انتقد ديفيد كرامر، المدير التنفيذي لمؤسسة فريدوم هاوس، المرحلة الانتقالية التي تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أنها تشهد نجاحات وإخفاقات، معتبرا التضييق على نشطاء المجتمع المدني والمدونين، وإحالة المدنيين للمحاكم العسكرية والقيود على وسائل الإعلام، أبرز السلبيات التي يقوم بها القائمون على السلطة في مصر.
وقال كرامر، خلال لقائه عدداً من الصحفيين، الثلاثاء، على هامش زيارة قصيرة للقاهرة التقى خلالها مسؤولين في الحكومة ونشطاء حقوقيين: «العملية لا تسير في مسارها الصحيح، وعندما زرت القاهرة في ديسمبر الماضى قبل الثورة كان هناك إحباط عام نتيجة الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وما أدهشني أن هذا الإحباط وصل لمرحلة بأن عملية التوريث ستتم، أما الأن فقد ذهب مبارك لكن نظامه لايزال قائما».
وحول لقاء وفد من مؤسسة فريدوم هاوس، أعضاء بحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين قبل أسبوعين، قال كرامر: «عليهم أن يحاولوا احترام أصول اللعبة السياسية مثل أي حزب سياسي وأن يظهروا أنهم معتدلون، محذراً من أنه في حال اتخاذهم مواقف أكثر تطرفاً فإن ذلك سيؤثر على مدى الدعم الذي سيحصلون عليه فى تلك الانتخابات».
وحول أسباب الزيارة، قال كرامر، إنها تأتي لتوضيح بعض الحقائق بعد الهجمة التي تتعرض لها فريدوم هاوس في مصر بعد ثورة 25 يناير وقال: «زيارتي تأتي رداً على ما حدث مؤخراً من هجوم على مؤسستنا، وندرك أن الطريق غير سهل للعمل مستقبلاً»، مشيراً إلى أن المؤسسة تسعى لفتح حوار مفتوح مع الحكومة المصرية ومنظمات المجتمع المدني.
ونفى كرامر ما تردد مؤخرا حول تقديم «فريدوم هاوس» دعما ماليا لعدد من الأفراد والحركات السياسية في الفترة التالية لثورة 25 يناير، قائلا: «لم نقدم تمويلا بعد الثورة، وبشكل عام نقدم منحا فرعية لا تتجاوز مبلغ 15 ألف دولار في بعض المشروعات للمنظمات بعلم الحكومة المصرية»، مشيرا إلى أن «فريدوم هاوس» تتلقى تمويلها من الحكومة الأمريكية، ولكنها رغما عن ذلك «لا تخضع لتوجهات الإدارة الأمريكية وسياستها»، معتبرا أن هناك مبالغة من البعض وتصوراتهم حول المؤسسة.