شهد حلمي النمنم، وزير الثقافة، والدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، حفل تأبين الدكتور حسين نصار، شيخ المحققين العرب، ورئيس اللجنة العلمية لمركز تحقيق التراث، مساء أمس الخميس، بدار الكتب.
وقال وزير الثقافة: «أنا من المحظوظين لأنه أتيحت لي فرصة التعامل مباشرة مع شيخ المحققين حسين نصار لأكثر من ربع قرن، فقد كان من كُتاب مجلة المصور، وكان مثالا للانضباط الشديد والدقة والالتزام والإتقان في العمل».
وأضاف وزير الثقافة، حسين نصار، كان رجلا عظيما بكل معاني الكلمة، فإذا تحدثنا عن دوره العلمي والثقافي، فإن هناك خمس نقاط تلخص حياته، أولها أنه تخصص في اللغة العربية والأدب العربي، اللذين لم يمنعاه من الانعزال والانقطاع عن العصر الحديث، بل انفتح على اللغات والثقافات العالمية، كما لم ينقطع عن التراث المصري، ولكنه اتجه إليه للتحقيق والدرس، فضلا عن أنه لم ينس مصريته يوما ما رغم انفتاحه على الغرب، فقد تحدث عن الأدب المصري في التراث العربي، وله دراسات عما أضافته مصر للتراث الإسلامي وللغة العربية.
فيما أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أن «نصار» يعني له القدوة والقامة، فهناك محطتان تربطانني بحياته، الأولي عام 1982 عندما كنت طالبا بالجامعة، كنت أتابعه، وأراه يسير ويتحدث مع الطلاب، وكنت أشعر تجاهه بإجلال شديد، والمحطة الثانية عندما شرفت به في جلسة بمكتبي، وكان لها أثر كبير في حياتي.
وجاءت كلمات الابن الدكتور أيمن حسين نصار مؤثرة قائلا: «أتوجه بخالص الشكر والامتنان لهذه المشاعر الصادقة، وإقامة هذا الحفل الجليل لإحياء صورة الوالد»، وقام بعرض جوانب مهمة من حياة الراحل حسين نصار وذكريات تجمعهما معا، مؤكدا أن والده ظل طيلة حياته يعمل من أجل تحقيق التراث العربي، متخطيا جميع العقبات والعثرات التي تواجهه، بالإضافة إلى أنه كان حريصا على فرض نظام صارم في إدارته، فكان يحترم القلم حين يكتب ويحترم الكتاب حين يقرأ.
وقد شهد حفل التأبين عرض فيلم تسجيلي عن حياة الراحل حسين نصار.