استنكر الشيخ الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، القول بأن الأمة الإسلامية كانت أمة عظيمة، وليست كذلك الآن، معتبرًا أن هناك جهات في الدولة، تمثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كهيئة الرقابة الإدارية.
وقال جمعة، في حواره مع الإعلامي حسن الشاذلي، مقدم برنامج «والله أعلم»، الذي يعرض على قناة «سي بي سي cbc»، إن الأمة الإسلامية كانت عظيمة، وما زالت عظيمة حتى الآن، مشيرا إلى أنه يكره مقولة «هيا بنا نعيد ما كنا عليه».
وأوضح أن الإيمان بالله في أي وقت، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هي مقومات لنيل درجة الخيرية، كما قال الله «كنتم خير أمة أخرجت للناس».
وأشار مفتي الجمهورية السابق إلى أن الأمة يُنظر إليها حتى الآن على أن معها شيئا، يحارب الكفار من أجله، ويدبرون لنا ولا يتركونا في حالنا بشأنه، ويزرعون الكيان الصهيوني النجس في وسطنا، خوفا من أن نعود مرة أخرى إلى الخيرية الفاعلة، بحسب قوله.
هذه الأمة قابلة للخيرية والخيرية فيها إلى يوم القيامة، ولكنها تختفي إذا اختفت شروطها، وكثير تختفي لديهم هذه الشروط، وآخرون لا تختفي لديهم، يقول جمعة.
ويرى عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن الفساد سبب من أسباب اختفاء خيرية الأمة، معتبرًا أن «من يفتح دُرجه ويتلقى رشوة ويُأوِّل بأنها من حقه، هو ليس من خير الأمم، وليس فيه الخيرية، والخيرية موجودة على مستوى معين في الدولة، وليست موجودة على مستوى آخر.. أجهزة الدولة الرقابية مثل جهاز الرقابة الإدارية، هي مستوى معين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، يقول المفتي السابق.
وشدد عضو هيئة كبار العلماء على ضرورة اهتمام الإعلام بإعادة الخيرية إلى كل الأمة، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإيمان بالله، بحيث يكون مستهجنا لقضية الإلحاد والإنكار والاستهانة والترك والتجاوز.
وتابع: «المسلمون الأوائل حوّلوا المطلق إلى برامج نسبية، فعندما سمعوا الرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم عن الرحمة، حولوها إلى برامج عمل، فرحموا الحيوان والنبات والإنسان».