شهدت مدينة الأقصر في الفترة الأخيرة انتعاشا سياحيا غير مسبوق، وارتفعت معدلات التدفقات السياحية لتصل لمستويات هي الأولى منذ عام 2010، حيث أنهت المحافظة استعداداتها لاحتفالات الكريسماس وأعياد رأس السنة من خلال الاستعداد لإقامة حفلات فنية ساهرة بشكل لم تشهده المدينة منذ سنوات مضت.
وأعلن الدكتور محمد بدر، محافظ الأقصر، أن مدينة الأقصر ارتدت ثوباً جديداً لاستقبال ضيوفها من سياح العالم، والوافدين لقضاء فترة الأعياد وسط معالم المدينة الغنية بمعابد ومقابر وآثار ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة، المنتشرة بالبرين الشرقي والغربي، وزيارة المتاحف، بجانب رحلات البالون الطائر، والنزهة النيلية، للاستمتاع بالطبيعة والشمس الدافئة، التى يتميز بها طقس الأقصر، مشيراً إلى أن المدينة شهدت إضاءة أشجار شوارعها وتجميل ميادينها ومعالمها السياحية، وإعادة رفع رصف الشوارع، وتركيب بلاط «الإنترلوك» في الشوارع الصغيرة والحارات المغلقة، بجانب رفع مستوى الخدمات والمرافق في مختلف المزارات الأثرية والسياحية.
من جانبه، قال محمد عثمان، الخبير السياحي، عضو لجنة التسويق السياحي في الأقصر، إن المدينة تشهد تدفقات سياحية بمعدلات لم تشهدها منذ سبع سنوات مضت، لافتاً إلى أن الأقصر تشهد خلال فترة الأعياد ورأس السنة عودة سياح من أسواق كان قد توقف قدومهم إلى مصر، مثل سياح الدول الإسكندنافية، خاصة فنلندا والدنمارك، بجانب عودة سياح إسبانيا وإيطاليا بعد طول غياب عن المدينة.
وأشار «عثمان» إلى أن السياح الوافدين من السوق الصينية ارتفعت أعدادهم بنسبة 100%، وأن حجم تدفق سياح اليابان ارتفع بنسبة تجاوزت الـ150%، موضحاً أن أسواقاً سياحية جديدة فتحت في كثير من بلدان شرق آسيا وأمريكا اللاتينية. وأكد أن السوق الصينية ستشهد مزيداً من التدفقات خلال الفترة المقبلة، لحين عودة التدفقات السياحية القادمة من روسيا بعد الأنباء الأخيرة بعودتها خلال شهر، مؤكدا أن ذلك سيسهم في زيادة انتعاش السياحة الثقافية التى تتميز بها الأقصر.
وأضاف أن "الاكتشافات الأثرية الفرعونية الجديدة بمنطقة أبودراع في الأقصر كان لها مردود كبير في السوق الفرنسية"، موضحاً أن الفرنسيين عادوا للتدفق على مزارات الأقصر مجدداً، وهى من أكثر الدول التى تعشق السياحة الثقافية وعمل الرحلات من القاهرة للأقصر وأسوان، لتدوين كل المشاهدات ونشرها للاستفادة منها.
وطالب «عثمان» بالإسراع من الانتهاء لإضاءة معابد الفراعنة في الأقصر، والمناطق الأثرية في شرق المدينة وغربها، خاصة جبل القرنة التاريخي، الذي يضم قرابة 900 مقبرة لملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة.