لا تزال تتكشف فصول جريمة قتل الدبلوماسية البريطانية، ريبيكا دايكس، في لبنان، وتتبدى معطيات جديدة ومعلومات عن سلوكيات المجرم المهووس جنسيا الذي حاول استغلال ظروف ضحيته، حسبما نشر موقع «روسيا اليوم».
وفي انتظار انتهاء التحقيقات وكشف ملابسات الحادث بكل تفاصيله وعلى كافة الأصعدة، أوضح صاحب الحانة التي أمضت فيها الدبلوماسية البريطانية ( 30عاما) الساعات الأخيرة من حياتها القصيرة، في حانة بمحلة الجميزة في منطقة الأشرفية بوسط بيروت، أن ريبيكا سهرت مع أصدقائها وصديقاتها، وكانت في غاية المرح والحيوية حتى لحظة مغادرتها معهم عند منتصف الليل.
وقد أمضت ريبيكا سهرتها الأخيرة مع مجموعة من أصدقائها الذين تراوح عددهم ما بين 5 و6 أشخاص في حانة «DEMO» في الجميزة، التي يقصدها عادة الأجانب العاملون أو الزائرون لبيروت.
وخلافا لما ذكره المتهم من أن ريبيكا كانت ثملة، وأنه حاول استغلال هذا الوضع لاغتصابها، ذكر صاحب الحانة أن الفتاة البريطانية لم تكن في حالة سكر عند مغادرتها، وأنه لم يشاهدها ولا مرة ثملة طوال فترة ترددها على حانته مع أصدقائها، وتمكنت صحيفة «النهار» اللبنانية من الحديث مع صاحب هذه الحانة الذي فضّل عدم ذكر اسمه.
وقال صاحب الحانة لـ«النهار» إن «ديكس» كانت برفقة مجموعة من الشبان والشابات الأجانب، وغادروا المحل عند الساعة الـ12 منتصف الليل، موضحاً أن العاملين في الحانة في تلك الليلة، تعرفوا سريعاً إلى الضحية بعد انتشار خبر مقتلها وصورتها على وسائل الإعلام، وهي مرمية على قارعة الطريق، و«سارعنا إلى التواصل مع أجهزة الأمن لإفادتهم بما نملك من معلومات».
ونفى صاحب الحانة أن تكون ريبيكا أو صديقاتها وأصدقائها في حالة سكر عند مغادرتهم محله، وقال إنهم مثلهم مثل غيرهم من رواد الحانة، تناولوا عدة كؤوس من الشراب كان يمكنها أن توصلهم إلى حالة من المرح والانشراح، وإن الفتاة البريطانية ترتاد الحانة منذ أكثر من نصف سنة، ولم يظهر أبدا أنها من المدمنات على الخمر، بل كانت تتعامل بلطف وأدب مع الحاضرين والعاملين في الحانة.
وقال مصدر أمني، إن للسائق سجلا جنائيا، مضيفاً أنه تبيّن «من خلال التحقيقات الأولية أن الأسباب جنائية غرائزية بحتة وليست سياسية»، وأضاف أن المشتبه فيه اعترف على الفور بجريمته وروى تفاصيلها بالكامل.
وكشفت وسائل الإعلام اللبنانية، أن المتهم متزوج من فتاة إثيوبية كانت تعمل خادمة في أحد المنازل، وأشارت إلى أن طباعه لم تكن تخلو من الهوس الجنسي، والدليل إقدامه على الزواج من خادمة أجنبية.
وتبين أن القاتل ذو طباع شرسة وميّال إلى العنف، فهو يظهر في الكثير من الصور التي نشرتها الصحف وهو يشهر أسلحة نارية بزهو، ولا يُعرف كيف تمكن من العمل في شركة «أوبر» الأمريكية لنقل الركاب بسيارات الأجرة.
وتصف دايكس نفسها على صفحتها على موقع (لينكد إن) للتواصل الاجتماعي، بأنها تعمل لدى السفارة البريطانية لصالح وزارة التنمية الدولية.
وقال هوغو شورتر، سفير بريطانيا لدى لبنان «هذه الأنباء أصابت السفارة كلها بصدمة وحزن بالغين».
وصرحت أسرة دايكس في بيان صادر عن وزارة الخارجية البريطانية بأن «فقدان العزيزة ريبيكا دمرنا. سنبذل كل ما في وسعنا لمعرفة ما حدث».
وقال وزير الداخلية نهاد مشنوق على حسابه في موقع تويتر: «القبض على قاتل الموظفة بالسفارة البريطانية بسرعة قياسية إنجازٌ أمنيٌ يثبت مجددا مهنية وحرفية عمل قوى الأمن الداخلي.. وهذه الجهود الاستثنائية تطمئن اللبنانيين والأجانب إلى أن الأمن ممسوك في لبنان».