10 سنوات كاملة، هي المدة التي قضاها الشاب المصري، وحيد محمود رفاعي، خارج وطنه، تحديدًا في دولة الكويت، عقب أن خرج من مصر بحثًا عن الرزق في بلاد الله الواسعة، لكنه لم يعلم حينها أنه سيتعرض لحادث مأساوي، تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان: «لحظة اعتداء وحشي على شاب مصري في الكويت».
أثار انتشار فيديو الاعتداء على «وحيد»، غضب الكثير من المصريين داخل وخارج مصر، الأمر الذي استدعى خروج السفير، خالد رزق، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج، أمس الأربعاء، ليقول إن القنصلية المصرية في الكويت تتابع منذ اللحظة الأولى الحادث، فضلا عن قيام القنصل المصري في الكويت، هويدا عصام بزيارته داخل مستشفى «الصباح».
بصعوبة بالغة، ردَّ «وحيد» على الهاتف، عندما حاولنا التواصل معه، ليطمئنا على أحواله، عقب خروجه من العناية المركزة، إذ قال: «محدش يقلق، طمنوا الناس في مصر وقولوا لهم أنا بخير هنا»، رغم الإعياء الواضح الذي يبدو على صوته، والذي أشارت إليه زوجته قبل أن تعطيه الهاتف.
ردد «وحيد» هذه الجملة عدة مرات: «أنا بقالي 10 سنوات هنا وأكتر، لم أر من أهل الكويت إلا كل الخير، ما فعله هذا الشخص حادث فردي، لا يُعبر عن أهل البلد»، مؤكدًا أنه في كل مرة يُسأل عن الحادث، تأتي إجابته هكذا، ثم يضيف «أنا بقول الحقيقة».
لا يتذكّر «وحيد» من يوم الحادث، سوى لحظات قليلة، بدأ يومه، كمدير مبيعات في محل قطع غيار في منطقة «الشويخ» الصناعية، كباقي أيام العمل الرسميّة: «عادةً الشغل بيبدأ الساعة 11 صباحًا، وعندما جه (جاء) وقت الراحة، فضلت موجود، وكان ليا زميل تاني بالجوار».
ويضيف: «جاء شاب في وقت الراحة وطلب مني قطعة غيار، فأخبرته بأن العمال في وقت راحة، وسيتم تنفيذ طلبه فيما بعد، حاول يجبرني على العمل، وضحت له الأمر، في ظل وجود زبون آخر في المحل، لكنه رفض»، مرّت دقائق قليلة بعد ذلك، بعدها وجه الشاب الكويتي الضربات المتتالية إلى «وحيد» وأفقده توازنه تمامًا.
داخل مستشفى «الصباح»، وجد «وحيد» نفسه مستلقيًا على سرير في قسم العناية المركزة، لم يدر ماذا حدث، إلى أن جاءت زوجته التي علمت بوقوع الحادث بعد عدة ساعات، كما يذكر: «أنا مكنتش مستوعب إن كم العنف ده يطلع منه، مكنتش فاهم ده بيحصل ليه».
بحثًا عن إجابة للعنف، راح «وحيد» يشاهد فيديو الاعتداء عليه، والذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أنه لم يخرج من المستشفى بعد، كما يقول: «أنا مضايقتش لمّا شوفت الفيديو، بقدر ما أشفقت إن الشخص ده عنده كم عنف بالشكل ده، ده خطر على المجتمع كله».
«أنا مش حاسس إني غريب هنا، المرضى اللى معايا بيجوا يعتذروا لي ويتأسفوا إن ده حصل في بلدهم»، يقولها «وحيد» بنبرة لا تخلو من الطمأنينة، متلحفًا باهتمام ملايين المصريين، الذي يؤكده في كل جملة تقريبًا «كان عندي يقين إن كل مصري هيوقف جنبي».
«هاخُد حقي بالقانون»، جملةٌ أخيرة قالها «وحيد» قبل ذهابه لأخذ الدواء، مشيرًا إلى الاهتمام الرسمي الذي حظى به من جانب السفارة المصرية في الكويت، والسلطات الكويتية، بحسب تصريحاته: «السفارة المصرية من أول لحظة تابعت معايا ومحدش سابني».
ويُذكر أن السفير، خالد رزق، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج، صرح اليوم، الخميس، بأن السلطات الكويتية نجحت في إلقاء القبض على الشخص المعتدى على المواطن المصري بمقر عمله، نتيجة الخلاف حول إصلاح دراجته البخارية، علما أن السلطات الكويتية ضبطت أيضا صاحب المركبة الذي كان بصحبة ذلك الشخص عند اعتدائه على المواطن المصري.
وأضاف مساعد وزير الخارجية، أن القنصلية المصرية في الكويت ستتابع سير التحقيقات من أجل ضمان حصول المواطن المصري على كافة حقوقه القانونية والقصاص من الجناة، مشيدا بجهود السلطات الكويتية في سرعة التعامل مع الحادث وضبط الجناة.
وأكد «رزق» أن فريق عمل القنصلية مازال متواجدا في المستشفى لمتابعة حالة المواطن وتقديم الدعم اللازم له.