايا الإنسانية العادلة، وقد شهد العالم بأهمية دور فضيلة الإمام الأكبر وتأثيره في الحد من التطرف، والإسهام في إرساء السلام، وهو ما أكدته العديد من الشخصيات والقيادات والمؤسسات السياسية والدينية العالمية.

وتجلى هذا التأثير الكبير لشيخ الأزهر في اختياره الشخصية الإسلامية الأكثر تأثيرا في العالم للعام الثاني على التوالي، وبات العالم يدرك الدور المحوري للأزهر في مواجهة الإرهاب وترسيخ السلام العالمي؛ ولذلك شهدت مشيخة الأزهر الشريف توافد العديد من الشخصيات والقيادات السياسية والدينية في العالم، بما يؤكد الدور المحوري والمهم للأزهر الشَّريف على مختلف المستويات.

وكان لقاءا شيخ الأزهر مع البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، مرتين الأولى في القاهرة والثانية في روما هذا العام، هما اللقاءان الأبرز والأهم خلال هذا العام، باعتبارهما يمثلان أكبر مؤسستين دينيتين في العالم، وخلال اللقاءين كان العنوان الرئيس هو التأكيد على العمل المشترك من أجل السلام الشامل بين جميع البشر.

وفي ضوء الانخراط القوي والبارز للأزهر الشريف في محاربة الإرهاب، حرصت العديد من الدول الأوروبية على توثيق علاقاتها بالأزهر الشَّريف، وشهدت مشيخة الأزهر بالقاهرة توافد العديد من الشخصيات والوفود الغربية للقاء فضيلة الإمام الأكبر، من أبرزهم: المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووفد من مجلس الشيوخ الإيطالي، ومسؤولون معنيون بمكافحة الإرهاب من أستراليا، وألمانيا، بولندا، وقد أكدت كل هذه الوفود حرصها على التعاون مع الأزهر الشريف في مجال مكافحة التطرف، ونشر مفاهيم الوسطية والاعتدال، كما أشادت بجهود فضيلة الإمام الأكبر وخطابه العالمي الذي أسهم في تصحيح صورة الإسلام وتبرئته من ممارسات التنظيمات الإرهابية.

أما لقاء شيخ الأزهر برئيس وزراء بريطانيا الأسبق، توني بلير نهاية 2017، فقد ركز الإمام الأكبر فيه على رفضه للقرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني واستنكاره نقل السفارة الأمريكية إليها، وتأكيده أن هذا القرار سيقود إلى عدم الاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.

بالإضافة إلى زيارة إيطاليا، توجه الإمام الأكبر إلى ألمانيا مرتين خلال هذا العام، الأولى كانت في شهر مايو؛ لحضور احتفالية حركة الإصلاح الديني بمناسبة مرور 500 عام على تأسيسها، وخلال هذه الزيارة التقى فضيلته بالعديد من القيادات الألمانية، أما الزيارة الثانية فتمت في سبتمبر الماضي، والتقى خلالها فضيلة الإمام الأكبر مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما ألقى الكلمة الرئيسية في مؤتمر «طرق السلام».

وفي إطار حرصه على ترسيخ علاقاته بالدول الأفريقية، باعتبارها تمثل العمق الاستراتيجي لمصر وأحد معاقل الإسلام الكبرى في العالم، حرص الأزهر خلال عام 2017 على تقديم الدعم العلمي والدعوي لدول القارة، ومساعدتها على مواجهة الإرهاب، كما استقبل فضيلة الإمام الأكبر العديد من الوفود الأفريقية الرسمية، وكذلك الأمر بالنسبة للقارة الآسيوية، حيث زارت عدة وفود من دولها مشيخة الأزهر الشريف، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات الدعوية والتعليمية.

كما كان تأثير شيخ الأزهر على الساحة العربية واضحا، وقصدته الوفود من دول عربية عديدة، هذا فيما زار فضيلة الإمام الأكبر المملكة العربية السعودية مرتين خلال 2017: إحداهما لحضور الملتقى العالمي «مغردون» حيث وجه فيه كلمة إلى شباب الأمة، حذر فيها من استخدام البعض وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم صورة مشوهة عن الدين الإسلامي، كما زار فضيلته دولة الإمارات العربية المتحدة، لترأس الجولة الرابعة للحوار بين الشرق والغرب في أبوظبي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية