أعلن الأسطورة المدريدية "راؤول جونزاليس" رحيله عن "قلعة برنابيو" بعد 16 عاماً من العطاء تاركا سجلا فريدا من الأرقام القياسية والقيم النبيلة كلاعب كرة
وحصل جونزاليس مع ريال مدريد على ست بطولات للدوري الأسباني وثلاث بطولات في دوري أبطال أوروبا وبطولتين في كأس إنتركونتيننتال وبطولة في كأس السوبر الأوروبي وأربع بطولات في كأس السوبر الأسباني
ورغم ذلك لا يزال هناك دين لن يسدده وهو الفوز بأي لقب مع المنتخب الأسباني بطل أوروبا والعالم الحالي. كما أنه لم يحصل على جائزة "الكرة الذهبية"، رغم أنه كان قريبا منها مرتين .
كما يعتبر ثالث أفضل هداف في تاريخ الدوري الأسباني برصيد (228 هدفاً),كما أنه أكثر اللاعبين ارتداء لقميص ريال مدريد برصيد (740 مباراة) والهداف الأول للنادي عبر تاريخه برصيد (323 هدفا).
ليضع اسمه بين أساطير ريال مدريد (دي ستيفانو وخنتو وبوشكاش وبيري وأمانسيو وإيميليو بوتراجينيو وفرناندو هيرو) .
وعقد اللاعب صاحب الـ33 عاماً مؤتمراً صحفياً لتوديع جماهير ناديه وقال "فلورنتينو بيريز" رئيس ريال مدريد "أن راؤول حقق انتصاراته بتفانيه المطلق لجماهير اعتبرته دائما واحدا منها. لقد هضم داخل وخارج الملعب كل قيم ريال مدريد " .
فيما قال «جونزاليس»" ريال مدريد كان دوما بيتي. مرت أعوام كثيرة ، والآن أعود وأؤكد بقوة أكبر التزامي تجاه هذا النادي. سأكون دائما رهن إشارته فيما يحتاجني إليه ".
وارتدى "راؤول" قميص ريال مدريد للمرة الأولى في 29 أكتوبر عام 1994 على يد الأرجنتيني "خورخي فالدانو" المدير العام للنادي ، الذي كان يتولى في ذلك الحين منصب المدير الفني ,ولم يتأخر هدفه الأول مع الفريق سوى أسبوع واحد ، حيث أحرزه في الخامس من نوفمبر ، فى مباراة الديربى أمام أتلتيكو مدريد والتى فاز فيها النادى الملكى (4-2),وتسبب راؤول في ضربة الجزاء التي جاء منها الهدف الأول للنادي الملكي ، ومرر كرة الهدف الثاني للشيلي إيفان زامورانو وأحرز الهدف الثالث بطريقة رائعة .
واعتبارا منذ ذلك الحين لم يتمكن أحد من إيقاف اللاعب الذي أطلق عليه زميله هيرو اسم "فيراري"، للسرعة التي كان ينضج بها كلاعب ويحطم بها الأرقام القياسية .
إضافة إلى حاسته التهديفية الفريدة ، وقدراته على الظهور في المكان المناسب وفي التوقيت المناسب .
هكذا ، قدم راؤول مثالا على الاحترافية حتى النهاية. وحتى الأشهر الأخيرة من الموسم الماضي ، وهو يرى المباريات من على مقاعد البدلاء ، لم يرفع صوته قط منتقدا مدربه في ذلك الحين الشيلي مانويل بيليجريني .
وترك هدفا أخيرا بالقميص الأبيض لن يمحى من الذاكرة ، فهو أفضل إيجاز لمشواره,كان ذلك في سرقسطة ، نفس المكان الذي بدأ فيه رحلته ، وبكاحل مكسور وزميل ينتظر على الخط للعب بدلا منه ، جرى نحو 40 مترا لإنهاء إحدى الهجمات وإحراز هدف .
رحل راؤول ، آخر أساطير ريال مدريد ، عن الفريق كثيرون يرونه بعد أعوام قليلة جالسا على مقعد المدير الفني ، مثلما يحدث الآن مع صديقه المقرب جوسيب جوارديولا في برشلونة ، فربما كانت لا تزال أمامه فرصة لزيادة حدود أسطورته الضخمة .