أطلقت مؤسسة مجراية للثقافة والفنون بالمنيا، مبادرة مجتمعية تهدف لكسر المركزية الثقافية وجعل المنيا عاصمة للثقافة ولو لأيام معدودة، وذلك على هامش معرض ملوي للكتاب في دورته الثانية.
المبادرة أقيمت بالتعاون مع مشروع «مكتبة القهوة» وبدعم من معهد جوتة الألماني، وجذبت العديد من الكتاب البارزين للمشاركة في المعرض، مثل عمر طاهر وعزت القمحاوي ووجدي الكومي والشاعر أشرف توفيق وكاتبة السيناريو هالة الزغندي.
وقال حمادة زيدان، أحد مؤسسي مجراية، إن «المعرض هدفه كسر المركزية.. فعاصمة الدولة تكون شاملة كل شيء، بها مسارح وفعاليات للمرأة ومعارض للكتاب، لذلك فكرنا في إقامة معرض للكتاب في منطقة بعيدة عن العاصمة، وترافقه فعاليات ثقافية ليست متوفرة بالصعيد».
وأضاف أن المشروع غير هادف للربح، فالكتب تباع بتخفيض 50% من ثمنها الحقيقي، وتابع: «في المعرض فكرنا أن نأتي للناس بالثقافة حتى أماكنها البعيدة عن العاصمة، دون أن تسافر وتتكلف تذاكر قطارات وتذاكر دخول، ولكن عندنا يرى المشاركون عروضا فنية مجانية، ولقاءات بكتاب كبار لا تعقد ندواتهم إلا في القاهرة، بالإضافة إلى يوم للأطفال وآخر للمرأة».
وقال أحمد حمدي، 42 عاما، أحد رواد المعرض: «في كل عام أسمع عن معارض للكتب بالقاهرة والإسكندرية، وأحزن لعدم قدرتي على السفر للاستمتاع بالحدث، بخلاف التكلفة المادية للانتقال من الصعيد للقاهرة أو الإسكندرية، لكن منذ العام الماضي شعرت أن هناك أمل وتوجد طاقة نور وثقافة بفضل هؤلاء الشباب».
وأضاف عصام ريمون، 13 عاما، أنه اشترى من مصروفه موسوعة مبسطة للعلوم وقصة روائية مترجمة، موضحا: «أنا سعيد إنها مش كتب مستعارة، وقدرت أشتري كتب وأحضر حفلة زي اللي بشوفها في التلفزيون».
وواجه منظمو المعرض صعوبات مختلفة من أجل المضي قدما في مشروعهم الذي يصرون على استكماله لدورات قادمة، منها ضعف الإمكانات وإجراءات روتينية.
وقال طوني صليب، مؤسس «مجراية»: «قبل افتتاح المعرض العام الماضي، فوجئنا بأنه مهدد بالإلغاء بسبب خطأ موظف في مديرية الشباب والرياضة بالمنيا، لولا تدخل وزير الشباب بشكل شخصي قبل انطلاق المعرض بـ7 ساعات تقريبا»
وأضاف: «في الدورة الثانية واجهتنا مشاكل أكثر وأصعب، لولا إصرار فريق مجراية.. وعشان يتجاوزوا أزمة الاعتماد على مسارح الدولة عملنا حاجة غريبة جدا، حولنا جراج العمارة اللي فيها مقر مجراية لمسرح».