علماء يابانيون يكتشفون آلية لوقف نزيف الدماغ الخطير - صورة أرشيفية
أفادت دراسة طبية حديثة بأن إصابات الدماغ الصادمة TBI قد تسبب خللاً في وظائف القناة الهضمية، والتي لديها القدرة بدورها على تفاقم إصابات الدماغ الأصلية.
أخبار متعلقة
قال الدكتور «آلان فادن»، أستاذ المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة «ميرلاند»، الأمريكية، إن نتائج الدراسة تشير إلى تفاعلات ثنائية الاتجاه بين الدماغ والأمعاء، تساعد على تفسير زيادة حالات العدوى الجهازية بعد التعرض لصدمات الدماغ، ما يسمح بتطوير نهج علاجي جديد، موضحاً أن الأشخاص أكثر عرضة للوفاة بمعدل 12 مرة، جراء التعرض لتسمم بالدم في أعقاب إصابات الدماغ، ونحو 2.5 مرة أكثر عرضة للوفاة من مشكلات في الجهاز الهضمي، مقارنة مع أولئك الذين ليس لديهم مثل هذه الإصابة.
وتفسر الدراسة- المنشورة في مجلة «الدماغ والسلوك والمناعة»- جزئيا العلاقة بين إصابات الدماغ ومشكلات الجهاز الهضمي.
وعكف الباحثون على دراسة مجموعة من الفئران تعرضت لإصابات الدماغ، ووجدوا أن جدار الأمعاء والقولون أصبح أكثر نفاذية بعد الصدمة، فيما استمرت التغيرات لأكثر من شهر عقب الإصابة، لكن ليس من الواضح كيف تسبب إصابات الدماغ الصادمة TBIهذه التغيرات في القناة الهضمية، ولكن يعتقد الباحثون أن عاملا رئيسيا في هذه العملية قد يرجع إلى الخلايا الدبقية المعوية (فئة من الخلايا الموجودة في القناة الهضمية).
وعرف الباحثون لسنوات أن إصابات الدماغ الصادمة لها آثار كبيرة على الجهاز الهضمي، ولكن حتى الآن لم يتمكنوا من التعرف على أن صدمة الدماغ يمكن أن تؤثر على وظيفة القناة الهضمية بصورة أكثر نفاذية، ما يسمح للميكروبات الضارة للهجرة من الأمعاء إلى منطقة أخرى في الجسم مسببة العدوى.
ركز الباحثون على طبيعة اتجاهين في هذه العلمية، وكيف أن ضعف الأمعاء قد يفاقم التهاب الدماغ وفقدان الأنسجة عقب التعرض لإصابات الدماغ الصادمة، فقد لوحظ إصابة الفئران- موضع الدراسة- ببكتيريا «سيتروباكتر روودنتيوم» (نوع من البكتيريا في القوارض مكافئ لبكتيريا «إيه» القولونية التي تصيب البشر)، كما لوحظ أن الفئران أصيبت بهذه البكتيريا، وتفاقمت حدة التهاب الدماغ لديهم.
علاوة على ذلك، فإن منطقة الحصين في المخ، المعنية بالذاكرة، فقدت المزيد من الخلايا العصبية، ما يشير إلى أن إصابات الدماغ الصادمة قد تؤدي إلى حلقة مفرغة، حيث إن إصابات الدماغ تسبب اختلالا وظيفيا في القناة الهضمية، والتي تقوم بدورها بجعل إصابات الدماغ في الأصل أكثر سوءا.
