أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع، اليوم، مائدة مستديرة بعنوان «العلاقات المصرية الروسية.. الأمس..اليوم..الغد»، التى نظمتها جمعية خريجى الجامعات الروسية، بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة، وأدارت النقاش المستشارة تهانى الجبالى، وذلك أمس بقاعة الفنون بمقر المجلس بدار الأوبرا.
شارك فى الندوة الدكتور جمال شقرة، الدكتور مسعد عويس، الدكتور نور ندا، الدكتورة نيفين علم الدين، الدكتور نبيل رشوان، الفنان سامح الصريطى، بالإضافة لكوكبة من المفكرين والإعلاميين، والمهتمين بالواقع السياسى والاقتصادى المصرى.
افتتح الحديث بكلمة الدكتور حاتم ربيع، الذى أكد على عمق العلاقات المصرية الروسية، مستشهدًا بجذورها التاريخية، وأوضح أن تلك العلاقات تتواصل منذ عام ١٩٤٣ وبلغت أوجها فى حقبة الخمسينيات والستينيات، إبان تشييد السد العالى، وأشار إلى الدعم الكبير الذى قدمه الاتحاد السوفيتى لمصر خلال حرب العزة والكرامة، وحرب السادس من أكتوبر، مؤكدًا أن مصر تعد واحدة من أوائل الدول التى تبادلت العلاقات التجارية مع الاتحاد السوفيتى.
وأوضح الدكتور نور ندا، أنه لا شك أن تجاربنا الاستثمارية الاقتصادية السابقة مع روسيا آتت نتائج أفضل من غيرها، مشيرًا عدم صحة فكرة أن الاقتصاد الروسى ينحصر فى النظم الاشتراكية فقط، مؤكدًا تعاملهم بشكل كبير بالنظم الرأسمالية شأنهم شأن الغرب، ولكن للأسف يتم تصدير هذا.
ووجه «ندا» التحية للرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، على اهتمامه بحضور قمة مجموعة دول «بريكس» الاقتصادية، مشيرًا إلى أنه «قد آن الأوان لتوجيه البوصلة الوطنية صوب الدب الروسي».
وأشارت المستشارة تهانى الجبالى إلى أن زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى مصر، هى التى أوحت بفكرة إقامة هذه الفعالية فى الوقت الراهن، كما أشارت إلى «أهمية إلقاء الضوء على تفاصيل العلاقات الروسية المصرية قديما، حتى ننتفع من دروس الماضى، ونتداركها لكى نصنع مستقبلا أفضل، وأكدت المستشارة تهانى الجبالى، على ضرورة تحليل تلك العلاقة الاستثنائية الرابطة بين مصر وروسيا، بالإضافة لتحليل الوضع الذى يربط الدولتين بعد إعادة تشكيل مراكز القوى العالمية، نتيجة ما يحدث الآن فى المنطقة برمتها من مشاريع دولية تهدف لهدم الهُوية العربية»، وفى ختام حديثها أوضحت أنه «لا مناص من إدراك سبل الاحتفاظ بهويتنا العربية، حتى فى ظل علاقات مصر القوية مع دول العالم المختلفة»، مستشهدة بأن العلاقات القوية التى ربطت بين مصر وروسيا فى الماضى، لم تؤثر يومًا على الهوية المصرية والعربية.
وأشار الدكتور مسعد عويس، إلى ضرورة وضع رؤية حقيقية حول وضع العلاقات المصرية الروسية مستقبلًا، كما قدم نبذة حول أهداف وبرنامج مشروع مرصد الصداقة المصرية الروسية، موضحًا أن أهم تلك الأهداف تتمثل فى التأكيد على عمق الصداقة المصرية الروسية، فى ضوء المحبة والسلام والاحترام المتبادل، لكى يتيسر للشباب المصرى الروسى أن يطرحوا رؤاهم للمساهمة فى الإعداد لمستقبل مشرق، لتحقيق المصالح المصرية الروسية، فى المجالات الثقافية، والعلمية، والتربوية، والاقتصادية، لمزيد من التفاهم، والتنسيق، والتعاون، والاحترام المتبادل بين البلدين.