سادت حالة من الغضب فى الأوساط القبطية بسبب قلة المرشحين الأقباط على قوائم الأحزاب، على الرغم من وجود أحزاب كبيرة مؤسسوها من الأقباط ، إلا أن الأعداد الإجمالية للمرشحين الأقباط على القوائم والدوائر الفردية لا تتجاوز 120 مرشحاً، حيث دفعت بعض الأحزاب بعدد قليل من المرشحين الأقباط فى انتخابات الشعب والشورى، سواء على قوائم فردية أو قوائم التحالفات، مثل الحزب «المصرى الديمقراطى»، الذى رشح 18 قبطياً على قائمته، منهم 12 قبطياً على قائمة الكتلة المصرية، حيث يترشح الدكتور عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، على دائرة شمال القاهرة، وأيضاً حزب «المصريين الأحرار»، الذى رشح 70 قبطياً لمجلسى الشعب والشورى، بعضهم على قوائم «الكتلة»، أما «التحالف الديمقراطى»، الذى يضم حزب «الحرية والعدالة»، وحزب «الكرامة» و«الغد»، فقام بترشيح ثلاثة أقباط منهم أمين إسكندر، المرشح على قائمة شمال القاهرة، وحزب «الوفد»، الذى رشح 37 قبطياً للمجلسين منهم 15 قبطياً على قوائم الشورى و3 أقباط على مقاعد الفردى بالشعب، ورشح حزب «الإصلاح والتنمية»، ومؤسسه رامح لكح، عدداً من الأقباط حيث وضع سامح أنطوان على أول قائمة شمال القاهرة، ورومانى خليفة بشمال الجيزة، ورامى لكح بوسط القاهرة، وصبرى إسحق على المقعد الفردى بجنوب القاهرة، وعيد أنور فرج بدائرة بولاق الدكرور.
وفى دائرة شمال القاهرة التى تضم شبرا والساحل وروض الفرج والزيتون والأميرية والشرابية يوجد أكثر من مرشح قبطى على القوائم الحزبية والتحالفات، فعلى مستوى القوائم يتنافس كل من الدكتور عماد جاد، أول قائمة «الكتلة المصرية»، وأمين إسكندر عن «التحالف الديمقراطى»، وسامح أنطوان عن حزب «الإصلاح والتنمية»، وعادل صليب فى المركز الرابع من قائمة «الكتلة المصرية»، وناجى وليم عن حزب «الوفاق القومى».
وأكد الدكتور عماد جاد، مرشح «الكتلة المصرية» لشمال القاهرة، كثافة المرشحين الأقباط فى هذه الدائرة نظرا لطبيعة الدائرة التى تتميز بكثافة تصويتية للأقباط، لذا دفعت الأحزاب الإسلامية بمرشحين أقباط على قوائم الدائرة، ولاشك أن هذا سيفتت الكتلة التصويتية للأقباط ويؤدى إلى تفتيت الأصوات إذا لم يتفق المرشحون على خطة للتحالفات، وأضاف: إنه رغم ذلك فالناخبون الأقباط يعلمون جيداً أنهم سيعطون أصواتهم لمن يمثلهم ويعزز «الدولة المدنية»، وهذا الأمر تمثله أحزاب «الكتلة المصرية»، التى ترفع شعار الدولة المدنية والمساواة، ويتعارض تماما مع الأحزاب الدينية بالتحالف الديمقراطى.
وأشار «جاد» إلى أن منطقة شبرا وما حولها دائماً ما تشهد منافسة قوية للأقباط، ولكن نظرا لترشح عدد كبير منهم كان هذا يؤدى لتفتيت الأصوات، فلم يفز أى من الأقباط فيها عدا يوسف بطرس غالى، مرشح الوطنى المنحل، وأكد «جاد» أن الـ48 ساعة القادمة سوف تشهد جلسات لتوحيد صفوف الأقباط بالدائرة ومحاولة التنسيق على قائمة واحدة أو دعم البعض بالنظام الفردى بما يوحد رؤيتهم وأهداف الناخبين بالدائرة.
وقال الدكتور شريف دوس، المنسق العام لهيئة الأقباط العامة، إن الهيئة ستقوم بتأييد مرشحى تحالف «الكتلة المصرية».
وقال مايكل منير، رئيس حزب «الحياة»: إن التمثيل القبطى لا يرقى للمستوى المطلوب، وتوقع أن يصل عدد الناجحين من الأقباط إلى 15 مرشحاً، وهى نسبة ضئيلة جداً، وأرجع «منير» السبب إلى عدم جاهزية الأحزاب لتبنى الكوادر القبطية بقوة، وخوف الأقباط، بالإضافة لأحداث ماسبيرو، التى أثرت سلباً على مشاركة الأقباط فى الحياة السياسية.
أما هيثم كميل، القيادى فى حركة «أقباط بلا قيود»، فدعا إلى استخدام «فيس بوك» و«تويتر» لدعم المرشحين المؤيدين لمدنية الدولة، وذوى التوجه الليبرالى، وأشار «كميل» إلى أن هدف الحركة فى الفترة الحالية دفع الأقباط للمشاركة فى الحياة السياسية.
من جهة أخرى صدرت تعليمات من المقر البابوى للكنائس بعدم استخدام الكنائس للدعاية الانتخابية واستقبال المرشحين بعيداً عن الكنائس - حتى وإن كانوا أقباطاً.