تحدث جولين لوبيتيجي، المدير الفني للمنتخب الإسباني، عن سر نجاحه مع «الماتادور»، خلال عام ونصف فقط من توليه مسؤولية منتخب بلاده، خلفًا لمواطنه فيسنتي ديل بوسكي.
وكان «ديل بوسكي» قد قاد المنتخب الإسباني للفوز بلقبي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، إضافة للفوز بأمم أوروبا 2012، ليكمل «الماتادور» عصره الذهبي، والذي بدأه بالفوز بـ«يورو 2008».
ولكن عقب ذلك، دخل المنتخب الإسباني في نفق مظلم، حيث خرج من الدور الأول لمونديال 2014 بالبرازيل، كما خرج من دور الـ16 لبطولة «يورو 2016»، ليعلن بعدها «ديل بوسكي» اعتزاله التدريب، ويحل «لوبيتيجي» بدلًا منه.
ونجح «لوبيتيجي»، بتشكيلة شابة نسبيًا، ومن خلال إحلال عدد من العناصر الجديدة في تشكيلة «الماتادور»، خاصة عقب الاعتزال الدولي لعدد من أبرز لاعبيه، مثل الإسباني تشافي هيرنانديز، في قيادة المنتخب الإسباني للتأهل لمونديال روسيا، بعد تصدره للمجموعة السابعة، دون أن يتلقى أي خسارة في المباريات الـ10 بالتصفيات، حيث حقق الفوز في 9 مباريات وتعادل في مباراة وحيدة.
وقال «لوبيتيجي»، في حوار له مع الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، نُشر اليوم الثلاثاء: «فازت إسبانيا بالكثير من الألقاب في الآونة الأخيرة، من الجيد النظر إلى الوراء.. إلى ذلك العصر الذهبي، وشكر أفضل جيل في كرة القدم الإسبانية وأحد أفضل الأجيال على مرّ العصور.. ولكن كل ذلك أصبح طي النسيان».
وتابع: «الآن، بقي بعض من أولئك اللاعبين إلى جانب شباب آخرين، فنحن نحاول المزج بين الأجيال، ولكن دون الوقوع في فخ المقارنة».
وأردف «فنحن نثق في اللاعبين الصاعدين، في قدراتهم، في جودتهم وفي طموحهم، وعلينا أن نتركهم يسلكون طريقهم».
وعن طريقة تطبيقه لسياسة التجديد، قال «لوبيتيجي»: «من الواضح أن عملية التجديد ليست سهلة وتتخلّلها تفاصيل دقيقة، فنحن نحاول، قبل كل شيء، أن نتحدث بشكل واضح مع اللاعبين، لننقل لهم أسلوب كرة القدم الذي نريده ونستعيد الثقة، كان لزامًا علينا إجراء التغييرات الضرورية لتقوية الفريق».
وتابع: «ندرك تمامًا أن ما حققناه في مرحلة التصفيات لا يضمن لنا أي شيء على الإطلاق، تمامًا كما حدث في السابق، فالمنتخب الإسباني، الذي فاز ببطولات رائعة، لم يضمن له ذلك أي شيء، الشيء الوحيد الذي يضمن لك شيئًا هنا هي كرة القدم التي تلعبها».
وأردف: «المنتخب الحالي لا يمكنه أن يلعب بنفس أسلوب الماضي، وذلك ببساطة لأنه لا يوجد فريقان مماثلان، إنهما مجموعتان مختلفتان، مع لاعبين لديهم فروق دقيقة عن غيرهم، ولهذا السبب حاولنا تعزيز فضائل اللاعبين، وتكييفهم مع طريقتنا في فهم اللعبة لنكون تنافسيين، منظمين، شرسين وطموحين».
واستطرد: «كان هناك العديد من اللاعبين من هذا الجيل الجديد يلعبون تحت إمرتي في منتخبات الشباب، وبفضل التطور الطبيعي، بعضهم يرافقنا في هذه المغامرة بالمنتخب الأول.. إيسكو، على سبيل المثال، نجح في فرض نفسه في ريـال مدريد، وهذا ليس بالأمر السهل، فعمره لا يتجاوز 24 عامًا، ولديه موهبة فذة وهامش كبير للتحسّن».