رمسيس يونان من رواد التجديد في الفن المصرى وداعية التحرر في الفكر والفن، وقد فتح أبواب الاجتهاد بالرمز، وهو مؤسس السيريالية في مصر، ومن بعد ذلك التجريد، وله جهود في نقل الثقافة الغربية المعاصرة إلى العربية بالترجمة والرسم، كانت حياته سلسلة من الاحتجاج في مواجهة المنعقدات الجامدةوهو من مقدمى ثقافة الغرب الطليعة.
حيث ترجم (كاليجولا) لألبير كامى و(الجحيم) لرامبو، وقدم الكثير كمحلل وناقد للفن وداع للفن الأوروبى الحديث وأصدرعنه د. صبحى الشارونى كتابا بعنوان «المثقف المتمرد رمسيس يونان»، في سلسلة دراسات في نقد الفنون الجميلة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ولقد أوقد رمسيس يونان الشمعة الأولى في مسيرة التنوير، وكان أيضا بحكم طبيعته المتمردة على منظومة القداسة الفكرية أحد مؤسسى جماعة الفن والحرية التي لعبت دورا رائدا في فتح آفاق الفكرالتشكيلى على عوامل ورؤى جديدة، وأوقدت جذوة الجدل والحوار كما كان له الفضل في تفجير الطاقات الإبداعية وظهور جيل جديد تميز بالتمرد والمغامرة الغنية بالتنوع.
وكان قد التحق بمدرسة الفنون الجميلة عام 1929وتركها عام 1933وعمل مدرسًا للرسم ورأس تحرير «المجلة الجديدة» عام 1943وعمل في القسم العربى بالإذاعة الفرنسية ثم تفرغ للفن، وكانت دعوة جماعة الفن والحرية قد انطلقت من بيت اثرى في `درب اللبانة `بالقاهرة القديمة في 1938 يقودها رمسيس يونان وكامل التلمسانى وجورج حنين والأخوان أنور وفؤاد حسن كامل، وصيحة ثورية في الفكر والفن، وكان المد الماركسي آنذاك يتصاعد ولكن رمسيس يونان ورفاقه اعلنوا ضرورة اسقاط هيبة جوزيف ستالين وموالاة تروتسكى الذي طرده ستالين من الاتحاد السوفيتى.
ويعد رمسيس يونان الذي عاش بين 1913- 1966 أحد العلامات الثقافية البارزة في مصر، فهو الذي قاد حركةتمرد على كل ما هو تقليدى على حدوصف الناقد صبحى الشارونى في كتابه المثقف المتمرد رمسيس يونان، والذى يؤكد أن يونان قد عبرت حياته الابداعية من خلال مراحل اعتنق في كل منها مذهبا من مذاهب الفن التشكيلى خلال القرن العشرين، ففى بداية نشاطه الفنى والفكرى من عام 1938 حتى 1946 كانت رحلة التمرد منذ البداية، والتي تبلورت في كتابه غاية الرسام العصرى ،أملا في فتح أبواب التجديد على مصراعيها، وهو أول كتاب عربى يتعرض للاتجاهات التي ظهرت في الفن الغربى بعد المذهب التأثيرى وهى التكعيبة والوحشية والتعبيرية، فالسريالية التي تحمى لها الفنان واختار من بين الاتجاهات السريالية، ووقع على البيان من 37 فنانا منهم جورج حنين وكامل التلمسانى وفؤاد كامل بعنوان «يحيا الفن المنحط» ردا على الحركة التي اتخذت لها شعارا هو «تعاون الفن المنحط»، وكان البيان الذي يدعو له رمسيس يونان يمثل دعوة التجمع لإقامة جماعة الفن والحرية وكانت أعمال رمسيس يونان الفنية في تلك الفترة تعبر عن فكر فرويد ودور الحبس في العقل الباطن وكان يونان أيضا ناقدا ومترجما للأفكار والمذاهب الفنية في الغرب، وإذا كانت الحركة الفنية في مصر الحديثة قد ولدت على يد جيل من الرواد الأوائل فإنها قد بلغت رشدها واستكملت مقومات نضجها الثقافى على يد جيل ثان استشعر مسئولية أن يضع هذه الحركة الفنية الوليدة في مكانها من المنظومة الحضارية المصرية متوخياً كل أبعاد ذلك الوضع التراثية والاجتماعية وأيضاً بعدها الإنسانى الذي لا يفصلها عن تجارب العالم المعاصر من حولها.
ويعد رمسيس يونان في طليعة هذا الجيل ومن رواد الحركة الثقافية التشكيلية وكان رمسيس يونان واضع أول كتاب في هذه المسيرة الثقافية وهو كتاب ( غاية الرسام العصرى ) سنة 1938 وكأنه أوقد الشمعة الأولى في مسيرة التنوير وكان أيضاً بحكم طبيعته المتمردة على السكون الرافضة للخضوع لمنظومات القداسة الفكرية والموهومة أحد مؤسسى جماعة الفن والحرية التي لعبت دوراً رائداً في فتح آفاق الفكر التشكيلى على عوالم ورؤى جديدة وأوقدت جذوة الجدل والحوار قد سجنه صدقى باشا رئيس وزراء مصر عام 1946 بتهمة قلب نظام الحكم وخرج من السجن مرفوضاً من الأصحاب الذين ضاقوا بتمرده على تبعيتهم العمياء لقوالب الفكر وحتى في المهجر ومعاناته القاتلة انتهى بالرفض والطرد من فرنسا لوقوفه مع حرية بلاده وعندما عاد إلى الوطن خالى الوفاض بلا مال ولا عمل وعاش على منحة التفرغ وتوفي «زي النهارده» فى 24 ديسمبر 1966.