تعيش إيران حاليا أزمتين: خارجية أساسها الضغوط الدولية التى تواجهها فى صورة عقوبات لتحجيم دورها فى الشرق الأوسط وإجهاض طموحها النووى وما يتولد عن ذلك من حرب كلامية وإعلامية مع الغرب، وأخرى داخلية محورها محاولات الإطاحة بحكومة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد وفتح ملفات الفساد السياسى والاقتصادى وتبادل الاتهامات بين النظام والمعارضة بما يؤثر سلبا على استقرار البلاد.
وخارجيا، شن الزعيم والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئى هجوما جديدا على الولايات المتحدة عندما اتهمها بالوقوف وراء «أعمال إرهابية» فى طهران ومناطق أخرى بالشرق الأوسط، مؤكدا أنه يمتلك «100 وثيقة لا يمكن التشكيك بها، تثبت دور أمريكا فى توجيه الإرهاب والإرهابيين فى إيران والمنطقة»، وفقا لما نقلته عنه وسائل إعلام إيرانية حكومية،الأربعاء.
واستغل خامنئى استقبال طلبة جامعات فى ذكرى اقتحام طلبة ثوريين السفارة الأمريكية فى طهران عام 1979 وشن هجوما عنيفا على أمريكا، معلنا بقوله: «سنطيح بسمعة أمريكا والمتشدقين بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب لدى الرأى العام العالمى من خلال عرض هذه الوثائق». ولم يوضح خامنئى موعد كشف هذه الوثائق أو طبيعتها، بل جدد سخريته من الاتهامات الأمريكية للإيرانيين بالتخطيط لاغتيال السفير السعودى فى واشنطن.
وفى الوقت الذى صعد فيه خامنئى لهجته ضد الإدارة الأمريكية، واصلت واشنطن «سياسة العصا» بموافقة لجنة تابعة للكونجرس الأمريكى الأربعاء على تشديد العقوبات على إيران لتشمل البنك المركزى فى طهران، إذا اتضح أن البنك يقدم تسهيلات للإرهاب، أو لتطوير الأسلحة النووية، أو يدعم قوات الحرس الثورى الإيرانى.
وسرعان ما دخلت إسرائيل على خط الأزمة مع ورود تقارير تؤكد عزم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إقناع وزراء فى حكومته بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، بينما أظهر استطلاع للرأى انقسام الإسرائيليين حول تلك المسألة، ونشرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية نتائجه الخميس لنكتشف تأييد 41% من المشاركين لشن مثل هذا الهجوم المحفوف بالمخاطر، فى حين رفضه 39%، ولم يحسم 20% رأيهم بعد.
وبينما تتوالى الضغوط الخارجية على إيران لتقويض نفوذها الإقليمى، سيطر ملف الفساد المالى واستغلال النفوذ على الوضع الداخلى، وظهر مع تهديد الرئيس أحمدى نجاد بالكشف عن خبايا قضية «اختلاس 3 مليارات دولار» من أكبر بنكين فى البلاد، واتهم الرئيس الإيرانى، نجل المرشد الأعلى للثورة آية الله على خامنئى، بأنه الضالع الرئيسى فى القضية