شهد مقر دار بتانة للنشر بوسط البلد، مساء الأحد، حفل مناقشة وتوقيع كتاب «أسطورة القصر والصحراء» للكاتب الصحفي محمد السيد صالح، رئيس تحرير جريدة المصري اليوم، والذي ناقشه الكاتب والمفكر الدكتور مصطفى الفقي، والكاتب الدكتور عمار علي حسن، وأدار اللقاء الشاعر أحمد الشهاوي، بحضور لفيف من الكتاب والمثقفين والشخصيات العامة.
وقال «الشهاوي»، إن الكتاب يعد سيرة عن أحمد حسنين باشا لم يكتبها بنفسه، مشيرًا إلى أن «صالح» كتبه بطريقه سردية تجعلك تقرأه في جلسة واحدة، كما أن الكاتب لم يهمل الإشارة إلى المصادر التي اعتمد عليها.
وقال «الشهاوي» إنه اقترح على د. عاطف عبيد، الناشر، إعادة طبع كتب أحمد حسنين باشا، لأنه أحد الذين أهملهم التاريخ ولا يوجد عنه غير أنه عاشق للنساء، كما أشار إلى أن الكتاب يجب نشره في مكتبة الأسرة لتوسيع النشر لأنه يشير إلى شخصيات أصبحت مجهولة بالنسبة إلينا.
وقال عمار علي حسن الباحث في الشؤون السياسية، «استمتعت بقراءة هذا الكتاب دفقة واحدة لسلاسة أسلوبه وغزارة معلوماته والشخصية التي يتناولها»، مشيرًا إلى أن التاريخ مصبوغ بصبغة سياسية واجتماعية في عمومه، وفي السنوات الأخيرة استيقظت المدرسة التاريخية المصرية عن تاريخ المسكوت عنه والمهمشين.
وأشار «عمار» إلى أن الكتاب يعالج سيرة حسنين باشا بطريقةٍ بين السردية الروائية والبحثية، حيث اعتمد «صالح» على ٣ طرق في جمع المعلومات هي؛ المقابلة، العودة إلى المراجع المكتبية، والزيارات الميدانية.
وقال د. مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية، إن هناك شخصيات في زوايا التاريخ قد لا يلتفت إليها الإنسان رغم آثارها، مؤكدًا على أن أحمد حسنين باشا شخصية موفقة جدًا من محمد السيد صالح خاصة وأنه سيردفه بكتاب عن شخصية عزيز المصري، مطلع العام المقبل.
وأردف «الفقي» أن التاريخ ظلم الكثيرين وأنصف البعض وأعطى آخرين أكثر مما يستحقون، مشيرًا إلى أن مصطفى كامل أخذ أكثر مما يستحقه تاريخيًا، فيما أخذ أحمد عرابي أقل مما يستحقه، مؤكدًا أن التاريخ يكتبه المعاصرون لذا هو يستحق إعادة دراسة، موضحًا أن أبرز من أشار إلى شخصية أحمد حسنين باشا كان الكاتب محمد التابعي في كتابه من «أسرار الساسة والسياسة»، وفي صفحات معدودة فقط.
وبدأ الكاتب الصحفي محمد السيد صالح، من آخر ما أشار إليه «الفقي»، حيث قال إن «التابعي» تحدث سريعًا في صفحات عن حياة الصحراء في سيرة حسنين باشا ثم انتقل إلى حياة القصر، لكن «صالح» يعتبر نفسه محظوظًا لأنه تمكن من إلقاء الضوء أكثر على حياة الصحراء ورحلات حسنين باشا في اكتشاف الصحراء المفتوحة.، مؤكدًا أن التاريخ أهمل هذه الشخصيات، وحتى الآن، ضاربًا مثال على ذلك، بأن حسنين باشا بعد موته أقيم له تمثالًا وضريح ما تنافى وقتها مع مفهوم الضريح الذي يقام لرجل الدين فقط، لكن هذا الضريح استولت عليه الآن إحدى الطرق الصوفية، فيما الشخصية المصاحبة لتاريخه عزيز المصري، ما زال مجهول محل الموت إلى الآن
وكان أبرز من حضروا حفل التوقيع، الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، الدكتور محمد عفيفى، أستاد التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، الكاتب محمد سلماوي، الكاتب محمد علي إبراهيم، الإعلامي مفيد فوزي، والخبير السياحي محمود القيسوني.