تشهد دائرة الساحل صراعاً حاداً بين مرشحى المقاعد الفردية، بعد أن تغيرت الخريطة الانتخابية للدائرة، وتجمع مناطق الساحل وشبرا وروض الفرج والشرابية والزاوية الحمراء فى دائرة واحدة، وخوض نائب سابق واحد الانتخابات من مجمل 6 كانوا يمثلون هذه المناطق قبل التقسيم الجديد، بعد خروج النائبين السابقين عن الحزب الوطنى المنحل المتهمين فى موقعة الجمل إيهاب العمدة وعلى رضوان من المعركة الانتخابية، ووفاة النائب سيد رستم، وهروب وزير المالية الأسبق والنائب السابق عن الحزب الوطنى يوسف بطرس غالى، وامتناع أيمن فتحى، نائب الشرابية والزاوية السابق عن «الوطنى»، أصغر نائب فى البرلمان المنحل عن الترشح، ولم يتبق سوى نائب واحد من «الوطنى المنحل» قرر خوض الانتخابات هو محمد سوستة، نائب العمال السابق، الذى يواجه طعناً قدمه ضده منافسه على نفس المقعد طارق غريب، اتهمه بعدم تسديد التأمينات منذ 3 سنوات، وهو ما ينفى صفة العمال عنه، خاصة أن قانون نقابة النقل البرى ينص على نفى الصفة إذا لم يسدد العامل التأمينات خلال 3 أشهر.
ولم يكن «سوستة» هو المرشح الوحيد عن «الوطنى» فى الدائرة، بل قرر عدد كبير ممن خاضوا انتخابات المجمع الانتخابى للحزب المنحل فى الانتخابات السابقة، الدخول فى المعركة ودخلوا إما مستقلين أو فى قائمة أحد الأحزاب، ومن بينهم خالد عبدالرازق وحسنى عثمان على مقعد العمال بالدائرة «مستقلين»، فيما يخوض علاء المصرى الانتخابات كثالث فى قائمة حزب الوفد بالدائرة.
ومن أبرز المنتمين للحزب المنحل ويدخل الانتخابات هذا العام عمرو سعد الجوهرى، نجل سعد الجوهرى، عضو مجلس الشورى الأسبق عن الحزب الوطنى، ويخوض المنافسة على مقعد العمال، وتقدم ضده طارق غريب بطعن اتهمه بأنه يمتلك شركة للاستيراد والتصدير وبها سجل تجارى، وهو كفيل بنفى الصفة عنه وتحويله إلى «فئات». ومن المتوقع أن يشهد هذا المقعد منافسة شرسة مع مرشح الإخوان كمال مهدى، الذى خاض انتخابات 2010 عن الجماعة فى الزاوية والشرابية، وانتخابات المحليات عام 2007، وكان مرشحاً على قائمة حزب العمل فى انتخابات المحليات عام 1992، وهو عضو باللجنة النقابية للعاملين بالهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.
من جهة أخرى أثارت لافتات علقها على رضوان، المتهم فى موقعة الجمل، والنائب السابق عن الحزب الوطنى، تدعو أهالى الدائرة لحضور افتتاح التجديدات بمركز شباب الساحل الذى يترأس مجلس إدارته بحضور اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس العسكرى، ومحافظ القاهرة، دهشة أهالى الدائرة، واستبعدوا حضور «شاهين» وهو ما حدث بالفعل، واعتبر أهالى الدائرة أن دعوة «رضوان» كانت مجرد وسيلة للتقرب من المجلس العسكرى.
من جانبه كثف حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين من نشاطه فى الدائرة الأولى بالقاهرة، خاصة فى منطقتى الشرابية والزاوية الحمراء، وقام بتقسيم مرشحى قائمته على مختلف المناطق بالدائرة للدعاية للحزب.
فى الزاوية الحمراء عقد الحزب مؤتمراً جماهيرياً بحضور ثلاثة من مرشحيه فى الانتخابات هم: كمال مهدى، مرشح الحزب على مقعد الفردى «عمال»، ومحمد سلامة وكمال حمدان، المرشحان على القائمة
وقال «مهدى»: «برنامج الحزب ليس مجرد كلام فقط وإنما نتاج خبرات جماعة الإخوان المتراكمة طوال 80 عاما، وكل الناس تشهد للإخوان بالكفاءة ونظافة اليد فى المواقع التى شغلوها فى النقابات المهنية والعمالية والجمعيات وغيرها».
وتخلل المؤتمر الذى أقيم فى ضيافة عائلة أبوضيف، إحدى كبرى عائلات المنطقة فقرات لشرح برنامج الحزب.
وفى شارع الألاليلى بالشرابية عقد المرشحون مؤتمراً آخر حضره الدكتور جمال عبدالموجود وأشرف خليل، مرشحا الحزب على القائمة، وقالا إن حزب «الحرية والعدالة» لا يملك عصا سحرية لحل مشاكل مصر المتراكمة منذ عقود لكنه يؤمن بأن مشروعاته التى يقدمها للناس فى برنامجه بالإضافة إلى تكاتف الناس معه ومساهماتهم كفيلة بنقل مصر نقلة نوعية فى غضون سنوات.
كما قام الدكتور حازم فاروق، النائب الإخوانى السابق، الذى يأتى على رأس القائمة بالدائرة بزيارة مناطق شبرا، وطالب خلال جولته بالتصدى لفلول الحزب الوطنى وعدم إعطائهم أى فرصة للتسلل داخل الحياة السياسية لإفسادها، وقال إن النهوض بمستقبل مصر واجبدينى ووطنى من كل التيارات فى مصر، بعد «العطش» السياسى الذى عانى منه الشعب طوال العقود الماضية.