كشف المعارض الليبرالى الشيعى الدكتور حسن مدن، الأمين العام لجمعية المنبر التقدمى بالبحرين عن وجود انقسامات بين المعارضة فى البحرين حول المطالب الإصلاحية، رافضا شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، مؤكدا أنه لا يمثل الشعب البحرينى ولا الطائفة الشيعية بأكملها.وقال حسن مدن فى حوار خاص لـ«المصرى اليوم» من العاصمة البحرينية المنامة إن العنف الشرطى الذى مارسه النظام مع المعتصمين فى دوار اللؤلؤة وسقوط ضحايا أعطى الفرصة لفئة قليلة من المعارضة الشيعية لرفع سقف المطالب إلى المطالبة بسقوط آل خليفة ونظامهم.
وإلى نص الحوار..
■ ماذا يحدث فى البحرين.. وهل يمكن أن نسمى الاعتصام والاحتجاجات التى جرت بأنها ثورة شعبية لإسقاط النظام كما حدث فى تونس ومصر؟
- لا، ما يحدث ليس ثورة لإسقاط النظام ولكنه ثورة لإصلاح النظام، فنحن لا نريد إسقاط النظام البحرينى ولا إسقاط آل خليفة، ولكن القضية بدأت بمطالبات شعبية بالإصلاحات السياسية والدستورية دعت إليها مجموعة من الشباب عبر «فيس بوك» كما حدث فى مصر وتونس، وهى مطالب مشروعة تتواكب مع تحركات سابقة منذ عام 2001 لتقديم مشروع إصلاحى بالبلاد ولم تستجب السلطة البحرينية، ولكن التوجه إلى الحل الأمنى واستخدام العنف مع المتظاهرين تسبب فى سقوط قتيل فى أول يوم للتظاهرات، مما أجج الاحتجاجات وزاد من سقف المطالب وأعطى الفرصة لفئة من المعارضة للالتفاف على مطالب المحتجين والقفز عليها من إنشاء مملكة دستورية إلى إنشاء جمهورية وإسقاط النظام، وهذا عَمِل نوعاً من الشق فى جهة المعارضة، حيث قسم المطالب إلى مجموعتين أو قسمين وأثار مخاوف قطاعات بحرينية أخرى لأن غالبية البحرينيين يطالبون بالإصلاح السياسى والدستورى.
■ ما رأيك فى شعار «إسقاط النظام»؟
- هذا الشعار ليس محل إجماع عليه، فليس منطقياً أن تطرح مطلباً بهذه الخطورة فى غياب الإجماع عليه، سواء داخل صفوف المعارضة أو على صعيد البلد كله، كما أن ميزان القوى فى المنطقة أيضا لا يسمح، فالبحرين فى نهاية المطاف جزء من المنظومة الخليجية التى لن تسمح بإحداث خلل فى إحدى الدول فى هذا الاتجاه، وما حدث من هؤلاء مبنىّ على قراءة خاطئة وعلى حماس عاطفى وليس نابعاً من بصيرة سياسية صحيحة.
■ ما رأيك فى عرض بعض الدول المساعدة فى حل الأزمة البحرينية، سواء بالوساطة للصلح مثل الكويت، أو بمساعدة الشيعة فى ثورتهم مثل إيران وحزب الله؟
- نحن لا نريد تدخلات إيران ولا حزب الله، لأن هذه التدخلات بما فيها الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله زاد الأمور تعقيدا، وأثار مزيدا من المخاوف والهواجس فى البلد، نحن نطالب بدور سياسى لدول الإقليم الخليجى، فهناك دول شقيقة مثل دولة الكويت والإمارات وأى دولة خليجية سوف تدفع فى اتجاه الحل السياسى واتجاه تقريب وجهات النظر بين المعارضة والدولة وسوف تساهم مساهمة مشكورة ومقدرة فى الخروج من المأزق الذى نحن فيه الآن.
■ لماذا لجأت الحكومة لإزالة دوار اللؤلؤة مادامت تسعى لحوار مع المعارضة كما تردد؟
- الدولة تقول إن الدوار يمثل ذكرى سيئة لا تريدها، وأنا لا أفهم ذلك، فأنت تذهب لكبرى الساحات فى العالم وتجد ساحات بها مآسٍ تاريخية وبعضها كانت به مقاصل، ومازالت موجودة، كذاكرة تاريخية، فأنت لن تستطيع أن تلغى التاريخ، وأعتقد أن هذه الخطوة لم تكن مبررة ولم تحل المشكلة القائمة.
■ على الرغم من رفض الدولة البحرينية التدخل فى شؤونها فإنها طلبت دخول قوات درع الجزيرة وهو ما رفضته بعض قوى المعارضة فما رأيك فى ذلك؟
- نحن جميعا رفضنا دخول تلك القوات، كما رفضنا أيضا تدخل إيران وحزب الله فى شؤونا ونحن نقبل اللجوء لقوات درع الجزيرة فى التهديدات الخارجية، ولكن الوضع الداخلى ليس بهذه الخطورة. ولا أعتقد أن دخول هذه القوات كان خياراً لابد منه وكان ممكناً التعاطى مع الأزمة بشكل آخر لكن بالمقابل لا يمكن أن ننظر نظرة عداء تجاه دول الخليج وتجاه شعوبها، ونحن جزء من هذه المنظومة، واضطرابنا ينحصر فى طريقة التعاطى الأمنى والعسكرى مع الوضع.
■ ولكن الدولة أكدت فى جميع تصريحاتها أنها طلبت قوات درع الجزيرة خوفا من تعرضها لضربات عسكرية من إيران فما تقييمك لهذا الهاجس؟
- يجب أن تقدم الدولة معطيات ومعلومات وأدلة مقنعة على أن إيران كانت تنوى بالفعل التدخل عسكريا، لأن فى هذه الحالة، ليست الحكومة فقط هى التى ستتصدى لإيران ولكن كل الشعب فى البحرين سيتصد لأى خطر إيرانى.. ولا أعتقد أن يد إيران طليقة فى هذه المنطقة لاعتبارات دولية كبيرة.
■ كيف ترى المستقبل فى البحرين؟
- أنا أعتقد أن فرصة الحل السياسى لم تنته بعد ولم يفت الأوان للجوء إليه، فقد جربنا وجربت الدولة مراراً الحل الءمنى ولكن لابد من الحل السياسى، ومازال بإمكان العقلاء فى الدولة وفى الحركة السياسية المعارضة أن يدفعوا فى هذا الاتجاه، فالطريق الذى نمشى فيه حاليا هو طريق مسدود.