تغيرت الخريطة التصويتية بدائرة مدينة نصر، التى كانت المنافسة فيها دائماً بين الحزب الوطنى وجماعة الإخوان المسلمين، فبعد حل الحزب الوطنى، أصبحت كتلة الإخوان هى المسيطرة على الدائرة، ومن المتوقع أن تحسم أصواتهم المنافسة بعد غياب الحزب الوطنى «المنحل» عن الحياة السياسية، والذى كان يعتمد على أصوات المناطق العشوائية فى الدائرة، وهما عزبتا الهجانة والعرب، بالإضافة إلى أصوات شركات البترول والمعروفة بالقيد الجماعى، إلا أن إقرار التصويت بالرقم القومى أفرغ الدائرة من أصوات الشركات، وأصبحت المؤثرة فيها من المنتمين لجماعة الإخوان.
يخوض الانتخابات فى مدينة نصر 119 مرشحاً بينهم 100 على مقعد الفئات، و13 للعمال و6 مرشحين. تم رفض أوراقهم، وتنازل أحدهم عن الترشيح، وترك الإخوان المسلمون مقعد الفئات خالياً مكتفين بمرشحهم للعمال عصام مختار، نائبهم السابق بالدائرة فى 2005، وأرجعت مصادر بحزب العدل تصرف الإخوان إلى عدم رغبتهم فى منافسة الدكتور مصطفى النجار مرشح «حزب العدل» فئات وأحد وجوه ثورة 25 يناير، الذى يعود انتماؤه فى الماضى إلى الإخوان قبل أن يترك الجماعة، وينضم إلى حملة دعم البرادعى والجمعية الوطنية للتغيير. ثم حزب العدل فيدخل الدكتور أحمد العزبى، صاحب سلسلة الصيدليات الشهيرة، مرشح حزب الوفد، المنافسة للمرة الأولى على مقعد الفئات، كما تترشح للمرة الأولى 8 سيدات فى الدائرة التى لم تشهد إقبالاً بهذا الحجم من المرأة على الترشح من قبل باستثناء الراحلة ثرياً لبنة، النائبة السابقة عن الحزب الوطنى، والدكتورة مكارم الديرى، مرشحة الإخوان فى 2005، التى خاضت معركة انتخابية شرسة أمام النائب الراحل مصطفى السلاب، والدكتورة منال أبوالحسن، مرشحة الإخوان فى 2010، التى تخوض الانتخابات هذا العام على قائمة الإخوان فى شرق القاهرة.
كما يخوض المنافسة 3 أقباط هم إدوارد لبيب وميخائيل حبيب وحنا إبراهيم و3 أساتذة بالجامعات.
ورغم فشله فى الترشح فى انتخابات 2010 داخل المجمع الانتخابى للحزب الوطنى على مقعد العمال. فإن فوزى السيد أصر على الترشح هذا العام على مقعد الفئات، بالإضافة إلى وحيد شوقى الأسيوطى، العضو السابق بالحزب، الذى خاض المجمع الانتخابى، وكذلك توفيق فوزى عبدالسلام، النائب السابق لـ«الوطنى» على مقعد العمال بمدينة نصر فى 2010.
تتسع الدائرة لتشمل أقسام مدينة نصر أول وثانى، والتجمع الأول والثانى والخامس، وتمثل القاهرة الجديدة رقماً جديداً فى الأصوات. حيث يتركز بها عدد من أصوات الإخوان، إلا أن عدداً كبيراً من سكانها مقيدون بالجداول الانتخابية لمحل ميلادهم. الأمر الذى يصعب معه التنبؤ بتأثير أصواتها فى دائرة مدينة نصر. كما تشهد قوائم دائرة شرق القاهرة التى تضم مدينة نصر منافسة ساخنة بين 17 قائمة تتصدرها حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين، وحزب النور السلفى الذى يتصدر قائمته الدكتور عادل عبدالمقصود، وقائمة الوفد التى تضم نائباً وفدياً سابقاً وأحد فلول الحزب الوطنى بالمرج عيد هيكل المحامى، بالإضافة إلى أحزاب المحافظين ومصر القومى، وحزب العدل الذى يتصدر قائمته عماد سيد أحمد، الصحفى بالمصرى اليوم، وتضم القائمة مجموعة من شباب الثورة. وتنقسم «شرق القاهرة» إلى عدة كتل تصويتية. حيث يتركز مؤيدو التيار السلفى فى مناطق عين شمس والمرج وعزبة النخل والمطرية، بالإضافة إلى تركز الإخوان فى المرج ومصر الجديدة ومدينة نصر والشروق.
فى الوقت الذى يراهن فيه المرشحون، خاصة الشباب منهم، على الكتلة التصويتية التى شاركت فى استفتاء التعديلات الدستورية، حيث شارك فى التصويت من سكان مدينة نصر حوالى 200 ألف صوت تفوقوا على قدرة الإخوان المسلمين على الحشد، التى وصلت فى انتخابات 2005 إلى 24 ألف صوت إخوانى، وهو الأمر الذى سيعقد من حسابات المرشحين، ويدفع الإخوان إلى محاولة تحقيق أكبر حشد ممكن من مؤيديها. كتلة الأصوات الجديدة أصبحت بمثابة حلم لدى الراغبين فى إحداث تغيير حقيقى سواء من المرشحين أو الناخبين، الذين شاركوا فى الثورة، ونجحوا فى حشد مظاهرة ضخمة تخطت الـ30 ألف متظاهر فى جمعة الغضب 28 يناير، ليستطيعوا بهذه الأصوات التغلب على قوة المال بالدائرة، وقدرة الإخوان على حشد أصواتها.