x

خطباء المساجد يطالبون المرشحين بعدم استخدام «البلطجة» و«الرشاوى»


سيطرت الأجواء والأحداث السياسية التى يمر بها الشارع المصرى، على خطب الجمعة فى عدد من المساجد الكبرى بالقاهرة، وبينما ركز خطيب مسجد عمر مكرم على وثيقة «السلمى» للمبادئ الدستورية، فقد طالب خطيبا مسجدى الفتح ومصطفى محمود المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة بأن يتنافسوا بشرف ولا يستخدموا «الرشاوى والبلطجة» مثلما كان سائداً فى «العهد البائد».

قال مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم، إنه «منذ أن نجحت ثورتنا فى 25 يناير حتى هذه الأيام ونحن نصحو كل يوم على مصائب، حتى كدت أشك فى أن ما يدور حولنا بفعل فاعل»، معتبراً أن كل «هذه المصائب ليست من قبيل الصدفة، وإنما لابد أن هناك يداً تحيك هذه المؤامرة يوماً بعد يوم».

أضاف «شاهين» أنه ليس هناك شخص واحد فى مصر راض عما يحدث فيها من فوضى وعدم استقرار، مؤكداً أن هناك «من يريد القضاء على الثورة، ولا يريد لهذا البلد أن يقف على قدميه».

وتساءل «شاهين» عن عدم إصدار قانون العزل ضد من قامت الثورة من أجل إقصائهم، حتى بات بعضهم يحلم بأن يصبح جزءاً من النظام وتحت قبة البرلمان مرة أخرى، وأضاف: «لماذا لم نعد نسمع صوت المحاكمات؟».

وتطرق خطيب عمر مكرم إلى وثيقة المبادئ فوق الدستورية، مبدياً دهشته مما قرأه فى الصحف من إصرار د. على السلمى، نائب رئيس الوزراء، عليها، وقال: «لقد قامت الثورة لتجعل المصير بيد الشعب، وليس هناك شخص وصى على الشعب حتى يتمسك ويصر على رأيه»، واستطرد: «إذا كان الدستور قراراً شعبياً وتم باستفتاء شعبى، فهل الأعلى من الدستور يكون بقرار شخصياً؟!».

وتحدث «شاهين» عن المتخوفين من أن تكون مصر دولة إسلامية ولها مرجعية إسلامية، قائلاً: «إنها إسلامية من 1400 سنة»، مطالباً الإسلاميين والسلفيين بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. من جانبه، طالب الشيخ عبدالحفيظ غزال فى خطبة الجمعة بمسجد الفتح، مرشحى الانتخابات بأن يتنافسوا بشرف وألا يستخدموا الطرق التى كانت تستخدم وقت «النظام البائد» من رشاوى وبلطجة، وأن يكون هدف كل مرشح مصلحة الشعب والوطن وليس مصالح شخصية. وحول ما يحدث فى سوريا، قال «غزال» إن ما يفعله الجيش السورى بحق المتظاهرين «حرام»، وأن مقولة «أنا عبدالمأمور» حرام عندما تستخدم فى الظلم، مشدداً على أنه يجب على كل جندى «ألا يطع ظالماً».

وأكد الدكتور صلاح زيدان، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر سابقاً، خطيب مسجد مصطفى محمود، أن الانتخابات المقبلة، تحتاج إلى شقين هما النزاهة فى إجرائها، والأمانة فى التصويت. وشدد «زيدان» على ضرورة أن يعطى الناخب صوته لمن يستحقه، وليس من يشتريه، أو يعطى مقابله خدمة لإغراء الناخبين بالتصويت له، وما إن يدخل المجلس يبحث عن مصلحته الشخصبة، وضرب مثالاً بذلك على لحوم الأضحية التى توزع وعليها صور المرشحين كنوع من الدعاية، وليس بهدف مساعدة المحتاجين.

وأشار «زيدان» إلى أن من يتولى القيادة يجب أن يعمل بمثابة خادم للشعب، لأنه يعتبر موظفا عند من أعطوه أصواتهم.

ودعا خطيب مسجد النور إلى التمسك بالوحدة، لافتاً إلى أن قدوم الأعياد يمثل فرصة للمسلمين فى التفكر فى أحوالهم ومحاولة إصلاحها، مشيراً إلى أنه يجب الحرص على وحدة المصريين وعدم السماح لأى شىء بتعكيرها.

وأضاف الخطيب أنه يجب العمل على الإبقاء على التماسك الذى ظهر بين المصريين فى الأيام الماضية وعدم السماح بغيابه، خاصة فى ظل الظروف الخطيرة التى تمر بها مصر، مضيفاً أن الإسلام يحض على تعاضد المسلمين وتماسكهم، لاسيما فى أوقات الشدة التى تظهر مدى تماسك المجتمع وقوته.

وناشد الخطيب المسلمين جميعاً بأن يقدموا المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية الضيقة.

فى سياق آخر، شهد ميدان التحرير هدوءاً تاماً الجمعة، فى ظل امتناع القوى السياسية عن توجيه دعوات لمليونيات، مع قدوم عيد الأضحى، وانتشر العشرات من البائعة الجائلين فى ظل غياب تام للمتظاهرين وتواجد ضعيف لعناصر الشرطة والاكتفاء ببعض عناصر شرطة المرور.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية