قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، لن يغير الهوية العربية التاريخية للمدينة المحتلة.
وأضاف «أبومازن» خلال خطاب ألقاه من رام الله مساء اليوم، عقب انتهاء كلمة الرئيس الأمريكي، أن قرار ترامب يناقض الإجماع الدولي الذي عبر عنه قيادات العالم والمنظمات الإقليمية خلال الأيام القليلة الماضية حول موضوع القدس، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات المستنكرة والمرفوضة تشكل تقويضًا متعمدًا لعملية السلام في الشرق الأوسط، وإعلانا بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام.
وألمح الرئيس الفلسطيني إلى أن هذه الإجراءات أحادية الجانب تمثل مكافأة لإسرائيل على تنكرها من القرارات الدولية والشرعية الدولية، وتشجيعا لها على استمرار سياسة التطهير العرقي والاحتلال والفصل العنصري «الأبارتايد» وخدمة للجماعات المتطرفة التي تسعى إلى وضع المنطقة في أتون حرب دينية لتعيش في حروب أهلية وصراعات يُراد لها ألا تنتهي.
وتابع قائلا: «لقد كنا خلال الأيام الماضية على اتصال وثيق مع العديد من زعماء الدول الشقيقة والصديقة، وتأكد الموقف الثابت بشأن عروبة القدس، وضرورة قيام دولة فلسطين على كل الأراضي المحتلة عام 1967 إلى جانب دولة إسرائيل وحل مشكلة اللاجئين وفق قرارات منظمة الأمم المتحدة والمواثيق الدولية في هذا الشأن».
وقال موجها حديثه للشعب الفلسطيني: «يا أبناء شعبنا الشجاع، إن القيادة تتابع على مدار الساعة تطورات ومستجدات الموقف، وهي تعكف على صياغة القرارات المناسبة بالتشاور مع الأشقاء، إن هذه اللحظة التاريخية ينبغي أن تشكل حافزًا إضافيًا لتشكيل وتسريع الجهود لإنهاء الانقسام الداخلي، واستعادة الوحدة الفلسطينية لتحقيق الحرية والاستقلال، وستشهد الأيام القادمة دعوة الهيئات والأطر القيادية الفلسطينية المختلفة إلى اجتماعات طارئة لمتابعة التطورات، ونحن بصدد دعوة مجلس منظمة التحرير الفلسطينية لعقد دورة طارئة ووضع كل الخيارات أمامه».
وأردف: «أيها الأخوات الإخوة، إن هذه الأرض المقدسة حيث مسرى النبي محمد ومهد سيدنا المسيح ومثوى سيدنا إبراهيم عليه السلام نقول إن القدس مدينة السلام، مدينة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، مدينة كنيسة القيامة هي القدس عاصمة دولة فلسطين، أكبر من أن يغير أي قرار هويتها العربية، فعروبتها تنطق بها كل الشواهد والمساجد والكنائس، وشهدائها المدفونين في شتى ربوعها، وهي عصية على تغيير الهوية، وستدحر أي مؤامرة عليها، إن قرار ترامب لن يغير الواقع في مدينة القدس ولن يعطي لإسرائيل أي شرعية، كونها مدينة عربية مسيحية إسلامية وهي عاصمة دولة فلسطين الأبدية».
وقال «يا أبناء شعبنا، بوحدتنا ووحدة الموقف مع أشقائنا سنبقى جبهة موحدة تدافع عن القدس وعن السلام وعن الحرية وتنتصر لحقوق شعبنا لإنهاء الاحتلال وإنجاز استقلاله الوطني، وأخيرًا تحية لشهدائنا الأبرار، تحية لأسرانا الأبطال، وجرحانا البواسل، الذين قدموا التضحيات من أجل فلسطين ومن أجل القدس، عاشت فلسطين عاشت القدس عاصمة دولة فلسطين حرة عربية وإلى الأبد».