x

سفير جنوب السودان: سيلفا كير لم يدعم المعارضة الإثيوبية لعرقلة سد النهضة (حوار)

الجمعة 22-12-2017 20:51 | كتب: سمر إبراهيم |
تصوير : اخبار

قال سفير جنوب السودان بالقاهرة، أنتونى كون، إن رئيس بلاده سيلفا كير لا يدعم المعارضين الإثيوبيين لصالح مصر أو لصالح أي طرف آخر، مشيرا إلى أن دولة جنوب السودان لديها علاقات كبيرة وممتدة مع إثيوبيا.

وأضاف كون، في حواره مع «المصرى اليوم»، أن وثيقة إعلان القاهرة التي تم توقيعها بمقر المخابرات العامة المصرية ساهمت في إنهاء الصراع بجنوب السودان، وساعدت على توحيد حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان، وعملت على تحقيق الاستقرار في البلاد، وأًصبح الهدف أن يتم حل بقية المشكلات الصغيرة، التي مازال هناك خلاف عليها، مشيرا إلى أنه ستكون هناك اجتماعات أخرى في أوغندا، لمتابعة تنفيذ اتفاق القاهرة.. وإلى نص الحوار:

■ كيف تقرأ أهمية مؤتمر الكوميسا 2017، بالنسبة لجنوب السودان وأفريقيا بشكل عام؟

- المؤتمر مهم للغاية، ويحظى بأهمية كبيرة على المستوى الأفريقى، خاصة أنه يتيح الفرص للدول الأفريقية لتبادل الآراء وتحقيق الاندماج المجتمعى، وتعريف الأخرين بالفرص الاستثمارية في أفريقيا، كما يؤكد أهمية مصر بالنسبة لأفريقيا، خاصة أن مصر تحاول العودة لدورها الريادى بالقارة السمراء، عقب سنوات غياب عديدة عنها، في الوقت نفسه تلك المؤتمرات تعمل على خلق حراك سياسى واقتصادى في الدول الأفريقية.

ودولة جنوب السودان اشتركت هذا العام في هذا المؤتمر بوفد وزارى برئاسة وزير الإسكان والأراضى، ووزير التجارة والصناعة، ومشاركتى كسفير دولة جنوب السودان بالقاهرة، وهى المشاركة الثانية لنا في هذا المؤتمر، عقب مشاركتنا به عام 2016، ويعزز مؤتمر الكوميسا من فرص الاستثمار في جنوب السودان، حيث يفتح لنا فرصة للقاء رجال الأعمال المصريين، لبحث فرص الاستثمار بها، وشرح الوضع الاستثمارى لهم.

■ وما أبرز فرص الاستثمار بجنوب السودان التي أتاحها لكم مؤتمر الكوميسا؟

- وفد جنوب السودان عقد اجتماعات على هامش المؤتمر، مع المهندس نجيب ساويرس، والدكتور أحمد بهجت، ووفد من شركة نيسان، وناقشنا مع ساويرس الاستثمار في مجالات متعددة مثل التعدين والزراعة والعمل الفندقى، وهو يحاول في الفترة الحالية اكتشاف فرص الاستثمار بجنوب السودان، أما أحمد بهجت فيمتلك بعض المشاريع مثل «مول جوبا دريم»، بالإضافة إلى عدد من المشاريع الأخرى يبحث العمل بها الفترة المقبلة.

■ وما أسباب تعثر الاستثمار المصرى الضخم في جنوب السودان طوال السنوات الماضية؟

- جنوب السودان كان يمر بظروف سيئة كثيرة، نتيجة الحرب الأهلية والعديد من الظروف السياسية، مما عطل إقبال المصريين على بلادنا للاستثمار فيها، ولكن الآن جنوب السودان بلد واعد، وبه فرص استثمارية كثيرة، خاصة في مجالى الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والتعدين والبترول والغاز.

■ كيف تقرأ العلاقات بين مصر وجنوب السودان في الوقت الحالى؟

- العلاقات بين مصر وجنوب السودان جيدة للغاية على مر التاريخ، حتى من قبل تحقيق الانفصال عن السودان، وذلك بسبب اشتراكنا في مياه نهر النيل، هذا بالإضافة إلى الترابط عن طريق حركة التجارة المتبادلة، والعلاقات الإنسانية المشتركة.

وعلى الصعيد السياسى، فالبلدان يتمتعان بعلاقات قوية، وما يؤكد على ذلك تبادل الزيارات الرسمية، حيث قام الرئيس سيلفا كير بزيارة مصر أكثر من مرة في أقل من عامين، فضلاً عن توافد عدد كبير من الوزراء ورجال الأعمال المصريين إلى جوبا، وهذا يدل على وجود إرادة سياسية حقيقية لتدعيم العلاقات بين البلدين، وعلى المستوى الثقافى، هناك حوالى 8 آلاف طالب من جنوب السودان يتلقون تعليمهم الجامعى بمصر، هذا بالإضافة إلى تواجد حوالى 60 ألفا من الجالية السودانية يعيشون في مصر أيضاً، وفى أكثر من مناسبة رسمية، قمنا بدعوة مصر ورجال الأعمال المصريين، للاستثمار في جنوب السودان، خاصة أن فرص الاستثمار في بلادنا، لا توجد في البلاد المجاورة، ونريد أن يستوطن المستثمرون في بلادنا.

■ كيف تقرأ أزمات دول حوض النيل الفترة الحالية؟ وما السُبل الحقيقية لحلها؟

- أزمات حوض النيل سيتم إيجاد حلول لها عندما تكون هناك إرادة سياسية حقيقية لدى كافة الدول، وهناك العديد من الأبحاث المتعلقة بنهر النيل أكدت أن كمية المياه الموجودة بدول الحوض، تبلغ حوالى 1700 مليار متر مكعب، والمستخدم منها فقط حوالى أقل من 100 مليار متر مكعب، أي هناك أكثر من 1600 مليار متر مكعب يتم إهدارها، وجنوب السودان طالب دول حوض النيل بأن يكون هناك تعاون وتفاهم حول إمكانية الاستفادة من الموارد المائية بشكل صحيح، لأن الموارد المائية بدول الحوض كثيرة للغاية، ويمكن أن نستفيد منها جميعاً من خلال التعاون المشترك في مبادرة دول حوض النيل، خاصة أن هدفها نبيل، وتهتم بتعزيز فرص التعاون في المشروعات المختلفة بين دول حوض النيل، وخلق شراكات كبيرة بين تلك الدول.

■ كيف تقرأ اتفاقية عنتيبى؟ وما موقف بلادكم من تلك الاتفاقية؟

- أبلغنا مصر منذ تحقيق الاستقلال عن السودان، أن بلادنا لديها مصلحة أنه لابد أن نكون أعضاء بدول حوض النيل، أسوة بالدول الأخرى، وأننا كما لدينا مصالح مع مصر، لدينا مصالح أخرى مع جميع دول حوض النيل أيضاً، كما طالبنا بالانضمام إلى اتفاقية «عنتيبى»، في الفترة ما بين عامى 2012 و2013، ولكن اكتشفنا أن البرلمان لم يصدق على الانضمام للاتفاقية آنذاك، ولذلك تمت إحالتها للبرلمان أولاً حتى تتم المصادقة عليها، ولكن الأحداث السياسية والأمنية المتلاحقة في جنوب السودان، عطلت النظر في أي ملفات خارجية.

■ هل سيستفيد جنوب السودان من الطاقة الكهربائية التي سيتم توليدها من سد النهضة؟

- لم نناقش مع إثيوبيا حتى الآن، كيفية الاستفادة من كهرباء سد النهضة، حيث إن جنوب السودان منذ عام 2013، يواجه العديد من القضايا السياسية المتشابكة، والقيادة السياسية لدينا كانت تبحث عن آليات لإخماد الحرب الأهلية، والبحث عن السلام بين جميع أطياف الشعب، وتحقيق الاستقرار الداخلى.

■ كيف ساهمت وثيقة إعلان القاهرة لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الأوغندى، في إنهاء الصراع بجنوب السودان؟

- ساهمت وثيقة إعلان القاهرة والتى تم توقيعها بمقر المخابرات العامة، في إنهاء الصراع بجنوب السودان، وساعدت على توحيد حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان، وعملت على تحقيق الاستقرار في البلاد، وأًصبح الهدف أن يتم حل بقية المشكلات الصغيرة، التي مازال هناك خلاف عليها، وستكون هناك اجتماعات أخرى في أوغندا، لمتابعة تنفيذ اتفاق القاهرة، ولذلك نطالب الأشقاء المصريين بالمزيد من الدعم حتى يتحقق السلام والاستقرار، وأود أن أتقدم بالشكر لرجال المخابرات العامة المصرية، والرئيس السيسى على دعم دولة جنوب السودان، سواء على إنهاء الصراع في البلاد، أو على تقديم الدعم لنا في المحافل الدولية في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

والوضع منذ فترة كان في طريقه للاستقرار، بعد أن أبدى عدد من الدول الإقليمية رغبته في خروج رياك مشار نائب الرئيس السابق من البلاد ومناطقها الحدودية أيضاً، وتم ترحيله إلى دولة جنوب أفريقيا، وممنوع من الخروج منها أيضاً، كما أن 80% من أعضاء المكتب السياسى الذين كانوا تابعين له، انضموا إلى التشكيل الحكومى، منذ أكثر من عام، وعلى رأس هؤلاء وزير الإسكان الحالى الذي كان ضمن الوفد الوزارى المشارك في مؤتمر شرم الشيخ، حيث كان نائب رياك مشار، هذا بالإضافة إلى أن العديد من القبائل الموالية له، أصبحت دون قيادة، والآن ترحب بعودة الأوضاع إلى طبيعتها.

■ بعض المواقع السودانية قالت في تقارير إعلامية لها إن القاهرة تستهدف «الخرطوم وأديس أبابا» من خلال هذا الاتفاق وتطوير علاقاتها بجنوب السودان، ما تعليقك على هذا الأمر؟

- هذه اتهامات غير صحيحة، ومصر ترى أن السودان وجنوب السودان شعب واحد، وعلى الجانب الآخر مصر قامت بتقديم يد العون وتدخلت لإنهاء العديد من الأزمات في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، واحتضنت فرقاء ليبيا وفلسطين، وهذا يؤكد دورها المهم والجاد لرأب الصدع في المنطقة بأكملها.

والقيادة السياسية في جنوب السودان لها خط إيجابى واضح في علاقاتها مع الدول في المنطقة، والدليل على ذلك زيارة الرئيس سيلفا كير إلى دولة السودان ولقاؤه مع الرئيس عمر البشير، لأنه من مصلحة جنوب السودان، أن تقيم علاقات جيدة مع السودان، حيث إن الاستقرار في السودان يصب في مصلحة استقرار جنوب السودان، والصراع لن يفيد المنطقة.

■ ولكن هناك بعض المواقع السودانية أيضاً، أكدت في تقارير إعلامية، أن الرئيس سيلفا كير يدعم المتمردين الإثيوبيين لعرقلة سد النهضة، فهل هذا صحيح؟

- الرئيس سيلفا كير لا يدعم المتمردين الإثيوبيين، لصالح مصر أو لصالح أي طرف آخر، حيث إن جنوب السودان لديه علاقات كبير وممتدة مع إثيوبيا، واستقرار إثيوبيا من استقرار دولتنا، وهناك بعض المعارضين هم من يروجون لتلك الفكرة، وإثيوبيا دولة مؤسسات ولا يمكن أن تصدق تلك الأكاذيب التي تروج لها المعارضة، وأؤكد أن جنوب السودان لم ولن يساعد عناصر المعارضة الإثيوبية، فضلاً عن أن السياسات العامة في جنوب السودان، هي تحقيق السلام والاستقرار مع جميع الدول المحيطة، وتحقيق علاقات استراتيجية مع السودان، وهناك العديد من المصالح التي تربطنا، وليس لنا بديل عن التعاون الاستراتيجى مع أشقائنا في شمال السودان، أما بالنسبة لإثيوبيا فهناك علاقات وطيدة معها، وعلاقاتنا في تطور مستمر، وتربطنا أيضاً مصالح مشتركة لتحقيق التكامل، خاصة أن إثيوبيا ساندت جنوب السودان في العديد من الأزمات الداخلية، ولا يعقل أن نقف ضدها في وقت قدمت لنا فيه الدعم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية