من المحتمل أن تطلب القيادة الفلسطينية دعم الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا استخدمت واشنطن حق النقض «فيتو» لإسقاط مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي ينص على أن وضع القدس غير محسوم، وذلك بعدما اعترف الرئيس الأمريكي، دونالد ترام،ب بالمدينة عاصمة لإسرائيل.
وأثار السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، هذا الاحتمال في تصريحات نشرتها صحيفة «آراب نيوز» السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، الإثنين، قبل تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار مصري حول وضع القدس ومن المتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة «الفيتو» ضده.
وتنص المسودة على أن أي قرار أو تصرف يبدو أنه يغير طابع القدس أو وضعها أو التركيبة السكانية فيها يفتقر إلى الشرعية القانونية ويعتبر باطلا ويتعين نقضه.
وأثار قرار «ترامب»، في 6 ديسمبر، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها غضبا عارما واحتجاجات فلسطينية إلى جانب موجة انتقادات دولية واسعة انضم إليها حلفاء كبار للولايات المتحدة.
وتقول إسرائيل إن القدس الموحدة عاصمتها. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967 وضمتها إليها في خطوة لا تلقي اعترافا دوليا. ويطالب الفلسطينيون بأن تصبح القدس الشرقية عاصمة لدولة لهم في المستقبل على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ نصف قرن.
ونقلت صحيفة «آراب نيوز» عن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة قوله، إن الفلسطينيين والمصريين عملوا عن كثب مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أثناء وضع مسودة القرار لضمان الدعم الكبير له.
وأضاف «طلب منا الأوروبيون على وجه الخصوص الابتعاد عن كلمات مثل (شجب وإدانة) وعدم ذكر الولايات المتحدة بالاسم.. امتثلنا إلى طلبهم لكننا أبقينا على الفقرات الفعالة التي ترفض كل التغييرات في القدس وتعيد التأكيد على القرارات السابقة».
وتتهم إسرائيل الأمم المتحدة منذ وقت طويل بالانحياز ضدها لصالح الفلسطينيين. وأثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على قرار «ترامب» مجددا الأحد.
وقالت الصحيفة إن الفلسطينيين يملكون خيار تفعيل مادة في ميثاق الأمم المتحدة نادرا ما تستخدم وتدعو أطراف النزاع إلى عدم استخدام «الفيتو». لكنها أضافت أن الفلسطينيين سيحيلون الأمر على الأرجح إلى الجمعية العامة بموجب القرار «377 إيه»، الذي يعرف باسم قرار «الاتحاد من أجل السلام».
وصدر القرار «377 إيه» في عام 1950 واستخدم للموافقة على إرسال قوات أمريكية لخوض الحرب الكورية.
وقال «منصور» إن الفلسطينيين لجأوا إلى قرار «الاتحاد من أجل السلام» في تسعينيات القرن الماضي، بعدما بدأت إسرائيل بناء مستوطنة على جبل «أبوغنيم» بالضفة الغربية المحتلة إلى الجنوب من القدس لكنهم علقوا الجلسة. وأشار «منصور» إلى أن بوسع الفلسطينيين طلب استئناف الجلسة.
ونقلت «آراب نيوز» عن «منصور» قوله، «إذا استخدم الفيتو ضد القرار فإن الوفد الفلسطيني يمكن أن يبعث بخطاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة ويطلب منه استئناف الجلسة الطارئة».