أكد مجدى الجلاد، رئيس تحرير جريدة «المصرى اليوم»، أن ثورة 25 يناير لم تكتمل حتى الآن، ومحذراً من اندلاع ثورة «الجياع» ممن هم تحت خط الفقر.
وقال «الجلاد»، فى كلمته خلال محاضرة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الجديدة، مساء الاثنين، إن الانتخابات المقبلة فيها نحو 50 مليون صوت، بينهم على الأقل 30 مليون شاب، وبأيديهم تحديد مستقبل البلاد خلال 50 سنة مقبلة.
وأضاف «الجلاد» أن الثورة المصرية أفرزت أفضل ما فى المجتمع المصرى فى 18 يوماً، ومنذ 11 فبراير وحتى الآن تفرز أسوأ ما فى الشعب المصرى مثل ما حدث فى ماسبيرو، مؤكداً أن السلبيات تبدأ من المواطن العادى حتى قادة المجلس العسكرى.
وحذر من وجود مخطط مرسوم للتآمر على المصريين فى الانتخابات المقبلة، مضيفاً أن عدد لجان التصويت قد لا يستوعب عدد الأصوات التى لها حق الانتخاب، وأضاف: «فمثلاً، المنتمى للتيار الأصولى سيصلى الفجر ثم يذهب إلى لجنة التصويت لكى يحرم التيار المدنى أو الليبرالى من التصويت»، واصفاً وقت الانتخابات بأنه «يوم نضال وطنى».
وأوضح «الجلاد» أن المجلس العسكرى لا يعرف كيف يستخدم أسلوب الديمقراطية فى الحوار، وذلك يتضح من قراراته التى يتخذها بعد اجتماعاته مع شخصيات المجتمع كل مرة، موضحاً أن ذلك يرجع إلى طبيعة المؤسسة العسكرية فى جميع دول العالم.
واعتبر أن الثورة المصرية تحتاج إلى مرحلة انتقالية لكنها تحولت إلى مرحلة ارتجالية، منتقداً اعتبار البعض أن الثورة عبارة عن «تورتة» يجب أن تحصل جميع القوى على نصيبها.
ورأى «الجلاد» أن مصر تواجه 3 مشاكل أساسية، الأولى هى كيفية الاستفادة من طاقة الشباب وتوظيفها لخدمة مصر، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب بناء دولة حديثة قائمة على مفاهيم الحضارة.
وأوضح أن المشكلة الثانية هى تحقيق الديمقراطية، قائلاً إن «الديمقراطية لا تمنح، ولكنها تنتزع عن طريق مشاركة الشباب»، وأضاف «عشنا أكثر من نصف قرن مفعولاً به، والآن علينا أن نكون فاعلاً».
وأشار «الجلاد» إلى أن المشكلة الثالثة هى التعليم، معتبرا أنه «أساس جميع المشاكل فى مصر»، ورأى أنه كان هناك هدف من أكثر من 60 سنة لتشويه التعليم فى مصر، والدليل هو أن حضارات ماليزيا وتركيا بدأت بالتعليم، ولكن مصر ارتكبت جريمة بإهمال التعليم.
ونفى ما يقال عن أن الإعلام هو المستفيد الأول من الثورة، موضحاً أن الإعلام كان هو المسؤول عن تراكم الغضب عند الناس.. وأشاد بدور الجامعة الأمريكية فى بناء شخصية الفرد، كونه أمراً أهم من تحصيل العلم فقط، مضيفاً أن الجامعة تقوم بدور مهم فى تقديم الكفاءات العاملة بسوق العمل.
ورداً على سؤال أحد الطلاب عن الدروس المستفادة من تجربة «المصرى اليوم»، أجاب «الجلاد» أن الجريدة لم تعتمد ثقافة «الركون على العجز»، مضيفاً أن «المصرى اليوم» لم تقبل منذ بداية عملها واقع احتكار 3 جرائد فى 2003 جميع المعلومات.
وأرجع «الجلاد» نجاح الجريدة إلى الاستعانة بحماس الشباب فى بداية انطلاقها، مضيفاً أن احترام الجريدة للقارئ كان عاملاً مهماً فى ارتفاع مستواها بين الجرائد كافة.
وأكد أنه منذ صدور «المصرى اليوم» وحتى الآن، لاتزال هناك ضغوط على الجريدة، ولكن قوة الصحيفة لدى الرأى العام هو الذى يحميها، مشيرا إلى أنه كلما كانت الوسيلة الإعلامية قوية، كلما كان إغلاقها صعب.
وأضاف «الجلاد» أن كل فئات المجتمع شاركت فى المظاهرات لتحسين مستوى المعيشة، موضحاً أن هناك فئة واحدة لم تقم بمظاهرات وهى «الفئة الدنيا ممن يعيشون تحت خط الفقر»، وأشار إلى أن «هناك 9 ملايين مواطن يعملون باليومية، وإذا قاموا بأى ثورة، لن تكون ثورة جياع فقط ولكنها ستكون مذبحة، لأنها ستتبع نظرية (يا قاتل يا مقتول)».