أعلنت وزارة الصحة والسكان وصول 800 ألف عبوة من دواء البنسلين إلى ميناء بورسعيد، على أن يتم بدء توزيعها فى الأسواق من الغد.
وقالت الدكتورة رشا زيادة، رئيس الإدارة المركزية للشؤون، إن أزمة البنسلين تم رصدها خلال شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر الماضية، وفور رصد الأزمة تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات لحلها والعمل على عدم تكرارها مستقبلا، أبرزها زيادة الإنتاج المحلى من البنسلين، ومنع تصديره، وحث شركة المهن الطبية على استيراد مواد خام بكميات أكبر.
وأضافت أن التعامل السريع مع الأزمة مكّن من الاعتماد أساسيا خلال شهر نوفمبر الماضى على إنتاج شركة المهن الطبية، وقد بلغ إنتاج الشركة حاليا ثمانية أضعاف إنتاجها، بمعدل 2.4 مليون عبوة تم إنتاجها خلال الفترة الماضية، كما تم توجيه شركة النيل لزيادة إنتاجها، للعمل على تغطية طلبات المناقصات مع شركة المهن الطبية.
وتابعت «زيادة»، ردا على تقرير نشرته «المصرى اليوم»، أمس، بشأن المتسبب فى أزمة البنسلين وتقاعس الإدارة عن القيام بدورها، أنه خلال فترة الأزمة تم العمل بالتوازى على مراجعة موقف الاستيراد، وتبين أن المستورد الرئيسى توقف عن استيراد البنسلين، وأنه منذ شهر مارس الماضى، وبالمقارنة بالكميات التى تم استيرادها العام الماضى، فإن البنسلين المستورد يعمل على تغطية نسبة 80% من إجمالى الاحتياج المحلى، ما دعاها إلى مناقشة ذلك فى عدة اجتماعات وإخطار وزير الصحة.
وأكدت أنه تم التوصل إلى اتفاق بقيام شركة أكديما إنترناشيونال بالاستيراد لسد العجز المحتمل حدوثه حالة عدم الاستيراد خلال شهر أكتوبر الماضى، والعمل على توافر المستحضر، وتولت شركة أكديما عملية الاتفاق مع المورد الصينى لتوفير المستحضر.
وأوضحت: «تم منح شركة أكديما استثناء من رئيس الإدارة المركزية للشؤون الصيدلية، لاستيراد مليون عبوة من مستحضر البنسلين، تصل البلاد بتاريخ 4 أكتوبر الماضى، لتجنب الدخول فى هذه الأزمة، وقامت الشركة بالفعل باستيراد مائة ألف عبوة عن طريق الشحن الجوى لسرعة توافر المستحضر، لكننا فوجئنا بعدم التزام الشركة باستيراد باقى الكمية المتفق عليها، والواجب دخولها البلاد قبل نهاية شهر أكتوبر الماضى».
وكشفت «زيادة» أنه بالمتابعة تبينت صعوبة استمرار الشركة فى التوريد، نظراً للمشاكل التى أثارها صاحب المستحضر مع الشركة الصينية، والتى تسببت فى عدم التوريد، وهذا أمر محل التحقيق الآن، ولا مجال للتعقيب عليه، بناء على ما تم اتخاذه من الوزارة بإبلاغ النائب العام فى حينه.
وقالت رئيس الإدارة المركزية للصيدلة، فى ردها، إنه على صعيد آخر، تم اتخاذ اللازم مع صاحب شركة تكنوفارم، للتنازل عن الشحنات التى تمت الموافقة على استيرادها من الوزارة، لتتمكن الوزارة من الإفراج عن 800 ألف فيال خلال شهر ديسمبر الجارى، بالإضافة إلى ما تم استيراده بالفعل خلال الشهر الجارى بواقع 100 ألف عبوة.
وأضافت: «استمرت وزارة الصحة والسكان، ممثلة فى الإدارة المركزية للشؤون الصيدلية، فى المتابعة الجادة لتوزيع المستحضر، من خلال الشركة المصرية لتجارة الأدوية، تجنبا لتهريب المستحضر إلى السوق السوداء، وتم التنسيق على جميع المستويات لمدة 20 يوما، ومضاعفة الكمية التى يتم توريدها، لضمان توافر المستحضر بالمستشفيات العامة وفروع الشركة المصرية على مستوى الجمهورية، وتبين أن الزحام على صيدليات الشركة المصرية كان نتيجة إعلان توافر المستحضر فى صيدليات الشركة المصرية فقط، وتلاحظ تضاعف الاستهلاك لهذا الشهر».
وتابعت: «تمت مواصلة العمل واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتوافر المستحضر، وبالمتابعة المستمرة تم الإفراج عن مليون ومائتى ألف عبوة من إنتاج شركة المهن الطبية، بتاريخ 11 ديسمبر الجارى، وفى انتظار وصول 800 ألف عبوة من المستحضر المستورد، لتنتهى مشكلة نقص المستحضر نهائياً خلال ديسمبر الجارى». وواصلت: «بناءً على ما سبق، يتضح حرص وزارة الصحة والسكان على الإعداد المسبق واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة قبل استشعار المواطن بالأزمة».
والمصرى اليوم «تعقب»:
وتُعقِّب «المصرى اليوم» على تصريحات الدكتورة رشا زيادة، رئيس الإدارة المركزية للصيدلة، وتتساءل: «لماذا تم إعطاء الاستثناء لشركة أكديما للاستيراد فى شهر أكتوبر الماضى، وليس فور رصد الأزمة فى يوليو الماضى، وفقاً لتصريحاتها، مع العلم بأن أول شحنة وصلت البلاد جواً كانت بتاريخ 19 أكتوبر الماضى؟!».
ونظرا لتوزيع الشحنة على شركات التوزيع العادية وليس صيدليات الشكاوى، فقد انتهت الشحنة فى أقل من 5 أيام، ما يعنى أن معظمها تسرب إلى السوق السوداء، حيث وصل سعر الحقنة إلى 200 جنيه.
والسؤال الآخر الموجه إلى رئيس الإدارة: «مادامت رئيس الإدارة قد أكدت أنه يمكن الاعتماد على الإنتاج المحلى، وفى الوقت نفسه منحت استثناء لشركة أكديما للاستيراد (مليون عبوة)، فلماذا لم تفعل ذلك منذ مايو الماضى، فور إدراج مستحضر البنسلين فى نشرة النواقص التى تصدر عنها؟!».