تجرى السلطات الأمنية تحقيقات موسعة، للتوصل إلى المسؤولين عن أحداث الشغب التى شهدها استاد القاهرة السبت، عندما اقتحمت الآلاف من جماهير نادى الزمالك أرض الملعب قبل نهاية مباراة الزمالك والأفريقى التونسى بثلاث دقائق، واعتدوا على لاعبى الفريق الضيف، والحكم الجزائرى وحطموا مقاعد البدلاء واللوحات الإعلانية ومزقوا شباك المرميين فى مشهد غير مألوف وصف بالفضيحة التى ستؤثر بالسلب على سمعة الكرة المصرية، واتهم عدد من المسؤولين والجماهير قوات الأمن بالتقصير فى أداء عملها، والتصدى للمشاغبين، كما اتهموا اللواء عبدالعزيز أمين، رئيس هيئة استاد القاهرة بالتواطؤ بسبب فتح أبواب الطوارئ داخل الملعب أمام الجماهير الغاضبة.
وأكد اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن المجلس سيحقق فى واقعة اقتحام الجمهور أرض الملعب.
وقال إن موقف المجلس من تأجيل الدورى أو أى إجراءات أخرى حيال الأمر، متوقف على المذكرة التى سيتلقاها من اللجان المشكلة من الأجهزة الأمنية، واتحاد الكرة لتحرى الأحداث.
وأضاف أن المجلس لن يقرر إلغاء الدورى بسبب هذه الواقعة، لكن قد يتخذ هذا القرار فى حالة تكرارها أكثر من مرة، ولفت إلى أن قرار عودة منافسات الدورى جاء خطوة على طريق عودة الحياة لطبيعتها فى مصر.
وكشف عضو المجلس العسكرى، عن بحث القوات المسلحة فكرة قيام عناصر من الجيش بتأمين المباريات، بالتعاون مع عناصر الشرطة المدنية، للحيلولة دون تكرار ما حدث، داعياً إلى عدم تهويل الأمور.
ورفض «شاهين»، ربط ما حدث بمخططات الثورة المضادة كما ردد البعض عقب المباراة، داعياً الجمهور المصرى بمختلف انتماءاته الكروية إلى ضبط النفس والالتزام بالتشجيع الحضارى، والتمسك بالصورة الحضارية، «التى أشاد بها العالم عقب ثورة شعب مصر العظيم فى 25 يناير».
وفى سياق متصل، أكد اللواء حمدى بادين، قائد الشرطة العسكرية أنه نقل للاعبى نادى الأفريقى التونسى اعتذار مصر (حكومة وشعبا) عما حدث من أعمال شغب باستاد القاهرة ونزول الجماهير إلى أرض الملعب.
من ناحية أخرى، أكد مصدر عسكرى مسؤول أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقد جلسة، الأحد، للتباحث حول أمور الدولة والمستجدات على الساحة، فى إطار الدور المنوط به خلال هذه المرحلة، والمحافظة على تماسك نسيج الوطن بكل فئاته وأطيافه دون تحيز، أو تمييز، وبما يضمن الحفاظ على سلامة الوطن داخلياً وخارجياً.
وأوضح المهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، أن الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، طلب تقريراً شاملاً وسريعاً عن الأحداث المؤسفة، مشيراً إلى أنه طلب من اتحاد الكرة ونادى الزمالك وعبدالعزيز أمين، رئيس هيئة استاد القاهرة، تقارير وافية، وقال إن مصير الدورى أصبح محل نقاش، وستتم مناقشته فى مجلس الوزراء. وأعلن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة تأجيل موعد استئناف الدورى، بعد أن كانت مقررة عودته يوم 13 من الشهر الجاری، وذلك لحين هدوء الأوضاع، وفى الوقت نفسه تجرى مناقشة إلغاء البطولة بصفة نهائية، خشية تفجر أحداث مماثلة.
وفى السياق ذاته، قالت مصادر أمنية إن تحقيقات موسعة تجرى حالياً بمعرفة القيادات الأمنية فى وزارة الداخلية، لكشف ملابسات أحداث الشغب التى شهدت إصابة 20 شخصاً بينهم 5 تونسيين - حسب مصادر طبيه بوزارة الصحة - وتم القبض على 22 من مثيرى الشغب، وتجرى التحقيقات معهم بمعرفة النيابة العسكرية، بسبب هذه الأحداث. وكشفت المصادر عن مفاجأة وجود محضر رسمى فى قسم مدينة نصر أول تم تحريره صباح يوم المباراة، قال فيه اللواء عبدالعزيز، أمين رئيس هيئة استاد القاهرة إن أكثر من ألف شخص اقتحموا استاد القاهرة وقفزوا من فوق الأسوار فى العاشرة صباحاً، وقاموا بتكسير 3 أبواب داخل الاستاد، وكانوا يحملون أسلحة بيضاء وشماريخ. وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية قامت بتحرير محضر رسمى فى حضور مسؤولين من نادى الزمالك، الذين أكدوا أنهم جماهير عادية، لكن تحريات الأجهزة الأمنية أكدت وجود «الشماريخ» والأسلحة البيضاء فى حوزتهم. وكشفت التحقيقات أن من بين المصابين وسام محمد يحيى «لاعب الفريق التونسى»، وحسن دايو 62 سنة «إدارى الفريق التونسى»، وأيمن الطيب سلطان «تونسى» ومكرم ابن عبدالرازق «تونسى» ومجدى إبراهيم «مصرى» وعثمان كردى «مصرى» وجميعهم مصابون بإصابات متفرقة بأنحاء الجسد، تنوعت ما بين كدمات وكسور وشروخ بالكتف والساعد. وتوجه عدد من المسؤولين فى قطاع الرياضة لزيارة المصابين التونسيين بمستشفى المقاولون العرب ومستشفى التأمين الصحى، للاطمئنان عليهم والاعتذار لهم.