x

المخرج أحمد ماهر: الثورة أقنعت الأوربيين باختيار بطل مصري لـ«بأى أرض تموت»

الجمعة 01-04-2011 18:18 | كتب: نجلاء أبو النجا |
تصوير : other

مشاركة المخرج المصرى أحمد ماهر يوما بيوم فى ثورة 25 يناير كانت علامة استفهام للكثيرين، خاصة أن معظم مشروعاته ودراسته وحياته خارج مصر وبالتحديد فى إيطاليا التى يعمل فى إحدى جامعاتها مدرسا للإخراج السينمائى.. ماهر كان على موعد يوم 26 يناير مع تصوير فيلمه الروائى الثانى الإيطالى الفرنسى «بأى أرض تموت» لكنه اعتذر عن عدم السفر وفضل البقاء بمصر لمساندة الثورة والمشاركة فى تحديد مصير مصر، فإما أن تنجح الثورة ويبقى بمصر.. وإما أن تفشل ويقرر ألا يعود إليها مرة أخرى فى ظل سيطرة فساد النظام السابق.

ماهر تحدث عن الثورة وتحديدها لمصيره الفنى والإنسانى.. وعن فكرة مشروع فيلم «بأى أرض تموت» وكيف أقنع منتجين أوروبيين أن يتحمسوا لعمل بطله مصرى.. وأيضا عن عقبات فيلم «المسيح» ورأيه فى الأحداث الأخيرة والقائمة السوداء للنجوم.

فى البداية قال ماهر إنه كان يحضر للسفر أوائل يناير الماضى لإيطاليا ثم فرنسا لبدء تصوير فيلمه «بأى أرض تموت» ولطبع فيلم «المسافر» وعندما علم بأن الثورة المصرية ستبدأ فى يناير اتصل بمنتجى الفيلم واعتذر عن عدم السفر وطلب منهم التأجيل قائلا إنه على موعد مع أهم حدث فى تاريخ مصر المعاصرة.. ولم يحدد أى موعد للسفر خاصة أنه من المستحيل تحديد موعد انتهاء الثورة وتصاعد أحداثها.. وقال ماهر.. سافرت لإيطاليا منذ عام 93 للتدريس بإحدى جامعاتها.. وكنت أزور مصر من آن لآخر ومع ازدياد تدهور الأوضاع أقرر السفر مرة أخرى لأن المناخ السياسى الفاسد كما يحدث عقما فى الحرية السياسية يحدث عقما فى الإبداع والفن ويسمح فقط بنوعية معينة من الفن لا تناسب طموحاته.. وكنت أشعر بأنه ليس لى مكان بمصر فلست المخرج الذى يقدم أفلام هذا المناخ.. ولذلك شعرت بأنى كمصرى يجب على المشاركة وشاركت بالفعل منذ يوم 25 يناير واعتبرت أيام الثورة رحلة حقيقية فى أعماق مصر ومحاولة لإنقاذها.. كنت أتعامل مع الأمور كإنسان مصرى يتمنى أن يعود ليعيش على أرض مصر فى أمان.. ولست مخرجا أو شخصا له علاقة بالفن.. لذلك لم أقم بتصوير الثورة أو أستغلها فنيا على الإطلاق.. ولكن ما أزعجنى أن هناك البعض من المنتمين للوسط الفنى استغلوا الحدث وصدروا أنفسهم كمتحدثين رسميين عن الثورة.. ولكن كان الأكثر إزعاجا بالنسبة لى هو تقاعس نجوم مهمين جدا فى الحياة الفنية المصرية عن مناصرة الشعب وثورته.

وأضاف ماهر أنه بعد نجاح الثورة وتنحى مبارك شعر بحالة من الارتباك النفسى مازالت تلازمه حتى الآن، فقدراته مثل أى مصرى لا تستوعب هذا النجاح الكبير كما أن التجربة فى ميدان التحرير تركت فيه أثراً عميقاً بل بدلته تماما لأن مشاهد الموت والإصابات والاعتداءات التى رآها بعينه وتعرضه لإصابات وضرب وقنابل مسيلة للدموع جعلته يدرك أن أرض الواقع أعظم كثيرا من شاشة السينما.. وأن التحرير أكبر وأهم وأروع من أن يتم تلخيصه فى فيلم أو أى أعمال فنية.. لذلك وحتى الآن لم يستطع الانفصال عن الحدث أو التفكير فى فيلم عن الثورة رغم مطالبة بعض جهات الإنتاج الأوروبى له بكتابة فيلم عن هذا الحدث العظيم.. لذلك قرر البدء بتصوير الفيلم الإيطالى «بأى أرض تموت» والذى سيتم تصويره الشهر القادم بين روما وصقلية وباريس.. والذى كتب قصته أيضا.. ويلعب بطولته عمرو واكد وهو أول فيلم أوروبى مؤلفه ومخرجه وبطله مصرى.. ويدور حول شخصية شاب مصرى يعيش بين إيطاليا وفرنسا ويعمل بعالم الجريمة ويمارس العديد من الأفعال الدموية، لكن هناك خطاً درامياً مؤثراً فى حياته ويتم اكتشاف أن هدفه نبيل فى نهاية الفيلم وستكون هذه هى المفاجأة.. الجدير بالذكر أيضا أن الفيلم يتناول فكرة الموت وقدسيته من منظور المصريين والعرب.. وكان فى البداية من الصعب إقناع أوروبيين بإنتاج عمل محوره الأساسى شخص مصرى وفكرته مستوحاة من عادات وتقاليد تراثية مصرية يقول عنه: لقد بذلت مجهودا ضخما لإقناعهم لكنهم بعد الثورة ونجاح المصريين تغيرت وجهة نظر العالم وفوجئت بحماس هستيرى من الجهة الأوروبية المنتجة.. وقد اخترت عمرو واكد لبطولة الفيلم لأن لديه قدرات تمثيلية ضخمة جدا كما أن وجهه على الشاشة يعتبر من أبرز الوجوه التى تتميز بمسحة عالمية.. هذا بالإضافة لإجادته اللغة الإيطالية وتجسيده دور البطولة فى الفيلم الإيطالى «الأب والغريب» وسيسافر عمرو قبل التصوير لمعايشة الأماكن على الطبيعة والاحتكاك بالإيطاليين لإضفاء مصداقية واكتساب تفاصيل مهمة من المجتمع الإيطالى.. وسيستغرق التصوير حوالى عشرة أسابيع، ورصدت للفيلم ميزانية ضخمة خاصة أن باقى أبطال الفيلم أوروبيون ويجرى الآن التفاوض مع النجمين ميشيل بيكونى، وجون رينو.

وأخيرا قال ماهر عن مشروع فيلم «المسيح» إنه تم تأجيله لحين الانتهاء من تصوير الفيلم الإيطالى خاصة أن هناك بعض المشكلات الرقابية رغم أن بعد قيام الثورة لا مكان لأى قيود رقابية ولا دينية أيضا من الأزهر والكنيسة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية